هو مدرّب أثار انتدابه في منتصف هذا الموسم جدلا كبيرا ليس في أوساط جماهير النجم فحسب بل في الأوساط الرياضية عامة، اسمه وسجله وخاصة تجاربه السابقة سبقته الى تونس في خطوة ساهمت بقسط وفير في اخماد تساؤلات أحباء وأنصار فريق جوهرة الساحل غير أن تأثير التغيير الذي تحدث عنه الهولندي على مستوى النتائج مازال لم يأت أكله بعد، بل إن الانتقادات باتت تلاحقه عقب التعادل الثاني للفريق في باجة... كما أن مغادرة أكثر من لاعب حضيرة النجم أسال الكثير من الحبر باعتبارها خطوة فاجأت الجميع اضافة الى جوانب أخرى شغلت بالهم حول طريقة لعبه واصراره على الانضباط وعلاقته باللاعبين وأهدافه. «الشروق» حاورت هذا المدرب وكشفت بعض التفاصيل في شخصيته وأهدافه الكروية. في البداية كيف تقيم تجربتك بعد حوالي الشهرين مع النجم؟ التجربة الى حد الآن مفيدة علما وأنها انطلقت يوم 4 جانفي مع مجموعة شابة من اللاعبين، وبعد 3 أسابيع إلتحق الدوليون قبل أن أحيط رئيس الجمعية علما بأن الرصيد البشري المتوفر قادر على الذهاب بعيدا في سباق البطولة وتصفيات كأس الاتحاد الافريقي... عموما ظروف العمل مريحة ومشجعة خاصة عندما لمست مدى اهتمام الجميع بكرة القدم والاستقبال الحار الذي خصني به الاحباء. من جهة أخرى أشير الى أن اللاعبين وجدوا بعض الصعوبة في استيعاب طريقة العمل التي جئت بها وازاء بعض الاخلالات سلطت عقوبات مالية على بعض العناصر لكن شيئا فشيئا تجاوب الجميع مع الانضباط والعقلية الاحترافية. في السياق ذاته، كيف وجدت النجم على جميع المستويات؟ وجدت فريقا منظما يمتلك طاقما فنيا محترفا ومسؤولا وإدارة على درجة عالية من التنظيم تمتلك رؤية مستقبلية واضحة بقيادة رئيس جمعية متحمس يعرف ماذا يفعل والجميع هنا يطمح الى تحقيق النجاحات. وكما هو معلوم فمهمتي تنحصر بالاساس وبصفة مبدئية في تغيير وجه الفريق واعادة بنائه ومنحه طابعا خاصا في الأداء ولا يجوز أن يتم الحكم على عملي بالنجاح او الفشل بعد 5 أسابيع فقط من اشرافي على الفريق. لكن وصلتك انتقادات اختياراتك الفنية والتكتيكية والبشرية؟ كنت أعلم منذ البداية أن العمل في النجم لن يكون أمرا سهلا، فمهمتي أو مهمة أي مدرب مكاني لن تكون يسيرة مثلما يتوقعه البعض باعتبار أني لست صاحب معجزات. لاعبو النجم شبان والفريق تحيط به ضغوطات النتائج التي من أجل تحسينها لابد لنا من بعض الوقت لاصلاح ما يجب اصلاحه وينجح الفريق في تقديم كرة قدم شاملة تجمع ما بين الفرجة والنجاعة الهجومية. أما بخصوص النقد فهو أمر ضروري لتحفيزنا من أجل تحقيق التحسن الملموس لكن هذا النقد فيه الايجابي والسلبي وبالرغم من أني انسان متفتح معرض أيضا للخطإ وما يقلقني هو النقد الهدام والاحكام المسبقة التي لا تصدر الا من أناس لا يحبون النجم الساحلي. لأن أسلوبك في العمل جديد على المجموعة... هل تعتقد وأن بعض اللاعبين كانوا ضحية صرامتك في فرض الانضباط؟ الأمر شبيه بالابناء داخل العائلة والانضباط هو الكفيل بانجاح حياتهم الخاصة وهو ما ينسحب على فريق كرة القدم وباعتباري المدرب فلابد لي من اعطاء المثل في نطاق المعقول... أدرك أن ما جئت به جديدا على المجموعة وليس من السهل أن يتم استيعابه بين عشية وضحاها لكن ما أشرت اليه في سؤالك يتعلق ببعض العناصر التي فشلت في التأقلم مع الأسلوب الجديد في العمل. وكما سبق أن قلت لقد جئت لخدمة النجم وليس لي أي مشكلة مع أي لاعب لكن الاشكال أن بعضهم لم «يهضم» طريقة تعاملي مع اللاعبين الا تدريجيا ومن حسن الحظ أنهم أقلية. أغلب اللاعبين أشادوا بالعمل الذي تقوم به بالرغم من أن بعضهم انتقدك في البداية فماذا وراء هذا النجاح؟ كل مدرب له مبادئه وطريقة تعامله مع اللاعبين لكني مع بقية أفراد الجهاز الفني نعمل بنفس الاسلوب ونحترم اللاعبين الذين فهموا واجباتهم وأصبحوا يقدمون ما عندهم فوق الميدان بدون حسابات وإني سعيد بكل لاعب انتهج هذا الطريق الذي سيؤتي أكله وثماره في القريب العاجل. لكنك فرضت انضباطا لا يتماشى مع عقلية اللاعب التونسي؟ هذا شيء لابد منه فبدون انضباط لا تستقيم الأمور ولا يرتفع مستوى الكرة في تونس التي تزخر بالمواهب الواعدة. على المستوى الفني ألا ترى وأن الثغرات الدفاعية مازالت على حالها والخط الامامي لم يظهر بالنجاعة المطلوبة؟ معالجة هذه النواحي لن يتم الا بالعمل ولا تنتظروا مني أن أقلب المعطيات بين عشية وضحاها، عملي في النجم يتطلب بعض الوقت ناهيك وأن المجموعة ما انفكت تتحسن من يوم الى آخر من أجل التعود على الكرة الشاملة دفاعا وهجوما وهذه الطريقة تتطلب أسلوب السهل الممتنع للسيطرة على الكرة وامتلاكا لأكثر وقت ممكن من أجل الوصول الى الشباك وتسجيل الاهداف... وليس معنى هذا أني ضد التمريرات الموجهة أو الطويلة في ظهر دفاع المنافس. عموما النقائص التي أشرت إليها سوف تتضاءل شيئا فشيئا وبمرور الجولات سيصبح للنجم طابع خاص في الأداء. التعويل على المدافع الطوغولي بوصوا في لقاء باجة اعتبره البعض مجازفة بل حملوه نتيجة التعادل في هذا اللقاء؟ معرفتي بامكانات هذا اللاعب لم تتعد مشاركته لمدة شوط في دورة النجم الودية الى جانب بعض الحصص التدريبية ومشاركته في لقاء باجة كانت نزولا عند رغبة رئيس الجمعية ولسوء حظ هذا اللاعب أن بدايته لم تكن في مستوى انتظارات الجميع لكنه يبقى قابلا للتحسن خصوصا وهو يتوفر على عقلية احترافية ممتازة وبامكانه النجاح. العناصر التي غادرت النجم اتهمتك بدفعها نحو فسخ عقودها، فماذا تقول؟ ليعلم الجميع أن قرار التخلي عن خدمات هذه العناصر لم يكن شخصيا بل بالتشاور مع رئيس الجمعية وبقية أفراد الجهاز الفني. فبخصوص جيلسون سيلفا لم يكن منضبطا وملتزما ولم يعط للفريق سوى 50 بالمائة من امكاناته في حين أن الجمعية تمكنه من راتبه الشهري كاملا... لقد منحته عدة فرص للتدارك لكنه لم يكن ملتزما... سيدات بوكاري حالة أخرى فهذا اللاعب لم تعد له رغبة في مواصلة اللعب مع النجم وهو من أصر على المغادرة والانفصال... أما بخصوص سهيل بن راضية فقد لاحظت تأثيره السلبي على المجموعة طيلة الاسابيع الاخيرة وهو ما دفع بي لابعاده من أجل مصلحة المجموعة لا غير. بلغنا وأنك لم تكن متحمسا لانتداب النيجيري «أوسانغا» ومع ذلك فإن الهيئة أبقت عليه؟ أجل لقد قلت رأيي في أوسانغا باعتبار وأن المجموعة الحالية تتوفر على عنصرين يشغلان نفس خطته وهما ايريك فريبمبونغ وطامبو فابو... أعتقد أن وكيل أعماله توصل الى صبغة تفاهم مع رئيس الجمعية تقضي بتمكينه من التدرب مع الفريق مقابل ابرام عقد مبدئي مع العلم وأن أوسانغا قوي في الثنائيات وقوي في المراوغات الا أنه مطالب بتحسين تمريراته باتجاه زملائه عكس ايريك الذي يبقى مهاجما ممتازا وقابلا لمزيد التحسن. إلحاقك لعناصر تنتمي لفريقي الأمال والأواسط لا يعكس حرص النجم فيما تبقى من هذا الموسم لعب الادوار الاولى؟ أسماء مثل الجزيري ومايتي وبوغطاس وبن عزيزة وغيرها هي من انتاج مركز تكوين الشبان بالنجم الساحلي ومن البديهي أن تأخذ فرصتها حتى نوفر لها فرصة تطوير وتحسين مستواها وبالتالي تمهيد الطريق أمامها لتدعيم صفوف الاكابر واعتقد جازما أن هذا التوجه لا يتعارض مع محافظة النجم على تقاليده في لعب الادوار الاولى. لكن ماذا عن التصريح الذي أدليت به عقب لقاء باجة والذي جاء فيه أنك لا تلعب من أجل الالقاب؟ بما أني لا أفقه ولا أفهم ما قيل في حصة «الأحد الرياضي» فقد تبين لي بعد الترجمة أن تصريحي عقب هذه المقابلة بُتر منه سؤال الصحفي الذي جاء فيه حرفيا: «بعد هزيمة الترجي في القصرين وتعادلكم في باجة ماذا تقول عن المراهنة على اللقب؟» أما اجابتي فكانت كالتالي: «أنا لا أركز في عملي على اللقب بل على تحسين مستوى فريقي من أجل كسب الانتصارات». وهو ما أسيء فهمه من طرف البعض ولا أعتقد أن هناك مدربا عاقلا يرفض ان يلعب فريقه الادوار الاولى في مختلف المسابقات لكن لابد من توفير كل الممهدات لادراك ذلك وفي كرة القدم لا مجال للمعجزات بدون عمل. كيف يمكن لأولوية تكوين فريق أن تقترن بالنتائج الايجابية في النجم؟ عملنا الذي انطلقنا فيه منذ 4 جانفي الماضي يتطلب بعض الوقت حتى يعطي ثماره وخلافا لفريقي الترجي والافريقي فالنجم لا يوجد تحت تأثير ضغط النتائج وهو ما من شأنه ان يساعدنا على بلوغ ما خططنا له في هذه المرحلة لكن خلال ال 10 مقابلات المتبقية كل شيء يبقى واردا فكرة القدم ليست علما صحيحا. ما هي نظرة السيد بيت هامبرغ للتحليل الرياضي؟ ليس كل من لعب الكرة أو درب يصبح محللا وأعتقد أن البون شاسع بين تحليل المباراة وبين تقييم عمل المدرب وهذا في اعتقادي أمر يجب على المحلل ألا يخوض فيه لأنه ليس من اللائق أن يتحدث المحلل عن أمور لا يعرفها خاصة أنه لا يعيش ظروف التمارين والمقابلات... أنا مع النقد البناء ولا يضرني في شيء أن أكون منتقدا من قامات مديدة أمثال يوهان كرويف في هولندا أو عبد المجيد الشتالي في تونس وافريقيا لأن الاستفادة من أرائهما مضمونة وعلى فكرة فقد طلبت من نجله أن يرتب لي موعدا للالتقاء به والاستماع الى افكاره. بعد معاينتك لمختلف الاصناف ماذا ينقص النجم؟ ينقصنا بعض الانتدابات الموجهة في مراكز معينة من أجل اثراء الرصيد البشري وقد ناقشت هذا الموضوع مع رئيس الجمعية ومع المدير الفني السيد غوتيي. في خاتمة هذا الحوار ما هي رسالتك لاحباء وأنصار النجم؟ بداية لابد من تحية هذه الجماهير التي خصتني بحرارة الاستقبال ومن جانبي أعدها بتقديم أقصى ما عندي من أجل نحت فريق يضمن الاداء الجيد والممتع والنتائج الايجابية ويراهن على مختلف الالقاب شريطة توفر مساندتها وتحليها بقليل من الصبر خلال هذه المرحلة خصوصا وأن المجموعة تتوفر على عناصر جلها من صنفي الامال والاواسط تبقى في حاجة الى المساندة المعنوية ما يمكنني أن أعد به جمهور النجم أن الفريق سيقدم كل ما لديه خلال الجولات القادمة وأن الاماكن مع بيت هامبرغ تفتك ولا تهدى.
