حذّر الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى ورئيس هيئة الأوقاف والتراث الإسلامية في حديث ل«الشروق» عبر الهاتف من القدس من احتمال أن تفجّر الاعتداءات الاسرائيلية المتواترة على الأقصى انتفاضة فلسطينية ثالثة.. الشيخ عكرمة صبري أكد أيضا ان هناك محاولة إسرائيلية واضحة لتدمير «الأقصى» داعيا العرب إلى التحرّك قبل ضياع القدس. وفي ما يلي هذا الحوار: حوار: النوري الصّل كيف تنظرون سماحة الشيخ إلى الاقتحامات الاسرائيلية المتكررة للمسجد الأقصى هذه الأيام.. وما هي برأيكم دلالات وخلفيات هذه الاعتداءات في هذا الظرف؟ في الحقيقة أن الاقتحامات الاسرائيلية للمسجد الأقصى واستخدام العنف ضدّ المصلين من قبل الشرطة الاسرائيلية ليس لأوّل مرّة ولا نتوقع أنها ستكون الأخيرة بما أنها سياسة صهيونية رسمية.. أما دلالات هذه الاقتحامات فهي واضحة من خلال محاولات الاحتلال السيطرة على الأقصى والمقدسات الاسلامية وتهويد المدينة.. فالصهاينة يريدون هدم المسجد الأقصى وإقامة هيكل سليمان المزعوم.. وبهذا ترضي الحكومة الاسرائيلية رغبات الجماعات المتطرفة كما أنهم يريدون قطع علاقات المسلمين بفلسطين وأيضا إطالة عمر الاحتلال الاسرائيلي. هناك تحذيرات وتوقعات بأن يقدم الاحتلال بعد أسبوعين على تنفيذ خطوة كبيرة في اتجاه تدمير الأقصى.. كيف تتعاطون مع هذه المعلومات؟ هذه في الواقع توقعات تشاؤمية.. هذا أمر ليس بالسهل تحقيقه.. إن يوم 16 مارس سيشهد افتتاح كنيس جديد أطلق عليه كنيس الخراب تمهيدا لإقامة هيكل لهم. هناك تهديدت فلسطينية متواترة بتفجير انتفاضة جديدة ردّا على هذه الاعتداءات.. فإلى أي مدى هذا السيناريو قائم في اعتقادكم؟ نعم هذا الاحتمال وارد فالشعب حين ينتفض لا يستشير أحدا.. إنني شخصيا لا أؤيد انتفاضة جديدة في مثل هذا الظرف ولكن لا أستبعد أن تنفجر انتفاضة ثالثة في أي وقت.. تقدّمتم مؤخرا بمذكرة حول القدس إلى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى.. فماذا عن مضمون هذه المذكرة وما المغزى من ورائها تحديدا؟ تحتوي هذه المذكرة على أربع نقاط وهي: 1) توأمة مدينة القدس مع العواصم العربية التي يتم اختيارها عاصمة للثقافة العربية للسنوات القادمة. 2) رصد ميزانية سنوية لمدينة القدس لا تقل عن 500مليون دولار سنويا لدعم القطاعات الصحية والتعليمية والاسكانية وشراء الأراضي. واختتمت المذكرة بتلخيص للاجراءات الاسرائيلية التي تتم في مدينة القدس بهدف تهويدها.. وقد وعد الأمين العام للجامعة العربية بإدراج مدينة القدس على جدول أعمال القمّة العربية.. ونأمل من القمة العربية القادمة أن تكون قمّة نصرة القدس وانقاذها من الضياع، كما نأمل أن تكون القمّة القادمة أجدى من القمم العربية السابقة في الدفاع عن الأقصى.. فلا يعقل أن يترك العرب الأقصى وحيدا..