أذكر أنني التقيته بحديقة منير القبائلي ليلة المقابلة التاريخية بين النادي الإفريقي وليون الفرنسي عندما كان بصدد التدرب مع فريق الامال نتيجة للعقوبة التي تعرض لها على يد مدربه بيار لوشانتر، ولأن النفس تفيض عند امتلائها فقد قال لي حلمي حمام بالحرف الواحد: «كنت أظن أن اللاعب التونسي يتمتع بحق التعبير عن الرأي مثله مثل اللاعب في البطولات الأجنبية.. تمنيت أن أخوض مع الإفريقي المقابلة التي تنتظرنا أمام ليون الفرنسي إنها فرصة تاريخية يحلم بها أي لاعب... ولكن يبدو أنني سأكتفي هذه المرة بدور المشاهد فحسب». ذلك أن حلمي كان يتمنى مواجهة لوريس وكريس وبقية النجوم... ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه... «الشروق» نقلت «محنة» حمام إلى الرأي العام انذاك ولو بطريقة ضمنية في مقال بعنوان «حمام ممنوع من الكلام». حلمي حمام وبعد أن تعرض للإقصاء من قبل الفرنسي بيار لوشانتر انتقل إلى الدوري الليبي الممتاز وتحديدا إلى فريق أهلي بنغازي وقد تألق بشكل ملفت مع هذا الفريق «الشروق» أجرت حوارا خاطفا مع حلمي حمام الذي يؤدي زيارة قصيرة إلى تونس فكان كالآتي: في البداية يبدو أنّك لا تشعر بالغربة بحكم تواجد العديد من العناصر التونسية في الدوري الليبي أليس كذلك؟ الصحافة الليبية أشارت إلى أن المحترفين التونسيين يمثلون نسبة لا تقل عن 75٪ من جملة اللاعبين المحترفين في الدوري الليبي وهو من العوامل التي ساعدتني كثيرا على التأقلم فعادة ما ألتقي باللاعبين التونسيين خاصة فرج البنوني وماهر الحناشي وطارق الزيادي وأحمد الحامي... كيف تقيم مردودك إلى حد اللحظة مع فريق الأهلي ببنغازي؟ أظن أنني نجحت على كل المستويات فقد شاركت خلال المباريات الثلاث التي خاضها فريقي وقدّمت مردودا غزيرا ونحن نحتل حاليا المرتبة الثانية وإن أكبر دليل على نجاحي ان جماهير الفريق أصبحت تتغنى باسمي على النحو التالي: «حلمي والأهلي يجري في دمي...» وقد وفرت الهيئة المديرة كل السبل لتحقيق النجاح سواء على المستوى الرياضي أو أيضا على مستوى الامتيازات المادية فهي بكل صراحة أفضل ممّا هو معمول به في بطولتنا التونسية. هل نفهم من كلامك أنك لا تنوي العودة مجدّدا إلى صفوف الإفريقي؟ الحقيقة أنني أصبحت أدرك جيدا أنني لاعب محترف ولا أنكر أن الفريق الليبي دخل في اتصالات مع هيئة الإفريقي خلال المدة الماضية للظفر بخدماتي لفترة أطول قد تمتد إلى موسمين وأنا شخصيا أفضل مواصلة المشوار في البطولة الليبية بحكم المستوى الفني المميز لهذه البطولة كما أنني أرفض صراحة أن أتعرض إلى الظلم مرة ثانية فقد سبق وأن أخبروني في الإفريقي أنني لن ألعب مع فريق الأكابر! بالرغم من أن الجميع على يقين برفعة أخلاقي وانضباطي التام في صلب الفريق... حلمي نترك لك كلمة الختام.. ماذا تقول؟ أتمنى أن أشرّف كرة القدم التونسية في ليبيا بالذات وأتمنى حظّا سعيدا للإفريقي والترجي في المسابقة الإفريقية.