لسنا بحاجة الى أن نعيد عليكم قصّة تلك الضجّة التي رافقت صفقة انتقال المهاجم أمير العكروت (26 عاما) الى صفوف النادي الافريقي ذلك أن جماهير فريق باب الجديد اعتبرته المهاجم القادر على فكّ شفرات أكثر الدفاعات تحصينا وهو ما أثبته العكروت في السابق بألوان «البقلاوة» مستندا على خصال هجومية قوامها فنيات التصويب بالرجلين واقتناص الكرات الرأسية ولياقة بدنية عالية وتعطش لإرواء الشباك.. وهي خصال اكتسبها في صلب فريقه الأم، سكك الحديد الصفاقسي الذي سبق وأن أهدى كرة القدم التونسية عدة أسماء خالدة مثل عز الدين شقرون وعمر ماضي ورمضان التومي.. وغيرهم. «الشروق» حاورت أمير العكروت بعد 48 ساعة فحسب من انسحاب النادي الافريقي في مسابقة رابطة الأبطال الافريقية للموسم الثالث على التوالي، فكان الحوار التالي الذي تكتشفون من خلاله صراحة العكروت حتى وإن تعلّق الأمر بحياته خارج الميدان. في البداية هل من تفسير منطقي ومقنع لانسحاب فريقكم أمام فريق شبيبة القبائل الجزائري؟ أعتقد أن الظروف التي رافقت مقابلتنا أمام شبيبة القبائل في الذهاب بالاضافة الى شطحات الحكم المغربي ساهمت بشكل واضح في انسحابنا.. أما خلال مباراة الاياب فقد افتقد الفريق الى مجهودات عدة لاعبين فاعلين على غرار الذوادي وألكسيس والسويسي وما زاد الطين بلّة اقصاء تراوري وهو ما جعل الفريق الجزائري ينهي المقابلة في أريحية نسبية.. وشخصيا أتقدم بالاعتذار الى جمهور النادي الافريقي الذي لم يبخل لحظة واحدة عن مساندة الفريق وتحمّل مشاق التحول الى الجزائر.. لكن ألا تعتقد أن العقوبات وعدم الانضباط (ثلاثة اقصاءات في مقابلتين) ساهمت بدورها في هذا الانسحاب؟ لا ننكر أن العقوبات والاصابات ساهمت أيضا في انسحابنا.. وأعتقد أن الورقات الحمراء كانت نتيجة الضغط المسلّط على اللاعبين بحكم الالتزامات التي يخوضها الفريق. بكل صراحة ألا يحمل المدرب الفرنسي أيضا قسطا كبيرا من انسحاب الفريق؟ أبدا، إذ لا يختلف اثنان في العمل الجبار الذي قام به المدرب بيار لوشانتر في صلب الافريقي شأنه في ذلك شأن المدرب المساعد نبيل الكوكي لكن الفريق افتقد الى النجاعة فحسب ولا مجال للتشكيك في عمل لوشانتر. هل بإمكان النادي الافريقي العودة من جديد في سباق البطولة بحكم النقاط الأربع التي تفصلكم عن صاحب الصدارة؟ شخصيا أعتقد أن مقابلتنا القادمة أمام المستقبل الرياضي بالقصرين ستشكل المنعرج الحقيقي للظفر باللقب، فأنا أعتبرها مفتاح البطولة خاصة إذا تعثر الترجي أمام نادي حمام الأنف كما أننا نعوّل كثيرا على تغيير مجرى اللقب من بوابة المقابلة التي تنتظر الترجي أمام شبيبة القيروان أما فريقنا فمطالب بتحقيق الانتصارات خلال المباريات الثلاث القادمة التي سيكون عنوانها الوحيد ممنوع الهزيمة. هل نفهم من كلامك أن مقابلة «الدربي» قد تكون حاسمة في مسار اللقب؟ نعم، مقابلة «الدربي» قد تحسم أمر البطولة خاصة وأنها ستكتسي صبغة خاصة وأعد شخصيا جماهير الافريقي بالتألق خلال مباراة «الدربي» وأصرّ على تسجيل هدفين والاطاحة بالترجي وحبّذا لو اقترن ذلك بنيل المرتبة الأولى.. ولا أنكر أن مقابلة «الدربي» لا تفارق مخيلتي. بما أنك تشغل خطة مهاجم، هل من تفسير واضح للعقم الهجومي الذي يواجه الافريقي منذ بداية الموسم؟ شخصيا أرفض تسمية «العقم الهجومي» إذ أعتقد أن الهجوم منظومة متكاملة ومترابطة وأظن أننا نملك عدة مهاجمين مميزين على غرار حمزة المسعدي ومحمد تراوري لكن تنقصهما الخبرة فحسب وشخصيا أحاول تمرير الخبرة التي بحوزتي نحوهما.. وأظن كذلك أن الهجوم يخضع الى عدة معطيات جوهرية كالانسجام وأسلوب اللعب وإيجاد الآليات الخاصة باللعب الهجومي. لكن ماذا عنك ألا تطمح الى الفوز بلقب الهدّاف خلال هذا الموسم أم أن الأمر يبدو صعبا في ظلّ تقدّم الثنائي مايكل والعكايشي؟ سأحاول جاهدا الفوز بلقب لهداف وأظن أن الفرصة سانحة أمامي لتحقيق هذا الانجاز خلال الجولات الست القادمة.. وأريد أن أقول انني اصطدمت بالتكتل الدفاعي الذي تتوخاه بقية الفرق المنافسة بل إنها أفرطت في هذا التكتل كلّما واجهت النادي الافريقي وهو ما حال دون تسجيلي للعديد من الأهداف خاصة وأنني أعتبر نفسي لاعب رواق يحبّذ المساحات وهو ما كنت أجده بسهولة في الملعب التونسي على عكس النادي الافريقي. لكن بعضهم لم يتردّد في الاشارة الى الكيلوغرامات الزائدة التي تكسو جسمك، وهو ما قد يساهم في تراجع مردودك، فما تعليقك؟ ما لا يعرفه الشارع الرياضي أن الزيادة في الوزن تعرّض اللاعب في صلب النادي الافريقي الى عقوبة مالية قدرها 200 دينار.. أما بالنسبة لوزني فهو عادي ولا أظن أن لاعبا في الافريقي سيعاني وزنا زائدا في ظلّ تواجد أحد أفضل المعدين البدنيين في العالم وهو السيد كريم الشماري. بالاضافة الى ذلك، هنالك من يتهمك بعدم الانضباط خارج الملعب شأنك في ذلك شأن زميلك في الفريق بلال العيفة؟ لا أعلم لماذا يتعمّد بعضهم بثّ جملة من الاشاعات؟ ربّما لأن «لحمتي حلوة»! أو ربما لأنني مقيم بحيّ راق.. وكانت آخر هذه الاشاعات ما حدث معي اليوم صباحا عندما اتصل بي صديقي من صفاقس وقال ان أحدهم أخبره بأنني تعرّضت الى حادث مرور قاتل!؟ في الوقت الذي كنت قابعا في منزلي! وأريد أن أتوجه الى أصحاب تلك الاشاعات بكلمة واحدة: العكروت لا يغادر منزله ومن يتحدث عن عدم انضباطي أو تورّطي فليأتني بدليل واحد على ذلك! ألا تعتقد في المقابل أن الخلافات بين بعض اللاعبين في صلب الفريق على غرار ما حدث بين الباشطبجي والذوادي أو كذلك تأخر حصولكم على رواتبكم خلال الفترة الماضية من شأنه أن يؤثر على أداء الفريق ككل؟ لا أعتقد أن الخلافات بين اللاعبين ستؤثر على الأداء الجماعي للفريق فهي تبقى خلافات بسيطة وسرعان ما يتمّ تجاوزها وأظنّ أن كثرة التربصات والتقاء اللاعبين بصفة مستمرة مع بعضهم البعض خلالها يتسبب أحيانا في توتر بعض اللاعبين.. أما بالنسبة للجرايات فنحن تعودنا على تسلّمها يوم 20 من كل شهر ولم يقع سوى إشكال بسيط على هذا المستوى خلال هذا الشهر.. وأعتقد شخصيا أن النادي الافريقي مستهدف من قبل الجميع فمجرد تعرّض الفريق لهزيمة أو عثرة تلصق كل التهم باللاعبين والمدرب والادارة وهي وسيلة مفتعلة لتلهية الجماهير! في سياق حديثنا عن الخلافات، ما طبيعة العلاقة بينك وبين هيئة الملعب التونسي في الوقت الراهن على خلفية النزاع المالي القائم بينكما؟ علاقتي مميزة مع هيئة الملعب التونسي فالجميع يدرك جيدا أن المال آخر اهتماماتي وأكبر دليل على ذلك تنازلي عن مبلغ ضخم يقدر ب100 ألف دينار لفائدة الملعب التونسي مع العلم أنني لم أتصل بهيئة الفريق الى حدّ اللحظة لتسلّم المبلغ الذي أسفر عنه النزاع لفائدتي والمقدر بحوالي 118 ألف دينار.. فأنا أؤمن بأن «معرفتك في الرجال كنوز». بعيدا عن المال كيف تحكم على المردود الذي ظهر به فريق الملعب التونسي خلال هذا الموسم؟ شخصيا أشعر بالارتياح التام تجاه المردود الذي ميّز «البقلاوة» خلال هذا الموسم فهو يتمتع بأسلوب لعب جيّد ويزخر بعدة عناصر ممتازة خاصة الحارس رامي الجريدي وكذلك تاج والرياحي وشقرة.. بالاضافة الى امتلاكه لإدارة منظمة ومدرب كفء.. هل نفهم من كلامك أنك تتمنى أن لا تواجه فريقك السابق ضمن مسابقة الكأس؟ شخصيا لا يهمني إسم المنافس إذ أظن أن 90 دقيقة فحسب قد تكون كافية للظفر بلقب الكأس فالمهم أننا سنلعب أمام جماهيرنا (قبل إجراء القرعة). لم يسبق لك التتويج بالألقاب في السابق فلا بدّ أنك متعطش للظفر بلقب على الأقل خلال هذا الموسم، أليس كذلك؟ شخصيا تحوّلت الى النادي الافريقي لثلاثة أسباب معروفة: أولا لأنني أعشق الأحمر والأبيض وثانيا لرفع الألقاب وثالثا للالتحاق بصفوف المنتخب الوطني وهو ما جعلني أختار الافريقي دون سواه بل انني رفضت عروضا أجنبية مغرية. نترك لك كلمة الختام.. ماذا تقول؟ أعد جماهير الافريقي بتسجيل الأهداف وبالعمل على الفوز بالثنائي خلال هذا الموسم ونطالبها بمساندتنا فحسب.. وتمنّيت لو أنه كان بإمكاني الالتحاق بصفة ظرفية بفريقي الأم «الرالوي» والعودة به من جديد الى مصاف النخبة فأنا أفاخر بالانتماء الى فريق بحجم وعراقة سكك الحديد الصفاقسي الذي كان يمنح رونقا خاصا لكرة القدم التونسية في السابق.