علمت «الشروق» من مصادر مطلعة انه تم إلغاء مشروع العمل بنظام المناطق الزرقاء مع التعويض للمستثمر . قرار الإلغاء هز مدينة صفاقس مساء يوم أمس وتناقله المتساكنون والأهالي بتثمين كبير للقرار الذي من شأنه أن يحفز الهمم ويساعد المواطنين على مزيد البذل والعطاء لنمو تونس ورفعتها . المناطق الزرفاء مشروع بلدي اتخذ في ماي 2008 على إثر دراسة أبرزت أنه لتنظيم حركة المرور بصفاقس يجب العمل على تدعيم النقل العمومي مترو وتهيئة الجهة بمآو تستجيب لعدد السيارات بعاصمة الجنوب و التي بلغت حسب احصائيات 2009 ما يفوق 136 ألف وسيلة نقل تضاف إليها السيارات الوافدة من داخل البلاد والتي يرجح أن تكون كبيرة باعتبار أهمية التجارة والصناعة بولاية صفاقس . ذات الدراسة بينت انه لا بد من العمل بنظام المناطق الزرقاء تيسيرا على المواطن لقضاء حاجاته في قلب المدينة، إلا أن بلدية صفاقس وقبل تدعيم النقل العمومي والتكثيف من عدد المآوي، انطلقت مباشرة في العمل بالمناطق الزرقاء و فوتت في المشروع لإحدى المؤسسات الخاصة التي انطلقت قبل نهاية 2009 في التهيئة اللوجستية و المادية للمشروع . بداية تركيز «البارك ماتر» في جنبات الطرقات والشوارع صدمت أهالي صفاقس الذين رأوا في المشروع ارتجالا و تسرعا لا يخدم لا الموظف ولا الحرفي ولا المزود ، بل هو يعيق الحركة التجارية والصناعية و يضيق على المتساكنين و الأجوار و غيرهم . «الشروق» وفي إطار قربها من نبض الشارع ، كانت سباقة في نقل مشاغل أهالي صفاقس وهو ما نشرناه في عدد سابق فور بداية تركيز «البارك ماتر»، وقد تفاعل والي الجهة مع المقال الذي انفردت به «الشروق» وقرر في ذات اليوم التخفيض في سعر الساعة والاشتراكات مع إعفاء المؤسسات التربوية والمصالح الإدارية من الاستخلاص ومراجعة الأنهج و الشوارع التي شملها نظام العمل بالمناطق الزرقاء. تدخل الوالي السيد محمد بن سالم اجتمع من أجله المجلس البلدي ليصادق على القرارات و يتخذ مجموعة من الإجراءات الجديدة التي شملت فيما شملت التقليل من عدد الأنهج و الشوارع التي يشملها نظام العمل بالمناطق الزرقاء لينخفض عدد أماكن السيارات من 5000 مكان تقريبا إلى قرابة 2200 مربض بخلاص . دائما و في إطار التصاق «الشروق» بنبض الشارع، وبعد أن نشرنا موقف الأهالي و ردة فعلهم التي استهجنت المناطق الزرقاء، انفردنا بنقل التعديلات التي أقرها الوالي و صادق عليها المجلس البلدي، وحرصا منا على الإلمام بالموضوع نشرنا موقف المستثمر في حوار مطول باعتباره يمثل الضلع الثالث في مثلث المناطق الزرقاء ( البلدية ، الشارع و المستثمر). الاجتماعات المتعاقبة والمتتالية للمجلس البلدي تابعت « الشروق» كل تفاصيلها ملتزمة بالحياد و الموضوعية في كل تفاصيل ملف المناطق الزرقاء الذي راوح مكانه لأشهر عديدة بعد ان اصطدم قرار البلدية في إحداثها بالشارع وتحول الملف إلى موضوع رأي عام . أهالي صفاقس وفور بلوغهم يوم أمس البشرى السعيدة تبادلوا التهاني ..