عاود أمس الطيران الأمريكي قصف الفلوجة بدعوى استهداف انصار الزرقاوي موقعا مزيدا من الاصابات بين المدنيين العراقيين الذين باتوا يدفعون «فاتورة» تواطؤ الحكومة العراقية المعينة مع قوات الاحتلال... وجاءت الغارة الجديدة على الفلوجة في شكل «انتقام» امريكي وكانت ايضا ردا مرتبكا على ضربات المقاومة التي أوقعت قتلى وجرحى أمريكيين آخرين. وأثبتت الوقائع في السابق أن القوات الأمريكية تعمد كلما تعرضت إلى خسائر في الأرواح والعتاد سواء في عمليات خاصة أو في معارك شوارع كما حدث قبل يومين في الرمادي الى محاولة «التعويض» معنويا عن تلك الخسائر بضرب أهداف تزعم أنها لمقاتلين عراقيين وأجانب. انتقام على الطريقة الأمريكية وتكرر هذا «السيناريو المألوف» في الفلوجة بعد مواجهات الرمادي التي تكبد فيها ال»مارينز» خسائر غير محددة في الأرواح مع أن الجيش الأمريكي تحدث عن جريحا. وأغار الطيران الحربي الأمريكي صباح أمس على منزل في حي «جبيل» الواقع جنوب غربي الفلوجة بدعوى أن ما بين 12 و14 من أنصار الزرقاوي موجودون داخل المنزل المستهدف. لكن مستشفى الفلوجة الذي نقل اليه ضحايا القصف الذي نفذته طائرة واحدة على الأقل «اف 16» أكد اصابة 5 مدنيين هم امرأة وطفلان ورجلان. وسقط صاروخ في باحة المنزل المستهدف وأحدث حفرة كبيرة بداخلها. وزعم الجيش الأمريكي في بيان أن الرجال المستهدفين (الذين ادعى أنهم اتباع أبو مصعب الزرقاوي) ضربوا في فناء المنزل لكن المصادر الطبية العراقية قدمت حصيلة تكذب تماما البيانات الأمريكية. وكما حدث في الغارات السابقة على المدينة أعطت الحكومة المعينة في بغداد قوات الاحتلال الضوء الأخضر لشن الغارة الجديدة لكن الواضح أن هذه الغارات تتم بمبادرة الجيش الأمريكي ودون استشارة حكومة اياد علاوي. وفي الواقع جاءت هذه الغارة على الأرجح كرد فعل أمريكي على التصعيد الكبير من جانب المقاومة في محافظة الأنبار على وجه الخصوص ولكن أيضا في المحافظات العراقية الأخرى التي تتكبد فيها قوات الاحتلال خسائر يومية. واعترف أمس جيش الاحتلال الأمريكي بمصرع اثنين من جنوده أول أمس الخميس حين قام رجال المقاومة بتفجير عبوة ناسفة في دورية أمريكية قرب مدينة سامراء شمالي بغداد. وجرح جندي آخر في التفجير الذي أدى كذلك الى اعطاب احدى الآليات. وفي منطقة التاجي شمالي بغداد صدمت دبابة أمريكية حافلة مدنية عراقية مما أدى الى مقتل اشخاص واصابة 10 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة مساء أول امس وكانت الحافلة تقل شخصا تقريبا حين صدمتها الدبابة في هذه المنطقة الواقعة على مسافة 30 كيلومترا تقريبا شمالي بغداد. وفي حادث آخر عند المدخل الشمالي لبغداد انفجرت أمس عبوة ناسفة كانت تستهدف على الأرجح الدوريات الأمريكية مما أسفر عن جرح عراقيين بينهم طفلة كانت اصابتها بليغة. وفي الموصل قتل مسلحون لواء في الجيش العراقي الجديد.