تجدد الليلة قبل الماضية العدوان الامريكي على الفلوجة بظراوة أكبر موقعا حوالي 60 شهيدا وعشرات الجرحى بينهم العديد من النساء والأطفال وذلك في سياق سلسلة المذابح التي شملت في الايام الماضية الرمادي وبغداد والموصل.. وفي مقابل التصعيد الأمريكي الذي قد يتطور في الايام المقبلة باتجاه محاولة جديدة لاحتلال الفلوجة والرمادي، قتل المزيد من جنود الاحتلال بينما شهدت بغداد أمس مواجهات بينالمقاومة والغزاة وتفجيرات أوقعت عديد القتلى والجرحى خصوصا في صفوف الشرطة العراقية. ونفذ الطيران الأمريكي الليلة قبل الماضية غارات جوية على قرية «زوبع» الواقعة على مسافة كيلومترا تقريبا الى الغرب من الفلوجة والتي كانت شاهدة (بعد هذا القصف) على أحد أكبر المذابح التي تقترفها القوات الغازية في الاسابيع الاخيرة... وحدث القصف كالعادة «بموافقة» حكومة اياد علاوي حسب الامريكان. مذابح مروّعة ضد العراقيين وأكدت مصادر متطابقة في الفلوجة ان حوالي 60 من أبناء القرية وبينهم العديد من النساء والأطفال استشهدوا في هذا القصف الذي أدى أيضا الى تدمير 13 منزلا على الاقل بشكل كامل وفق تأكيد عدد من الشهود. وقبل ان ترتفع حصيلة القصف الى حوالي 60 شهيدا، كان الطبيب احمد خليل من مستشفى الفلوجة العام قد أكد سقوط 32 شهيدا معظمهم من النساء والأطفال. واستقبل المستشفى الليلة قبل الماضية عددا كبيرا من الجرحى الذين نقلوا من القرية المستهدفة الى الفلوجة على متن سيارات الاسعاف وكان واضحا ان الطائرات الأمريكية قد القت عدة قنابل ثقيلة على منازل المواطنين العراقيين في قرية «زوبع» (أو «البوشنتير» كما سمتها بعض المصادر الاخرى) وهو ما يفسر حجم الدمار الكبير والعدد الهائل من الضحايا (حوالي 100 شهيد وجريح). وخلفت القنابل او الصواريخ الأمريكية حفرة كبيرة كما ان عديد السيارات دُمّرت. وعاود الطيران الحربي الامريكي الليلة الماضي القصف الوحشي مستهدفا حي الضباط بوسط الفلوجة. وسقط 3 شهداء هم امرأة مسنة ورجل وطفل في حين اعتبر طفلان في عدداد المفقودين اثر غارة نفذتها مقاتلة أمريكية على منزل عائلة عراقية في هذا الحي وفق ما أكده محمد الحردان عضو المجلس المحلي في الفلوجة وعمال الانقاذ. وأوضح الحردان ان العائلة التي دمّر منزلها بواسطة صاروخ واحد على الاقل مسالمة ولا علاقة لها بالعمل المسلح منددا بدور الحكومة العميلة في هذه الاعتداءات الوحشية. وقبل القصف الاعمى الذي زعم جيش الاحتلال الامريكي أنه استدهف (اللقيل قبل الماضية) تجمعا لأنصار أبي مصعب الزرقاوي وأوقع 90 قتيلا، كان الطيران الامريكي قد القى مناشير تدعو سكان الاحياء الواقعة في أطراف الفلوجة الى مغادرتها تحسبا لاندلاع معارك كبيرة مع المقاومة وهو ما يرجح احتمال اقدام القوات الأمريكية مجددا على محاولة احتلال المدينة. وقبل انسحابها مساء أول أمس من وسط مدينة الرمادي المجاورة للفلوجة، كانت قوات الاحتلال قد أوقعت شهداء على الأقل وعديد الجرحى حين استهدفت قذائف الدبابات ونيران الرشاشات أحياء سكنية. وقصفت الطائرات الأمريكية فجر أمس منطقة «أبو غريب» غربي بغداد مما أدى الى سقوط عدد كبير من الشهداء وفق تقرير اعلامي غير مؤكد. خسائر اضافية للأمريكان وحلفائهم وصعدت القوات الأمريكية عدوانها في محافظة الانبار في محاولة للتعويض عن خسائرها المتفاقمة في الارواح والعتاد في هذه المحافظة التي تعتبر المعقل الاقوى للمقاومة العراقية. واعترف الجيش الامريكي بمصرع 3 من أفراد المارينز اول امس الخميس خلال المواجهات الضارية مع المقاومين (في الرمادي على الارجح). وانسحب المارينز من وسط الرمادي مساء أول امس جراء تكبدهم هذه الخسائر على ما يبدو. وفي قلب بغداد تجددت امس المواجهات بين المقاومين من جهة والقوات الأمريكية والوحدات العراقية شبه العسكرية (الحرس الوطني) وذلك بعد ساعات من بدء حملة جديدة ضد المقاومين في هذا الحي. ووصف الصحفي العراقي فلاح خيري في مقابلة مع قناة «الجزيرة» القطرية القتال في الحي بالشرس مؤكدا ان جنود الاحتلال بمن فيهم القناصة الذين تمركزوا فوق أسطح البنايات كانوا يطلقون النار على المواطنين الذين يحاولون مغادرة منازلهم. واعتقل الجنود الأمريكيون والعراقيون أكثر من 63 شخصا في شارع حيفا حسب مصدر أمني. وحسب وزارة الداخلية العراقية فإن القوات الأمريكية والوحدات المتعاونة معها فجرت صباح امس في شارع حيفا سيارة مفخخة كانت متوقفة على أحد جانبي الطريق. وفي شارع الرشيد التجاري المزدحم وسط بغداد قتل 13 على الاقل وجرح العشرات معظمهم من الشرطة العراقية حين هاجم رجل بسيارته المفخخة دورية للشرطة العراقية في هذا الشارع قبل ظهر أمس. وبينما نجا محافظ تكريت مساء أمس من محاولة اغتيال قتل فيها أحد حراسه، كان قد عُثر قبل ذلك على جثتي مترجمين عراقيين يعملان مع قوات الاحتلال. وفي بعقوبة الى الشمال الشرقي من بغداد جرح 3 من عناصر «الحرس الوطني» اثر انفجار عبوة ناسفة في دوريتهم. وجرح أمس جندي بريطاني في البصرة في اشتباك مع انصار مقتدى الصدر الذين اتهموا البريطانيين بانتهاك اتفاق الهدنة الذي تم التوصل اليه قبل أسابيع.