تعرضت امس القوات الامريكية والاجهزة الامنية العراقية المتعاونة معها لموجة جديدة من الهجمات كبدت الامريكيين وعملاءهم مزيدا من الخسائر في الارواح والعتاد... وتواصلت في الوقت نفسه التفجيرات في بغداد وخارجها كما سجلت حوادث اغتيال جديدة، بينما بدا الامريكيون يمهدون على الارجح لاجتياح الرمادي. وقد قصف الطيران الحربي الامريكي مساء أمس مواقع في الفلوجة وشن بالتوازي مع ذلك عملية عسكرية واسعة في مدينة الرمادي، وفق ما أعلنه الجيش الامريكي. ولم يتحدث الجيش الامريكيعن سقوط قتلى او جرحى عراقيين لكنه زعم ان الغارة على الفلوجة كانت تستهدف مواقع ل «الزرقاوي». وقال الجيش الامريكي ايضا ان الهجوم على الرمادي كان يهدف الى اعتقال مسلحين عراقيين يشتبه في وقوفهم وراء الهجمات التي تستهدف القوات الامريكية في المدينة. ومنذ الثلاثاء الماضي تكبد جيش الاحتلال الامريكي خسائر مهمة في الارواح والعتاد خلال مواجهات وعمليات للمقاومة في محافظة الانبار التي تضم بالاساس مدنينتي الفلوجة والرمادي.. اجتياح محتمل.. ومقاومة باسلة واعترفت قوات الاحتلال بمصرع اثنين من جنود المارينز يومي الثلاثاء والاربعاء لكن الخسائر الامريكية تبدو اثقل بكثير باعتبار التصعيد الكبير من جانب المقاومة. وفي سياق هذا التصعيد كانت مدينة الرمادي قد شهدت يومي الثلاثاء والاربعاء معارك ضارية خلفت عشرات الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين. وقامت امس القوات الامريكية بوضع الاسلاك الشائكة واقامت نقاط تفتيش عديدة حول المدينة تمهيدا على مايبدو لاقتحامها. وانسحبت قوات الاحتلال مساء امس من وسط الرمادي بعدما اوقعت نيرانها 7 شهداء وعديد الجرحى بين المدنيين. وحسب تقارير اعلامية غير متحقق من دقتها فإن المواجهات التي وقعت مساء اول امس امام مبنى المحافظة في الرمادي ادت الى تدمير عربتي «هامر» ومقتل 8 جنود امريكيين. وغير بعيد عن الرمادي هاجم مقاومون عراقيون قافلة عسكرية امريكية على الطريق السريع شرقي المدينة مما ادى الى نسف آلية مدرعة. وكان «مجلس شورى المجاهدين» الذي يدير شؤون مدينة الفلوجة قد هدد في بيان نشره اول امس بقطع الحدود مع الاردن وتركيا وسوريا ومنع دخول البضائع الى العراق عدا المواد الغذائية التي لها صلة بالبطاقة التموينية التي كانت بحوزة معظم العراقيين قبل الغزو. هدد مجلس شورى المجاهدين ايضا بضرب انابيب تصدير النفط والغاز في كل المحافظات وتدمير خطوط السكك الحديدية والجسور في حال لم تنسحب القوات الامريكية في محيط الفلوجة وسامراء وتلعفر والنجف ومدينة الصدر وقرية «سعدة» في منطقة القائم بحلول الليلة الفاصلة بين السبت والاحد المقبلين. وتحدثت بعض التقارير غير المؤكدة ايضا عن مصرع 3 جنود امريكيين اول امس في الخالدية اثر تدمير عربة من نوع «هامر» تحت جسر المدينة. وفي بعقوبة الى الشمال الشرقي من بغداد فجر مقاومون عبوة ناسفة مما ادى الى تدمير آلية امريكية. واستهدف امس هجوم جديد بالعبوة الناسفة قافلة من السيارات المدنية التابعة للجيش الامريكي في منطقة «زيّونة» في بغداد. وكان مقاومون عراقيون قد شنوا الليلة قبل الماضية هجوما عنيفا بمدفعية الهاون على القاعدة الامريكية في مطار كركوك في حين كانت قواعد امريكية اخرى غربي بغداد وشرقها قد تعرضت لقصف مماثل قبل ذلك بساعات. وفي شمال العراق ايضا اصيب امس 5 من عناصر «الحرس الوطني» بجروح متفاوتة الخطورة حين انفجرت عبوة ناسفة في دوريتهم. تفجيرات واغتيال وتجددت امس في الاثناء عمليات التفجير وحوادث الاغتيال في اكثر من منطقة عراقية. وقتل امس عراقي وجرح 14 آخرون في انفجار قنبلة كانت مخبأة في صندوق قمامة وسط بغداد. وفي منطقة البتاوين ببغداد ايضا سقط عدد من الجرحى اثر تفجير متجر للكحول. واغتال مسلحون امس في بعقوبة عبد الحسن هادي المسؤول في منظمة بدر وهي الجناح العسكري للمجلس الاعلى الثورة الاسلامية الذي يرأسه عبد العزيز الحكيم.