وافق وزراء خارجية الدول الاعضاء في لجنة المتابعة العربية على اجراء مفاوضات غير مباشرة بين السلطة الفلسطينية واسرائيل لمدّة أربعة أشهر، وهو ما اعترضت عليه سوريا وانتقدته حركة «حماس» بشدّة لكن اسرائيل رحّبت به. فقد أكّد وزير الخارجية السوري وليد المعلّم الذي حضر الجلسة الافتتاحية لمجلس الجامعة العربية في القاهرة أمس أنه «لم يكن هناك اجماع على البيان وأن الوفد السوري أكّد أن مثل هذا التفويض للسلطة الفلسطينية ليس من اختصاص مبادرة السلام العربية التي وُجدت أصلا للترويج للمبادرة، وليس لاعطاء غطاء لقرار الذهاب الى المفاوضات غير المباشرة». رفض... وترحيب وأضاف المعلّم أن قرار المفاوضات هو قرار فلسطيني أولا وأخيرا وأن الجانب الفلسطيني أدرى بما لديه من ضمانات لاتخاذ هذا القرار، مبينا أن بلاده تعترض على البند الرابع في البيان، والذي يتضمّن عدم ممانعة اللجنة في قبول الموقف الفلسطيني باعطاء فرصة للمفاوضات غير المباشرة. من جانبه انتقد رئيس الحكومة الفلسطينية المقال اسماعيل هنية قرار لجنة المتابعة العربية. ودعا هنية في كلمة له خلال جلسة للمجلس التشريعي عقدها نواب كتلة «حماس» البرلمانية في غزّة، لجنة المتابعة العربية الى اعادة النظر في قرارها واستدراكه بالتراجع عنه في حال أمكن ذلك. وأكّد هنية أن حكومته «لن توفّر الغطاء لأية مفاوضات عبثية مع الاحتلال الاسرائيلي في ظل استمرار تصاعد الاعتداءات الاسرائيلية على مدينة القدس والمسجد الاقصى وكل المقدّسات الاسلامية. ودعا هنية الى اعتبار يوم الجمعة (غدا) «يوم غضب جماهيري داخل الاراضي الفلسطينية وخارجها وفي كافة الدول العربية والاسلامية لنصرة القدس والمواقع الاسلامية في مواجهة المخططات الاسرائيلية». في المقابل رحّبت اسرائيل بقرار لجنة المتابعة العربية بشأن اجراء مفاوضات غير مباشرة، وقال مارك ريغيف المتحدث باسم رئيس حكومة الاحتلال «نرحّب بهذا القرار ورئيس الوزراء يدعو الى استئناف المحادثات منذ بعض الوقت ونأمل الآن أن تمضي المفاوضات قدما» حسب تعبيره. فرصة أخيرة وكان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أعلن أمس أن وزراء الخارجية العرب وافقوا على مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين واسرائيل لمدة 4 أشهر لاعطاء فرصة للجهود الامريكية لاحياء عملية السلام» حسب قوله. وأضاف عريقات أن «القيادة الفلسطينية ستتّخذ قرارا بهذا الشأن خلال اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير يُعقد بعد غد السبت». وقد اعتبر وزراء خارجية الدول الاعضاء في لجنة المتابعة العربية أن المباحثات غير المباشرة مع الجانب الاسرائيلي والمقترحة من جانب الولاياتالمتحدة لا يمكن أن تتم في فراغ تملأه الاجراءات الاسرائيلية غير المشروعة في الأراضي الفلسطينية خاصة في ضوء استمرار الاجراءات في القدس والخليل وبيت لحم وقطاع غزّة مما يؤكد احتمالات فشل هذه المباحثات على خلفية استمرار الاجراءات الاسرائيلية. وأكّد الوزراء في بيانهم أنه في حال فشل المباحثات غير المباشرة واستمرار الممارسات الاسرائيلية في الأراضي المحتلة تقوم الدول العربية بالدعوة الى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن لاعادة عرض النزاع العربي الاسرائيلي بمختلف أبعاده وتطلب من الولاياتالمتحدة في هذا الصدد أن تمتنع عن استخدام «الفيتو» باعتبار أن فشل المباحثات وتدهور الوضع في الأراضي المحتلة يبرّر ذلك. واتفق الوزراء أيضا على طرح الاجراءات الاسرائيلية في القدس والأرض المحتلة امام محكمة العدل الدولية وعلى مجلس حقوق الانسان والجمعية العامة للأمم المتحدة.