شنت الصحف الاسرائيلية أمس هجوما على وزير الخارجية المتطرف أفيغدور ليبرمان واتهمته باستغلال منصبه لتظليل مجرى التحقيق الذي تجريه معه شرطة الاحتلال حول سرقات مالية فيما طالبه آخرون بالاستقالة ووصفوا حقيبته الوزارية ب «حقيبة الوقاحة» مشيرين الى أنه يغطي بتطرفه مع الفلسطينيين على جرائمه وسرقاته ضد الاسرائيليين. ودعا كبار المحللين في الصحف الاسرائيلية أمس ليبرمان الى الاستقالة في أعقاب الكشف عن أنه حصل على معلومات سرية تابعة لشرطة الاحتلال تخص التحقيقات الجنائية ضده في تهمة ارتكاب أعمال فساد. اذهب؟ وفي هذا الصدد كتب كبير المعلقين السياسيين في صحيفة «يديعوت أحرونوت» ناحوم برنياع إنه «يخيل أنه حان الوقت للقول للوزير ليبرمان بكل احترام وأدب... اذهب من فضلك... اذهب». وأضاف قائلا «اذهب للعمل عند ابنتك (التي تدير شركة وهمية أسسها والدها) التي غدت بين ليلة وضحاها عبقرية اقتصادية واذهب الى بيتك في مستوطنة نوكديم لتعداد خراف جيرانك الفلسطينيين اذهب الى مينسك عاصمة الديكتاتورية روسياالبيضاء وهي أكثر دولة تحبها في أوروبا... فقط إذهب». ولفت برنياع الى أنه «لم يكن في حكومات اسرائيل أبدا وزير أحرج الدولة الى هذا الحد دوليا. وألحق بها عارا كبيرا كهذا في الداخل» على حد قوله. كما ذهب البعض الى أن ليبرمان كان يسعى الى التصعيد في تطرفه مع الفلسطينيين كلما احتاج الى التغطية على سرقاته وجرائمه ضد الاسرائيليين حتى أن البعض اتهمه بأنه يمثل اكبر العقبات أمام التوصل الى اتفاق سلام مع «كل الأجوار» سوريا ولبنان والفلسطينيين. وتفيد وقائع التحقيق الذي جرى أمس الاول مع ليبرمان بأن الشرطة الاسرائيلية سلمت مغلفا مختوما تضمن المعلومات السرية في أوت 2008 الى سفير دولة الاحتلال في مينسك زئيف بن أرييه المقرب من ليبرمان لتسليمه الى شرطة روسياالبيضاء، لكن أرييه فتح المغلف واطلع على المعلومات وبعد ذلك سلمه لليبرمان الذي كان حينها عضوا في الكنيست. وبعد أن تولى ليبرمان وزارة الخارجية عيّن بن أرييه مستشاره السياسي وبعد ذلك عينه سفيرا في احدى دول البلطيق. «ديبلومافيا؟» وعلى صعيد متصل كتب المحلل في صحيفة «هآرتس» أمير أورن مقالا بعنوان «ديبلومافيا» اتهم فيه وزير الخارجية باستخدام منصبه كوزير للخارجية لتضليل مجرى التحقيق ضده، مضيفا أنه «وإذا كانت الشبهات صحيحة فإننا لا نواجه هنا حقيبة الخارجية وإنما حقيبة الوقاحة ولا يوجد لإسرائيل ديبلوماسية وإنما ديبلومافيا» أي ديبلوماسية المافيا. وأشار أورن الى أن «جلوس حزب العمل الى جانب ليبرمان في الحكومة ليس سوى دليل على بؤس العمل، لكن من أودع بأيديه وزارة الخارجية زاد الطين بلة وهذا الآثم هو بنيامين نتنياهو الذي جعل اسرائيل نكتة دولية». وأضاف أورن أن نتنياهو ضعيف و«أسير بأيدي ليبرمان المتهم بهذا الكم من المخالفات» ولذلك حسب قوله لم يقم بإقالته رغم تهم الرشوة وتبييض الأموال والسطو على المعلومات السرية في آخر المطاف. ومن جانبه قدم ليبرمان التماسا الى المحكمة العليا أمس طالب فيه بالتحقيق في تسريب الشرطة معلومات حول التحقيقات معه الى وسائل الاعلام متهما المفتش العام للشرطة الصهيونية دودي كوهين بتسريب هذه المعلومات.