حذّر باحث اسرائيلي من أن الحرب مع إيران ستكون طويلة وقد تستغرق سنوات مؤكدا أن الثمن الذي قد تتكبده اسرائيل يطرح علامة استفهام حول جدوى اتخاذ تل أبيب قرارا بشنّ هجوم على إيران خاصة مع صدور تأكيدات من داخل المؤسسة الأمنية بأن الجبهة الداخلية الاسرائيلية أبعد من أن تكون مستعدة لحرب متواصلة بسبب فجوات كبيرة في التجهيزات. واستعرض أبرز المعلقين في صحيفة «يديعوت أحرنوت» العبرية ناجوم برنياع جملة سيناريوهات أسهلها هجوم اسرائيلي لتفجير المنشآت النووية في إيران يعقبه ردّ إيراني بقصف اسرائيل بصواريخ «أرض أرض» لكن حيال ثمن الصواريخ وعددها المحدود قد تنتهي الحرب في وقت قصير ولكن الصواريخ قد تنتهي أما الحرب فتبدأ عندها. سيناريوهات وأضاف الباحث أن الوسيلة الأنجع في نظر ايران للرد على الهجوم قد تكون استخدام ما سمّاها «أذرعها» في المنطقة، أي سوريا و«حزب الله» و«حماس» وسيكون هناك قصف صاروخي متواصل ومكثف (على اسرائيل بما في ذلك قصف سوري بصواريخ «سكود» يغطي غالبية المناطق في اسرائيل ويشوش مجرى الحياة فيها ويسبب أضرارا في الأرواح والممتلكات. وتابع الباحث مستعرضا تفاصيل هذا السيناريو بالقول ان مفعول هذا القصف سيزيد في حال لجأت طهران الى تحميل الصواريخ برؤوس كيمياوية أو بيولوجية أو مشعّة. وأضاف أنه إزاء مدى الصواريخ التي سيطلقها «حزب الله» على اسرائيل ستضطر تل أبيب الى احتلال معظم الأراضي اللبنانية والبقاء فيها لوقت غير محدد مما سيدخل جيش الاحتلال في حرب عصابات لا يمكن توقع نهايتها إلا في حال اضطرت الى الانسحاب وعندها سيستأنف «حزب الله» القصف، حسب تقديره. وتناول الباحث الاسرائيلي سيناريو آخر يقضي بأن تشارك في الحرب قوات ايرانية مرابطة في سوريا، في اطار اتفاق دفاعي بين البلدين، أو أن ترسل ايران الى «حزب الله» أو سوريا قوات برية بأعداد هائلة لتشاركها في الحرب. ورأى برنياع أن الولاياتالمتحدة هي وحدها القادرة على تقصير أمد الحرب في حال حاربت الى جانب اسرائيل لكنه استدرك بالقول «لا أرى استعدادا أمريكيا لذلك بل أمرا معاكسا تضغط فيه الولاياتالمتحدة على اسرائيل». جبهة هشة في الأثناء يعقد رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم جلسة خاصة لبحث جاهزية الجبهة الداخلية لحالات الطوارئ بمشاركة قادة الأجهزة الأمنية الذين سيقدمون خلال الجلسة سيناريوهات محتملة لمواجهة محدودة أو لحرب شاملة. وحسب صحيفة «يديعوت أحرنوت» فإن المشكلة الأكبر في الجبهة الداخلية هو النقص في الملاجئ إذ تشير التقديرات الرسمية الى أن 30٪ من سكان اسرائيل يفتقدون لملجإ أو غرف محصّنة. من ناحيتها شكّكت صحيفة «هآرتس» في جاهزية اسرائيل لحماية جبهتها الداخلية من صواريخ المقاومة الفلسطينية و«حزب الله» وأكدت أن المسار مازال طويلا لكي تنهي اسرائيل استعداداتها . واستهزأ المعلق العسكري في الصحيفة عاموس هرئيل من محاولة تضخيم الاعلام الاسرائيلي لجدوى منظومة «القبّة الفولاذية».