افتتح السيد رضا بن مصباح وزير التجارة والصناعات التقليدية صباح أمس اجتماعا بدار المصدّر بالعاصمة خصّص للاستماع الى مستشاري التصدير وذلك في إطار ما توليه الوزارة الى قطاع التجارة الخارجية ولاسيما التصدير بوصفه محرّكا أساسيا للاقتصاد الوطني ومساهما فعّالا في الناتج الوطني الخام.. وأكد الوزير أن الاستماع لمختلف الهياكل المهنية في القطاع التجاري سُنّة دأبت عليها الوزارة قصد التطرق الى شواغلهم ومحاولة إيجاد أقصى ما يمكن من حلول لها لاسيما في المجالات الاقتصادية الحساسة كالتصدير... ففي المدة الفارطة انعقد اجتماع بشركات التجارة العالمية ثم جاء دور مستشاري التصدير قبل الاستماع الى هياكل أخرى معنية.. شواغل استمع السيدان شكري المامغلي كاتب الدولة للتجارة الخارجية وعبد اللطيف حمام الرئيس المدير العام لمركز النهوض بالصادرات خلال الاجتماع المذكور إلى عدد ن مستشاري التصدير حول ما يشغل بالهم اليوم في ظل تطوّر عددهم (180 مستشارا) وفي ظل العناية الكبرى التي توليها لهم الدولة والدور الهام المنوط بعهدتهم... ومن أهم مطالب المستشارين المذكورين تعيين مدير منسّق لصندوق اقتحام الأسواق الخارجية (فاماكس) يكون دوره تقنيا بحتا ويستمع إليهم خاصة ان اغلب مشاكلهم «تقنية» كما وصفها أحدهم ومن بين الاقتراحات ايضا تشريك مستشاري التصدير في المعارض والصالونات التجارية الأجنبية التي تشارك فيها تونس حتى يقدروا على تقديم الاضافة المرجوّة. واقترح أحد المتدخلين مزيد العناية بالمستشارين من ناحية التأطير والاحاطة خاصة أن أغلبهم تعوزه الخبرة اللازمة إضافة الى الاحاطة المالية مستشهدا بالتجربة اليابانية في هذا المجال التي تخصص بنكا لتمويل هؤلاء المستشارين او التجربة المغربية التي تضع على ذمة مستشاري التصدير تمويلات هامة خاصة ان أغلب المؤسسات التصديرية في تونس لم تتعوّد بعد على ثقافة «الاستعانة بمستشار تصدير» وتعمل بمفردها في البحث عن الأسواق الخارجية. وطالب متدخل آخر بإيجاد آلية لجعل الاستشارة في مجال التصدير إجبارية على المؤسسات الراغبة في اقتحام الأسواق الخارجية ودعا الى الرفع من المنحة الممنوحة للمؤسسات من صندوق «فاماكس» بعنوان تكاليف الاستشارة في التصدير من 50٪ الى 70٪ من جملة التكاليف. تطوّر اعترف أغلب المستشارين ان مهنهم شهدت تطوّرا ملحوظا في السنوات الأخيرة وأصبحت ذات وزن هام لكن لابدّ من مزيد دعمها.. ويذكر ان هذا السلك تم إحداثه في 1998 وصدر في شأنه كراس شروط في 2003... وقد تمكن منذ بعثه من مساندة أكثر من 488 برنامجا تصديريا وبلغت مساهمات صندوق «فاماكس» لفائدة المؤسسات بعنوان «الاستشارة في التصدير» الى غاية 2009 حوالي 2.09 مليون .د. كما تمكن هذا السلك من تصدير بعض كفاءاته الى الأسواق الخارجية خاصة بالمغرب العربي وببلدان افريقية لكن رغم ذلك فإن نشاط هذا السلك مازال في حاجة الى مزيد من التطوّر خاصة ان 35 مستشارا فقط من جملة 180 هم المنتفعون بطريقة غير مباشرة من تدخلات «فاماكس»..