افتتح مساء أمس بالعاصمة المهرجان الدولي لبرامج الوقاية من حوادث الطرقات والمنتدى العالمي للسوّاق الشباب بحضور السيد رفيق بلحاج قاسم وزير الداخلية والتنمية المحليّة والدكتور محمد بن علي كومان أمين عام مجلس وُزراء الداخلية العرب والسيد المنذر الفريجي والي تونس ورئيس المنظمة الدولية للوقاية من حوادث الطرقات السيد يوب غوز والعديد من الضيوف والخبراء في مجال السلامة المرورية والوقاية من حوادث الطرقات. وقد أشار السيد رفيق بلحاج قاسم الى الاجراءات التي أتخذت لتعزيز السلامة المرورية والتقليص من مخاطر حوادث الطرقات مثل تعزيز شبكة الطرقات وبناء الجسور واعتماد اصلاحات تشريعية ومؤسساتية واحداث صندوق الوقاية من حوادث الطرقات وتدعيم جهود المرصد الوطني للمرور كل ذلك من أجل دفع العمل الوقائي التنموي. ورغم أهمية النتائج المسجلة تبقى هذه النتائج مصدر انتباه ومتابعة دائمة من أجل مزيد التحسيس والتوعية لمساعدة الشباب لتجنّب سلوكيات محفوفة بالمخاطر، وكشف أن المهرجان يُعدّ فرصة يلتقي خلالها مختلف المهتمين بالشأن المروري من مختلف البلدان لتبادل التجارب وتحقيق حق الانسان في الحياة. وكشف السيد أمين عبد الحميد سعيد (نائب رئيس المنظمة العربية للسلامة المرورية) أن حوادث الطريق في العالم العربي يذهب ضحيتها 40 ألف شخص سنويا وأكثر من 60٪ منها من الفئات الشابة. السيد محمد بلزين الذي ألقى المداخلة نيابة عن السيد جعفر حسيني (المنظمة العالمية للصحة) حول «حوادث المرور في العالم: الأسباب والحلول» أكّد أن حوالي مليون و300 ألف شخص يفقدون الحياة سنويا بسبب حوادث الطرقات. أما عدد الجرحى فيصل الى 50 مليون جريح. وفي الولاياتالمتحدة حوادث الطرقات تمثل تاسع سبب للموت و21٪ من الوفايات تعود الى حوادث مرورية. اجمالا وبصفة عامة فيما يتعلق بالفئة الشابة التي تتراوح أعمارهم بين 16 25 سنة تأتي الوفايات التي تسببها الطرقات قبل «السيدا وأمراض الجهاز التنفسي فكل يوم نفقد أكثر من ألف شاب في الطرقات، ويؤكد الخبراء في السلامة المرورية على تصاعد فواجع الحوادث في آسيا ومنطقة الشرق الأوسط. وإذا كانت منظمة الصحة العالمية تبين أن وفايات حوادث الطرقات تأتي في المرتبة التاسعة كسبب مباشر فإن القادم أسوأ وأشدّ وطأة إذ يتنبأ الخبراء أنه سنة 2030 ستحتل وفايات الحوادث المرتبة الثالثة. وتسجل آسيا الشرقية أكثر عدد وفايات بسبب الحوادث وفي المنطقة العربية 3/4 لها نسبة وفايات أكبر من المعدل تأتي مصر في المرتبة الاولى (40 على كل 100 ألف ساكن). وتونس ب 33 على كل 100 ألف ساكن. هذه المداخلة الهامة تؤكد أن التكلفة كبيرة تستنزف لا الأرواح فقط بل أيضا أموال كبيرة ففي منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا تأخذ منها اكثر من 7 مليارات وتسجل خسارة ب 1.5٪ من الدخل الوطني الخام. فتونس تخسر مثلا 329 مليون دولار سنويا بسبب حوادث الطرقات. أسباب تكشف السيدة سونجا فورود (السويد) في مداخلتها «حملة موجهة للشباب» على أن تناول الكحول يمثل سببا رئيسيا في ارتكاب الحوادث. بينما يؤكد السيد فيلام كيلنغ من هولندا أن 70٪ من السائقين الشبان يتعرّضون لمخاطر في الطريق وأكثر من 50٪ من الحوادث ناتجة عن قلة التجربة واللامبالاة وتناول الكحول والمخدرات يجعل هؤلاء في حالة نشوة لا قدرة لديهم على الاحاطة بخطورة ما يرتكبونه. الموسيقى الصاخبة وسط العربة والافراط في السرعة عوامل تتدخل في السلامة المرورية للشباب. توجد عوامل نفسية أيضا فالشاب في هذه السن يميل الى امتلاك السيارة ويعتبرها تطويرا لقدراته وشكلا من أشكال التحدّي. الحلول يؤكد الخبراء في مجال السلامة المرورية على ضرورة بذل مجهودات كبيرة لتعسير الحصول على رخصة السياقة وبرمجة دروس للسياقة الافتراضية وفرض رفيق للسائق المبتدئ ومنح جوائز للسائق المجيد. البعض الآخر طالب بفرض حزام الأمان الذي مكن حسب بعض التجارب من التقليص بنسبة 70٪ من حجم المآسي والمخاطر. إضافة الى منع استعمال الهاتف الجوّال والحث على استعمال الخوذات للدراجات النارية (ماليزيا مثلا أجبرت على وضع الخوذات فتقلصت ضحايا الحوادث). يبقى الحادث كما قال البعض مأساة وبمجرّد قرارات حكيمة نستطيع محوها.