قنطرة الخمسة هي جسر معلق بين قمة جبلين تربطهما سكة قطار تونسغار الدماء على ارتفاع شاهق يرتكز على 12 عمودا مبنية من الحجارة الصلبة المنقوشة والتي لم تؤثر فيها العوامل الطبيعية الى يوم الناس هذا وتكتمل الصورة عند مرور القطار فوق الجسر المعلق وتشد انتباهك صفارته المعلنة عن قربه من المدينة ودخول المحطة. فبعد البحث والتحري في الوثائق التاريخية والدفاتر الرسمية والتي عثرت عليها بمدرسة شارع الحبيب بورقيبة أسوق لكم ما يلي: في 12 أفريل 1912 وقع تدشين الخط الحديدي الجديد الرابط بين باجةوبنزرت وقد قام أبناء المدرسة بزيارة الجسر الذي تمر فوقه السكة الحديدية والذي يرتكز على 12 قوسا. وهذه صورة مترجمة من الفرنسية الى العربية برسالة أحد التلاميذ الذين زاروا ذلك الانجاز العظيم والذي استغله المعلم كموضوع للتعبير. «كان يوم سبت عندما أخذنا معلمنا في جولة من الجولات الرائعة التي أحبذها فزرنا الانجاز العظيم لخط السكة الحديدية الذي يربط بين «دشرة نبّر» المنجمية وميناء مدينة «بنزرت» فشاهدنا جسرا معلقا فوق وادي باجة يتكون من 12 قوسا وتمر تحته الطريق الرابطة بين باجة وطبرقة عبر مدينة نفزة والذي يبلغ من الطول 320م ومن الارتفاع 54م وقد بني كله بالحجارة الصلبة المنقوشة ولما وصلنا الى الجسر استرحنا قليلا تحت ظلال الاشجار ثم مررنا فوقه فكنا إذا نظرنا الى الاسفل يصيبنا الدوار من الارتفاع الشاهق للجسر فكل الاشياء في الاسفل تظهر لنا صغيرة جدا. ولما وصلنا الى آخر الجسر أوقفنا المعلم وعدّد لنا الطرقات الرابطة بين باجة والمدن المجاورة والتي كانت تظهر لنا جلية من المكان الذي وقفنا فيه وأشار الى خط السكة الحديدية الذي وقفنا عنده والذي يربط بنزرت «بدشرة نبّر» وبالتحديد منجم «الطويرف» لنقل الثروات المنجمية وكذلك الحبوب والحيوانات بأنواعها من جهة الشمال الى ميناء بنزرت. وبينما كنا على الجسر مرت سيارة أحد المعمرين تحتنا فكنت أراها كالذبابة وقد أعلمنا معلمنا أن مدينة باجة مركز فلاحي مهم تربطه طرقات عديدة بالمدن المجاورة» وقد شرعت الاشغال العامة بفتح الطريق بين باجة وعمدون وباجة وعين دراهم وباجة ومنجم حلوفة وباجة ومنجم خنقة كاف التوت والمتواجد بالكم 29 من الطريق الرابطة بين باجةونفزة «الجبل الابيض في ذلك الوقت» هذا ما وجدناه ببعض الوثائق مع إضافات طفيفة علما وأن الحجارة المنقوشة تغطي الخراسانات الاسمنتية المقام عليها جسر الكلم 5 كتوضيح للقارئ.