بدأت الملامح النهائية للجسر «الجديد» بشارع الجمهورية بالعاصمة تتضح شيئا فشيئا، ورجحت مصادر مطلعة أن فتحه أمام حركة المرور في الاتجاهين سيكون بعد أقل من شهرين. وسيمثل ذلك حدثا، تاريخيا .. على مستوى الجسور والمحولات في بلادنا بما انه سيكون الجسر الأطول على الإطلاق (825 م) وكذلك الأعرض (16.5م) والوحيد الذي يحتوي على 4 مسالك (Couloirs) في كل اتجاه. ويتوقع المختصون في الشأن المروري ان هذا الجسر سيضع حدا لكل التذمرات و «التشنجات» التي ترافق السواق كل صباح ومساء عند الدخول الى العاصمة او الخروج منها من جهة المدخل الجنوبي.. حيث لم يتسن تفادي ظاهرة الاختناق المروري في هذا المستوى رغم ان جسر رادس-حلق الوادي الذي دخل حيز العمل في السنة الماضية خفف نسبيا من هذا الاختناق ذلك أن التزايد المرتفع لعدد السيارات وكثرة التردد على العاصمة طوال أيام الأسبوع وعلى مدار الساعة فاق كل التوقعات .. نهاية 2010 الى جانب هذا الجسر الرئيسي الذي ينتظره كثيرون بفارغ الصبر تتواصل بالمكان نفسه أشغال اخرى تتضمن جسورا فرعية (حوالي 400 م) ومحولات ومسالك محيطة ستؤمن التنقل الى كل الاتجاهات القريبة بسهولة ودون اشارات ضوئية كثيرة، ومنها خاصة نحو نهجي ايطاليا والمنصف باي وشارع الحبيب بورقيبة وطريق زاد 4 (أمام «أبو نواس») والمسلك المتجه نحو منطقة البحيرة.. وللتذكير فإن أشغال هذا المحول انطلقت في ربيع 2008 وستتواصل الى خريف 2010 (حوالي 30 شهرا) لكن حرص سلطة الاشراف ومقاولي الأشغال كان شديدا على فتح الجسر الرئيسي في مرحلة أولى في نهاية أفريل القادم مع تواصل الأشغال الفرعية والتحتية الأخرى الى نوفمبر 2010 أما تكلفة المشروع فتبلغ 50 مليارا من مليماتنا .. 9 محولات ستعزز الشبكة الحالية للجسور والمحولات بالعاصمة (حوالي 20 محولا وجسرا منذ 1987) بانجازات اخرى هامة حتى تقدر منطقة تونس الكبرى على استيعاب ال 45% من الأسطول الوطني للعربات التي تدخلها يوميا. وقد وقعت برمجة 9 جسور (ومحولات) ضخمة منها 5 على طول شارع 7 نوفمبر (Route X) و 4 على الطريق الوطنية رقم 9 (طريق المرسى). وقد انطلقت بعد اشغال محولات طريق المرسى الأول على مستوى شارع ياسر عرفات (في اتجاه المطار) والثاني على مستوى العوينة والثالث على مستوى حي السلامة والرابع على مستوى الطريق الجهوية رقم 33 (نحو الكرم) مع توسعة المعبدات الى 4 أروقة في كل اتجاه على امتداد 12 كلم ومن المنتظر ان تتواصل الأشغال على امتداد 15 شهرا لتكون المحولات جاهزة مطلع العام القادم. أما بالنسبةالى طريق X (7 نوفمبر) فستنضاف 5 جسور ومحولات اخرى الى ما تم انجازه الى حد الآن (7 محولات وجسور بكل من المطار والشرقية وممر المترو رقم 2 والمنزه 5 و المنزه 6-7 والمنار والمركب الجامعي) ليصبح العدد الجملي بعد استكمال الأشغال 12 محولا وجسرا. وتشمل المحولات والجسور الخمسة المزمع انجازها تقاطعات رأس الطابية وحي ابن خلدون وباردو وخزندار والزهروني وهي نقاط توصف الآن ب «السوداء» بحكم ما تشهده من اختناق مروري كبير على مدار اليوم .. اذ ان الوقت الذي يربحه حاليا مستعملو طريق X بفضل المحولات الستة المنجزة يضيعونه بهذه التقاطعات.. ومن المنتظر ان تتواصل اشغال هذه المحولات على امتداد 30 شهرا، وقد تكون جاهزة سنة 2012. «حزامية» سريعة اضافة الى المحولات والجسور المذكورة سيقع تمديد شارع 7 نوفمبر من نقطة نهايتها الحالية (الزهروني) الى الطريق الرئيسية رقم 3 (في اتجاه الفحص) على مستوى احياء المروج مرورا بضفاف سبخة السيجومي .. وبذلك سيصبح هذا المسلك طريقا حزامية بكل ما في الكلمة من معنى ، وتكون سيولة حركة المرور به متواصلة د ون حاجة الى التوقف فضلا عما سيوفره ذلك من ارتباط كامل بالطرقات السيارة الثلاثة (بنزرت ووادي الزرقاء ومساكن) وهو ما سيمكن كثيرين من تفادي الاختناق المروري بالعاصمة عند المرور من جهة الى اخرى.