من زغوان الى الزهراء مرورا بالفحص وفصة ومرت وسليانة كانت الصورة واحدة... مسارح ملأى والضحك على أشده... ورغم عبث البعض بتشويه الوحدات الصوتية كان التواصل بين نصر الدين بن مختار وجمهوره مكتملا... عرض الزهراء في سهرة الجمعة 23 جويلية يمكن قراءته من صورتين واحدة جسدت تهافت أصحاب المقاعد الامامية لضمان فرجة عن قرب وثانية تلك القبلات الحارة من مدير المهرجان خالد بن فقير لنصر الدين بن مختار والتي تكررت وهي تعكس رضاه على مستوى العرض... نصر الدين سبق له أن عرض في الزهراء لكن خالد بن فير رأى أن نصر الدين بن مختار تطوّر في أدائه وتحركاته على الركح وعرف نضجا لم يعرفه من قبل... خالد بن فير كان يدرك ما يقول ويزن كلامه وهو لم يجانب الحقيقة لأن نصر الدين بن مختار بدا واثقا على تجاوز مرحلة «النكت المتسلسلة». وقد أقدم على «حي الاكابر» كعمل لا ينافسه أحد بعيدا عن «اللمات» التي رأى أنها لم تعد تضيف له شيئا... «حي الاكابر» أبرزت قدرة نصر الدين على «توليف» تلك الجرعات من الضحك التي تبدو لأول مرة وكأنها متناثرة لكنها متجانسة وفي نسيج محبوك لتكتمل عشرات المشاهد الساخرة من الوضع العربي عموما... «حي الاكابر» التي نوّهت بها لجنة التوجيه المسرحي كشفت عن رغبة جامحة لدى نصر الدين للاعلان عن نفسه كممثل يحمل تصوّرا بعيدا عن «الفكهجة» وهو ما أفلح فيه الى حد كبير في انتظار مزيد التأكيد... في «حي الاكابر» عشرات الصور الغريبة والمفارقات التي لا تخطر على بال... من ظهور بوش الى الكونغرس الليبي الذي يرفض إرسال إعانات الى أمريكا التي أصابها إعصار الى جمعية جبل الجلود الرياضية التي ترفض تجديد عقد زين الدين زيدان...