ادانت الدائرة الجنائية بابتدائية تونس مؤخرا متهما شابا وقضت بسجنه مدى الحياة بعدما ثبتت ادانته في جريمة قتل نفس بشرية عمدا مع سابقية الاضمار. وتعود وقائع القضية الى الليلة الفاصلة بين 22 و23 نوفمبر 2006 بالضاحية الجنوبية حيث حصلت جريمة قتل راح ضحيتها كهل مغربي متزوج منذ 10 اعوام من امرأة تونسية. الزوجة في قفص الاتهام بناء على المعلومات التي بلغت الى النيابة العمومية بابتدائية بن عروس والتي تفيد ان كهلا لقي حتفه طعنا بمنزله توجه ممثل النيابة والمحققون الى مكان الحادثة وبعد معاينة الجثة تم عرضها على التشريح الطبي فبين التقرير ان المجني عليه توفي اثر اصابته بالة حادة احدثت له جرحا غائرا في صدره وان الاصابة كانت متجهة من الاعلى الى الاسفل مما يرجح ان يكون تلقاها من شخص يكون موقعه اعلى منه كأن يكون المجني عليه مستلقيا على ظهره. وفي بداية الامر حامت الشبهات حول زوجة الهالك وشابين اخرين اشتبه المحققون في تواطئهما معها للتخلص من الضحية. وبسماع الزوجة من قبل قاضي التحقيق بابتدائية بن عروس صرحت انها تزوجت من الهالك وهو مغربي منذ 10 اعوام واستقرا بجهة زهانة من ولاية بنزرت وانجبت منه طفلين وكان يعمل في ميدان الفلاحة ثم غير نشاطه الى الميكانيك خلال شهر سبتمبر 2006 فانتقلوا الى العاصمة وكانت حياتهما الزوجية هادئة ولا تشوبها اية شائبة. غريب في المنزل واضافت الزوجة ان علاقاتها بالجيران كانت محدودة جدا كما ان زوجها هو من كان يقوم بشؤونها، وكان عندما يخرج من المنزل يغلق الباب بالمفتاح ولا يفتحه الا عندما يعود، وقبل اسبوع من وفاته قام بتركيب قفل جديد للباب وسلمها نسخة ثم دلها على بعض الدكاكين بالحي لتتمكن من قضاء شؤونها بنفسها. وفي ليلة الحادثة عاد من عمله في حدود الثامنة مساء ومكث معها بعدما تناولا معا العشاء وفي حدود الحادية عشرة ليلا توجهت الى دورة المياه والتي كانت مجهزة بستار فقط ففوجئت بشخص لم تره من قبل فأطلقت عقيرتها بالصراخ وعادت ادراجها وايقظت زوجها فنهض مذعورا وفي الاثناء دخل عليهما ذلك الشخص ووقف قبالة زوجها واشهر في وجهيهما سكينا وامرهما بالصمت مدعيا ان السلطات الامنية تطارده فطلب منه زوجها عدم ايذائهما غير انه هجم عليه وسدد له طعنة بصدره فتقهقر الى الوراء فطلب منها الشخص الغريب نقله الى المستشفى ولكنها رفضت وكذلك زوجها رفض هو الاخر واكتفت باعطاء الهالك كأسا من الزهر ظنا منها ان الجرح سطحي. واضافت الزوجة ان شابا اخر جاء الى منزلها لما سمع صراخها كما اتصل بعض الاجوار بأعوان الحماية المدنية فحضروا على عين المكان ولكن زوجها توفي. ولكن بالتحري مع بعض الاجوار نفوا سماعهم لصراخ الزوجة اثر الجريمة وصرحوا ان صراخها بدأ بعد منتصف الليل، كما كشفت الابحاث ان احد الشابين كان شبه عار بمنزل الهالك كما ان الضحية قتل وهو مستلق على ظهره بالاضافة الى وجود اثار دماء بغرفة نومه على اللحاف والوسادة. وبسماع المظنون فيه الثاني ذكر ان عمره 29 عاما وهو نادل بمقهى ونفى ان تكون له اية صلة بالجريمة ولا بزوجة الهالك، وبمواجهته بسبب تواجده شبه عار بمنزل الضحية صرح انه كان نائما بمنزله ولما سمع صراخ الزوجة خرج مسرعا دون ان ينتبه لملابسه. واما المشتبه به الثالث وهو عامل يومي وعمره 22 سنة فقد ذكر انه دخل منزل المجني عليه ليلا ولكن حينما كشف امره طعن الهالك، واضاف انه قبل ارتكابه للجريمة عاقر الخمرة ودخل منزل الضحية على وجه الخطأ ونفى ان يكون خطط مع زوجة المجني عليه والمظنون فيه الثاني للتخلص منه. وبعد اجراء جميع الابحاث حفظت التهمة في حق الزوجة والمظنون فيه الثاني فيما احيل الثالث على انظار هيئة الدائرة الجنائية بابتدائية تونس فواصل اعترافه وبعد المفاوضة قررت المحكمة القضاء بثبوت ادانته وسجنه بقية العمر.