تعتبر الفنانة زهيرة بن عمار من أهم الممثلات في تونس، ولها مكانة مرموقة في قطاع الفن الرابع ببلادنا.... أبدعت كممثلة في المسرح والتلفزة واقنعت كمخرجة لأعمالها المسرحية الأخيرة... زهيرة بن عمار قامت مؤخرا بجولة فنية قادتها الى كل من اليابان وكوريا، بعدتألقها في الاسكندرية والمغرب وسوريا عن هذه الرحلة الآسيوية ومشاريعها كان لنا معها هذا اللقاء... كيف كانت هذه الرحلة الى اليابان وكوريا؟ بالنسبة الي اعتبرها منعرجا في مسيرتي الفنية وهي رحلة ناجحة على جميع المستويات وأضافت لي الكثير كمبدعة أولا ثم كإنسان ثانية. لماذا تعتبرين هذه الرحلة منعرجا في حين أنك قمت بجولات سابقا، في أوروبا والشرق؟ في السابق قدمت أعمالي أمام جمهور عربي ينتمي الى ثقافتي وحضارتي وله نفس المراجع، أو أنه جمهور أوروبي، وأوروبا قريبة منا ولنا معها علاقات متينة، وهو جمهور يعرفنا ومطلع على ثقافتنا وحضارتنا، أما الجمهور الآسيوي فهو مختلف عنا في الثقافة والحضارة والمراجع ولذلك كنت خائفة من أن أخفق في ايصال ما أريد قوله، وان لا يتم التواصل بين الركح والقاعة.... وما الذي حدث؟ مفاجأة كبيرة، فقد حضر الجمهور بكثافة وكنت خائفة من غيابه، ووصلت الرسالة التي يحملها العمل، وكانت قراءة الجمهور لأبعاد النص عميقة، عندما كنت على الركح خيم صمت رهيب أثناء العرض وقد اربكني ذلك، لكن خلال النقاش فهمت ان ذلك الصمت هو نتيجة قدسية الفرجة عندهم. هناك نقاش للعروض في المهرجان؟ طبعا، هذه العادة التي افتقدتها مهرجاناتنا، يتمسك بها الآخرون، فمباشرة بعد العرض تتم مناقشة العروض، وقد حضر نقاش عرض مسرحيتي «سنديانة» جمهور غفير، ولاحظت حضورا مكثفا لوسائل الاعلام من قنوات تلفزية واذاعية، اضافة الى الصحافة المكتوبة وقد حضر النقاش كبار المخرجين والنقاد اليابانيين وبعد النقاش طلب مني تقديم عرض آخر للعمل. وهل كنت العربية الوحيدة في المهرجان؟ نعم هذا المهرجان الذي يقام على مدار السنة منذ عشر سنوات لم تشارك فيه إلّا فرقة عربية وحيدة.... وكيف تم الاتصال بك؟ لقد شاهدوا أعمالي في مهرجان دمشق للمسرح عام 2008، قدمت وقتها مسرحية «امرأة» ومسرحية «سنديانة» وقد اعجبوا «بسنديانة» واقترحوا علي المشاركة في المهرجان، وافقت ونسيت المسألة الى أن اتصلوا بي مجددا في نهاية 2009، واتفقنا على جميع الجزئيات... وهل من فكرة عن التنظيم؟ «شي كبير»، في هذا الجانب لا علاقة لليابانيين ببقية العالم، التنظيم عندهم مقدس وفي ادق تفاصيله، وحتى لا أطيل أقول لك أنه قبل سفري كنت أعرف الفندق والغرفة ومحتوياتها وموقع المطعم في الفندق، ومواقع المصاعد هذا اضافة الى تفاصيل المسرح الذي سيحتضن عرض «سنديانة»... وماذا عن ديكور المسرحية، هل نقلته من تونس؟ لا أرسلت لهم الصور والمقاسات، وأنجزوا لي ديكورا أفضل من الديكور الذي أنجزته في تونس. وماذا عن كوريا؟ المسرحية لاقت نفس الحفاوة والنجاح وحضر العرض جمهور غفير وهو ما أسعدني جدا، لقد اكتشفت انني اسير في الطريق الصحيح، وهذا يحملني مسؤولية كبيرة كمبدعة وكامرأة تونسية، وهذا دليل على أن الرهان على المرأة التونسية هو رهان رابح. كلمة أخيرة قبل أن نودعك؟ انتهز هذه الفرصة لأتقدم بالشكر الجزيل الى سعادة سفير تونسباليابان السيد نور الدين حشاد الذي رعانا واهتم بنا، وشرفنا بحضوره في العرض وأيضا في النقاش، فشكرا له، ولا يفوتني أن أؤكد على أن هذا النجاح هو نجاح للمبدعة التونسية والمرأة التونسية التي تنعم بالحرية.