في أحد أروقة المركب الثقافي والسياحي بضاحية قمرت علقت لوحات رسم زادت من بهاء المكان وبين الزوايا ركزت أشكال هندسية من «السيراميك» عانقت الروعة لتسحر الناظر بالطلاء الذهبي... كان هذا أحد المعارض بالمكان والذي يتواصل الى غاية آخر شهر مارس. في فضاء العرض وما إن تطأ قدماك الرواق المخصص قد تعود بك المخيلة الى العصور الرومانية فقد فرش الاسفلت ببقايا الرخام ورغم تناثرها على أرضية المكان فقد شكلت نوعا من الجمال وما يزيد في هيبة المكان وأناقته بعض اللوحات التي توزعت على كامل جدران الرواق بالمركب الثقافي والسياحي «le cap» «لوكاب»... لوحات تبدو بسيطة في أول نظرة لك لكنها تجلبك لاحقا وتجعلك تتمعن في سحر ريشة الرسم لتحاكي واقعك... اللوحات المعروضة للفنانة رشيدة الجربي قعيب استمدتها من واقعها المعاش لتحاكيه برشيتها وتطوعه لفن يسمو بروح الزائر... حتى أن بساطة عناوين اللوحات المستمدة من الواقع تزيد الرسم إبداعا... اللوحات المعروضة لم تكن الوحيدة في تزيين الرواق فالمنحوتات التي ركزت في الزوايا والمحاذية للجدران كان لها نصيب في رونق المكان... أشكال هندسية لم تخضع الى نظم الرياضيات ومخروطات للمنحوتات المعروضة قد تترك الزائر في حالة من التسمّر أول الامر ليعبر عن إحساسه بجمالية النحت لهذه الاشكال المصنوعة من السيراميك والمطلية بالذهب الابيض التي مازجت اللوحات المعروضة فعانقت النحت والرسم ليشكلا إبداعا فنيا يرقى بنفسية الزائر وتجعله يبحر نحو معانقة الجمال. صاحبة الرواق السيدة سامية السويسي صرحت أن هاجسها الاول هو السمو بالفن ليكون احدى الادوات للتعريف بحاضرتنا في تونس لدى الزوار الاجانب وحتى المحللين.