شاعت في تونس في الآونة الأخيرة موضة الاستماع الى الموسيقى باستخدام أجهزة التسجيل المحمولة الصغيرة وأجهزة الهواتف الجوّالة المزوّدة بسماعات خاصة توضع مباشرة في الأذن. ولئن تعتبر هذه الأجهزة للوهلة الأولى مسألة مفيدة خاصة في تعبئة الوقت أثناء السفر او عند اجراء عمل روتيني وكذلك في التخفيف من حدة الأصوات الخارجية الا ان عديد الدراسات حذّرت من مخاطر هذه الأجهزة لأنها قد تساهم بشكل كبير في انخفاض السمع وربما فقدانه. رابطة المستهلكين البريطانيين أكدت في بحث لها ان استخدام سماعات الأذن يمكن ان يزيد من كمية الاشعاعات التي تمرّ من الجهاز الى الانسان ويخص البحث الذي اجرته الى أن بعض سماعات الأذن زادت بمعدل ثلاثة أمثال من كمية الاشعاعات التي تنتقل الى الإنسان بدلا من أن توفّر الحماية من المخاطر الصحية المحتملة من استخدام الهاتف المحمول. وفي نفس هذا السياق، أوضح عدد من الأطباء الأمريكيين في أنديانا ان سماعات الأذن التي تنتشر في أنحاء مختلفة من العالم للاستماع الى الموسيقى تسبب ضررا على الأذن خاصة إذا كانت الموسيقى مرتفعة وقد اختبر عدد من الباحثين عددا من الطلاّب وأثبتت النتائج وجود فقدان متزايد لحاسة السمع. من جهة أخرى أصدر أحد المختبرات الصوتية في أستراليا استطلاعا يشير الى أن 25٪ من الذين يستعملون سماعات للأذن في أجهزة تشغيل الموسيقى أكثر عرضة لفقدان السمع. نفس هذه النتائج توصلت لها دراسة كندية ووجدت أن نسبة انخفاض السمع مرتبطة بشدة الصوت وبالمدة الزمنية التي يستمع فيها للأجهزة وأشارت نفس الدراسة الى أن استخدام الأقراص المدمجة «سي.دي» والسماعات في آن واحد له مخاطر أكثر من استخدام أشرطة الكاسيت العادية. ولمزيد تسليط الأضواء على المخاطر المرتبطة باستعمال سماعات الأذن اتصلنا بالدكتور طلال بن مخلوف (اختصاص طب الأذن) بمستشفى شارل نيكول فأكد على أن سماعات الأذن تؤدي الى عدة ترددات وذبذبات صوتية من شأنها ان تؤدي الى نوع من الطنين في الأذن وهذا بدوره يؤدي الى اوجاع يحسّ بها الانسان داخل الأذن وهو ما يجعله يشكو من ضعف الأصوات التي يسمعها. وقد حذّر الدكتور من الافراط في استعمال هذه السماعات لأنها يمكن ان تُلحق ضررا كبيرا بالأذن يصل في بعض الأحيان الى فقدان السمع وهذا يحدث بصفة تدريجية وعلى المدى الطويل بالنسبة للأشخاص الذين يستعملون السماعات بصفة يومية وعلى أعلى درجة. وباستفسارنا حول وجود حالات تضررت جرّاء استعمال سماعات الأذن أفاد الدكتور أن أغلب الحالات التي وردت عليهم هي حالات تشكو من أوجاع صغيرة في الأذن دون ضرر كبير يمكن معالجتها بسهولة لتستأنف نشاطها من جديد. وينصح الدكتور طلال بن مخلوف كل مستعملي سماعات الأذن بأن لا يتم تشغيل أجهزة الموسيقى بصوت عال إضافة الى عدم الافراط في استعمال السماعات لمدة طويلة. كما يوصي الدكتور بوجوب التأكد من نوعية ومصدر المنتوجات المباعة ويقول «هناك بعض الأنواع من سماعات الأذن التي تباع في الأسواق الموازية لا تخضع للمراقبة ولا تستجيب للقواعد الصحية وبالتالي فهي لا تحترم كراس الشروط المنصوص عليها فيجب الابتعاد عنها لأنها يمكن ان تسبب لنا مضار عديدة عند استعمالها».