مركز افادة: تونس تضم حوالي 25 ألف جمعية 20 بالمائة منها تنشط في المجال الثقافي والفني    مدنين: حملة نظافة بجربة اجيم لجمع النفايات البلاستيكية تحت شعار "جربة نظيفة جربة تتنفس"    مسيرة بالعاصمة لمساندة "قافلة الصمود " الداعمة لقطاع غزة    إطلاق خارطة السياسات العمومية للكتاب في العالم العربي يوم 24 جوان 2025 في تونس بمشاركة 30 دار نشر    تونس توسّع تعاونها الصحي العربي في إطار مؤتمر 'الصحة الواحدة'    لطيفة العرفاوي تردّ على الشائعات بشأن ملابسات وفاة شقيقها    بينها مصر وسوريا وموريتانيا: إدارة ترامب تدرس إضافة 36 دولة إلى قائمة حظر السفر    بايرن ميونيخ يحقق انتصارا عريضا على حساب أوكلاند سيتي في افتتاح مشواره في كأس العالم للأندية    هكذا سيكون طقس الليلة    تونس تستعد للإقلاع في معرض لوبورجي 2025 : جناح لا بد من زيارته    حملات الشرطة البلدية تسفر عن مئات المخالفات في مجالي الأمن والصحة    المبادلات التجارية بين تونس والجزائر لا تزال دون المأموال (دراسة)    كأس العالم للأندية 2025: بنفيكا يواجه بوكا جونيورز وتشيلسي يفتتح مشواره أمام لوس أنجلس غدا    وزارة الصحة: اختيار مراكز التربصات للمقيمين في الطب ستجرى خلال الفترة من 16 الى 19 جوان الجاري    لجنة انتداب تابعة لوزارة التربية العمانية تزول تونس الاسبوع المقبل (وكالة التعاون الفني)    المجلس المحلي للتنمية بعين دراهم يسطر مخططه 2026 / 2030    "إسرائيل تلجأ لتفجير سيارات مفخخة في طهران".. مصدر مطلع يكشف    فيلم "عصفور جنة" يشارك ضمن تظاهرة "شاشات إيطالية" من 17 إلى 22 جوان بالمرسى    زفاف الحلم: إطلالات شيرين بيوتي تخطف الأنظار وتثير الجدل    لماذا تستهلك بعض السيارات الزيت أكثر من غيرها؟    دورة برلين المفتوحة للتنس: انس جابر في الجدول النهائي بفضل بطاقة الخاسر المحظوظ    تدخل عاجل لوحدات الحماية المدنية للسيطرة على حريق مهول في معتمدية باجة الجنوبية    مطار النفيضة يستقبل أول رحلة مباشرة من مولدافيا    رئيس الدولة يعين أمينة عامة للمال بالبلاد التونسية    وزارة الصحة تُعلن رزنامة اختبار اختيار المراكز للمقيمين في الطب    عاجل/ آخر مستجدات قافلة الصمود بعد ايقاف عدد من الناشطين..    إتحاد الفلاحة بباجة يدعو إلى مراجعة سلم تعيير الحبوب بسبب تدني الجودة جراء الأمطار الأخيرة [فيديو]    المُقاومة اليمنية تقصف إسرائيل بالتنسيق مع إيران..#خبر_عاجل    غدا : إنطلاق مناظرة الدخول إلى المدارس الإعدادية النموذجية دورة 2025    الإعلامية ريهام بن علية عبر ستوري على إنستغرام:''خوفي من الموت موش على خاطري على خاطر ولدي''    قابس: الاعلان عن جملة من الاجراءات لحماية الأبقار من مرض الجلد العقدي المعدي    باجة: سفرة تجارية ثانية تربط تونس بباجة بداية من الاثنين القادم    حملة نظافة واسعة بجندوبة الشمالية    كأس العالم للأندية 2025 - الوداد المغربي يتعاقد مع المدافع البرازيلي غيليرمي فيريرا    بنزرت: مشاركة قياسية ضمن أول دورة من فعاليات "نصف ماراطون بنزرت"    الترجي الرياضي يعزز ثقة باسم السبكي بقيادة الفريق لموسم جديد    هل يمكن أكل المثلجات والملونات الصناعية يوميًا؟    السلطات الليبية: ''قافلة الصمود'' دخلت ليبيا بشكل قانوني    تونس والبنك الدولي يتفقان على مشاريع لتعزيز الإنتاج الحيواني    موسم واعد في الشمال الغربي: مؤشرات إيجابية ونمو ملحوظ في عدد الزوار    مقترح برلماني: 300 دينار منحة بطالة و450 دينار للعاجزين عن العمل    الأهلي يُعلن غياب إمام عاشور رسميًا بعد إصابته أمام إنتر ميامي    «شروق» على مونديال الأندية : مظاهرات لوس أنجلوس تُربك باريس سان جرمان وأتلتيكو مدريد    "فارس": إيران تسقط 44 مسيرة إسرائيلية على الحدود    العثور على شقيق الفنانة لطيفة العرفاوي متوف داخل منزله    تحذير خطير: لماذا قد يكون الأرز المعاد تسخينه قاتلًا لصحتك؟    لأول مرة في إفريقيا والعالم العربي .. المؤتمر الطبي الدولي... في سوسة    عبر الذكاء الاصطناعي .. .«عودة» عبد الحليم وأم كلثوم... الى الحياة!    من قلب إنجلترا: نحلة تقتل مليارديرًا هنديًا وسط دهشة الحاضرين    طقس الليلة    المدير العام لمنظمة الصحة العالمية يؤكد دعم المنظمة لمقاربة الصحة الواحدة    مساء اليوم : المالوف التونسي ....يشدو في باريس    عاجل/ تسجيل 5 وفيات في صفوف حجيج تونس    قافلة الصمود فعل رمزي أربك الاحتلال وكشف هشاشة الأنظمة    خطبة الجمعة .. رأس الحكمة مخافة الله    ملف الأسبوع .. أحبُّ الناس إلى الله أنفعُهم للناس    موعدنا هذا الأربعاء 11 جوان مع "قمر الفراولة"…    طواف الوداع: وداعٌ مهيب للحجيج في ختام مناسك الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مضافات المواد الغذائية...منافع لا تخلو من مخاطر
الملف
نشر في الصباح يوم 14 - 09 - 2009


تونس- الأسبوعي
استفادت المجتمعات كثيرا من تصنيع المواد الغذائية بحكم أن هذا التصنيع وفّر حاجيات المستهلك من المواد الغذائية المصنعة بجودة عالية وخالية من كل تلوث جرثومي مع المحافظة على الخصائص الطبيعية للمنتوجات...
ومكّن من استغلال كل كميات المنتوجات الزراعية وذلك بالتمديد في آجال الانتفاع بها وإطالة أمد استهلاكها وتثمينها حتى لا تذهب سدى بحكم جاهزيّة الصابة في وقت واحد وبكميات قياسية أحيانا... ومكّن بالتالي المستهلك من توفير المادة الغذائية على مدار العام وفي أي يوم أو ساعة شاء... وجعل المادة الغذائية قادرة على الوصول إلى أبعد نقطة أو بقعة في العالم نظرا لاعتماد المواد الحافظة... ولكن ومع ذلك يبقى وراء الأكمة ما وراءها.
ونظرا لأن تصنيع المواد الغذائية في كل مراحلها يعتمد على أنواع شتى من المضافات لتحقيق تلك الغايات فضلا عن المعالجة الحرارية وغيرها... وهي مواد لا تستهلك عادة كمواد غذائية في حدّ ذاتها بل تتم إضافتها لغاية فنية بحتة في مراحل الصنع والتحويل والتحضير والمعالجة و التكييف والنقل والخزن... فإن أي خلل قد يمسّ طرق استعمالها يؤثر بشكل مباشر على صحة المستهلك إضافة للشكوك العلمية التي تحوم دائما حول استهلاك مكونات اصطناعية كيمياوية ومدى تأثيرها آجلا على صحة متناولها.
وتزداد الخشية من امكانية حدوث مضاعفات ومخاطر صحية مترتبة عن استعمال المضافات عندما يساء استخدامها في مجال تصنيع المواد الغذائية مثل استعمالها في غير موضعها أو بمقادير وجرعات أكبر ممّا هو مسموح به أو استعمالها أصلا أو تجاوز التركيز الأقصى لكل مادة منها. ويذهب المختصون إلى أنه بإمكان تلك المضافات سواء بسبب سوء الاستعمال أو التراكم في الجسم أن تؤدي إلى الإصابة بعدّة أمراض مثل الحساسية الجلدية أو حساسية الجهاز التنفسي والإصابة بالفدّة وانتفاح. الوجه والهيجان المفرط عند الصغار وتراجع قدرتهم على استيعاب دروسهم ويؤكد لفيف من الأطباء والعلماء بأنها من المتسبّبات الرئيسية في معظم الأمراض السرطانية التي انتشرت في السنوات الأخيرة بفعل تراكم مخلفاتها في الجسم.
«الأسبوعي» بحثت في الموضوع لمدة قاربت الشهر واتصلت بأهل الاختصاص وسألتهم عن رأيهم في هذا الموضوع الشائك وأعدّت الملف التالي.
في دراسات تونسية وعالمية: ثلاثة ملوّنات مسجلة «خطر» لكنها تتسرّب لبعض الأغذية
من أين تأتي الملوّنات الممنوعة؟
قبل الخوض في مختلف الآراء تجدر الإشارة إلى أن عديد البحوث المجراة دوليا ومحليا حول المضافات والملونات انتهت إلى جملة من الاستنتاجات والتوصيات... وسنحاول فيما يلي تقدم بسطة عن هذه البحوث حيث نبدأ بثلاثة ملوّنات وقع حولها شبه إجماع.
فقد أكد باحث روسي يدعى Andrionava أن استهلاك مواد تحتوي على ملوّن أحمر أمرانت )123(E يؤدي إلى الإصابة بالسرطان وأثار ذلك البحث ضجة عالمية... وأكد عالم بلجيكي سنة 1967 أن استهلاك مواد تحتوي على ملوّن الأزرق الباتنتي )131(E يؤدي إلى الإصابة بمختلف أمراض الحساسية كما توصلت الوكالة الفرنسية للسلامة الغذائية (AFSA) في 13 نوفمبر 2004 إلى أن ملوّن الترترازين )102(E الموجود في لعب الأطفال يتسبّب في شتى أمراض الحساسية بعد تجارب ودراسات ميدانية قام بها مركز بريطاني متخصص وأدى ذلك إلى إلزام الصناعيين بألا تتجاوز نسبة الترترازين أكثر من 7,5 ملغ للكيلوغرام الواحد يوميا باحتساب جميع المواد المستهلكة.
وبعد دراسة للشوائب الموجودة بالملوّنات الثلاثة )102-E123-E131(E قام بها المركز الدولي للبحوث السرطانية بليون أكد الباحثون أن تلك الملونات تتسبّب في الإصابة بعدّة أمراض مثل الفدّة وحساسية الجلدة وحصول تعفّنات تحت الجلدة الخارجية والإصابة بالفرفر الأحمر (Purpura) وهيجان الأمراض الجلدية والاضطرابات في المعدة والأمعاء.
وبعد دراسة قام بها المجلس الأوروبي للإعلام حول «الأغذية والتغذية» وحول «الهيجان والملونات الغذائية الاصطناعية عند الأطفال» و جد أن الأطفال الذين يستهلكون كثيرا من الملوّنات لا يحفظون دروسهم وعندما يتم تخفيف جرعات الملوّنات تتحسن كيفية استيعابهم للدروس.
أما في المملكة المتحدة فقد أثبتت دراسة أجريت على أطفال صغار بأنقلترا أن الجمع بين مادة الترترازين الموجودة في الحلوى وحامض البنزويك الموجود في المشروبات الغازية يؤدي إلى ظهور هيجان لدى الأطفال (Hype activité)... ولذلك فقد تم منع هذا الملوّن في البرتغال والنمسا والنرويج.
أما مجلة المستهلك الصادرة في فرنسا في 16 جانفي 2004 فقد قدمت دليلا مأخوذا من 170 نشرية علمية يؤكد أن الترترازين يؤدي إلى عدة حالات سريرية وهو ما دعا بالسلط الفرنسية إلى منع ترويج 11 دواد تعتمد على هذه المادة.
أما في تونس فقد قدمت كل من أطروحة دكتوراة في الصيدلية سنة 1990 أعدّها الدكتور كريفة ونوقشت بفرنسا... إضافة لتحقيق شمل حلويات ومشروبات العيد قامت به منظمة الدفاع عن المستهلك بالتعاون مع معهد التغذية يضاف لهما مشروع نهاية تخرج سنة 2007 قدمته طالبة بالمعهد الأعلى للعلوم التكنولوجية بزغوان معطيات جديدة محليا إذ وجدت كل هذه المراجع أن 17% من المواد التي جرى تحليلها والتي وقع رفعها من الأسواق تحتوي على مادة الترترازين )102(E و7,85% منها تحتوي على أحمر الترترازين )123(E و5,88% منها تحتوي على أزرق الباتنتي )131(E وجميعها مواد مصنوعة.
وفي المجموع توصلت تلك الأبحاث إلى أن 31% من تلك المواد تحتوي على الأقل على ملوّن واحد... ووجد الدكتور كريفة في رسالة الدكتوراة التي ناقشها أمام لجنة فرنسية أن 19% من الحساسية المتواجدة لدى المرضى متأتية أساسا من الملونات الثلاثة أما مشروع التخرّج للطالبة نجوى الطالبي فقد أكد أن 40% من المواد الغذائية المحتوية على ملونات ممنوعة تباع بالسوق الموازية وهي تأتي بشكل رئيسي من ليبيا وتركيا ومصر وسوريا وتتأتى 10% منها من السوق المحلية وهو ما يعني أن هناك من يستعمل تلك الملوّنات رغم منعها... في حين توصل التحقيق الميداني الذي أجرته منظمة الدفاع عن المستهلك بالتعاون مع معهد التغذية إلى أن أكثر من 6% من المواد الغذائية التي وقع تحليلها تحتوي ملوّنا واحدا على الأقل.
ماهي المضافات الغذائية؟
ADDITIFS ALIMENTAIRES
هي مواد لا تستهلك عادة كمواد غذائية في حد ذاتها بل يتم إضافتها لغاية فنية بحتة في مراحل الصنع والتحويل والتحضير والمعالجة والتكييف والنقل والخزن... وتنقسم المضافات الغذائية إلى عدة أقسام نذكر منها بالخصوص:
- الملوّنات Colorants
- المواد الحافظة Conservateurs
- المواد المضادة للأكسدة Anti oxydants
- المواد المخثّرة gélifiants
- النشويات المحوّرة Amidon transformés
- الأنزيمات Enzyms
- مواد تعديل الحموضة regulateur d'acidité
- مواد الاستقرار Stabilisants
- المنكهات Arômes الخ...
وتضبط المواصفة التونسية م.ت 01.117 (1995) قائمة المضافات المرخص في استعمالها مع تحديد التركيز الأقصى لكل مادة.
الدكتور خالد زروق الاخصائي في المضافات الغذائية ورئيس قسم بمعهد التغذية: اكتشفنا بعض الملونات المحظورة في الخبز المبسس وغيره.. وبعض الملونات المستعملة في المرقاز تسبب الحساسية
يعتبر الدكتور خالد زروق واحدا من أبرز المختصين في ميدان المضافات الغذائية نظرا لكونه استغل طويلا في المجالات البحثية المتعلقة بالمضافات وشكل على حد قوله لوبيا مضادا للحيلولة دون تعميم استعمال أو إعادة السماح لبعض الملونات التي تم منعها منذ 1979 بالاستخدام مجددا من قبل الصناعيين ..وحذر في بداية الحديث معه من أن الافراط في استعمال تلك المضافات بلا ضوابط سيجعل المجموعة الوطنية تدفع ثمنه باهظا مستقبلا على المستوى الصحي.
الغذاء كائن حي
وذهب محدثنا الى أن الغذاء هو كائن حي بدوره يمر بجميع المراحل التي يمر بها الكائن الحي.. فشريحة اللحم على سبيل المثال تكون جنينا في فخذ الثور ثم تولد عندما يذبح وتواصل الخلايا العيش بداخلها الى حين موعد طبخها وتمرض بالتعفن وتموت بالطبخ.. وبالتالي فإن دورة الحياة التي يمر بها الكائن الحي هي ذاتها التي يمر بها الغذاء.
دواء
وعن المضافات قال بأنها بمثابة الادوية لكائن حي متمثل في الغذاء.. فهي تخمده وتسكنه وتصبّره ولابد في هذا الخصوص من معرفة الطريقة المثلى لصيانته وحفظه.. ومن بين المضافات اهتم الدكتور زروق أكثر بالملونات بحكم أنها ظاهرة للعيان.. وهي ملون الترترازين الصفراء(E102) والذي يقال عنه عند تسويقه بأنه كركم وقد تم تحجير هذا المضاف في جل البلدان وأشار محدثنا بأنه بالرغم من منع استعمال هذا الملون بتونس فقد تم اكتشاف وجوده في بعض المواد الغذائية مثل الخبز الملون بالاصفر وذلك علاوة عن ملون أحمر أمرانت (E123) والازرق الباتنتي (E131) وقد منع قرار وزير التجارة الصادر في 30 ماي 1979 المضمن بالرائد الرسمي عدد 38 المؤرخ في 8 جوان 1979 استعمال هذه الملونات من باب الحذر والحيطة.
محاولة لإعادة استعمالها
وأشار الدكتور زروق أن المحاولات لم تتوقف لإعادة السماح باستخدام هذه الملونات وذلك خلال اجتماع دعي له بعض الخبراء سنة 1995 ولكن المجتمعين قالوا بأن لا للرجوع للوراء ولا مجال لإعادة استعمال الملونات الغذائية التي حجرها القانون ومنع تداولها.. وقد تم إجتماع اللجنة عدد117 المكلفة بالموضوع في 8 أكتوبر 1995 بمعهد المواصفات وجمعت ممثلين عن الصحة ومعهد التغذية ومنظمة الدفاع عن المستهلك والمخبر المركزي وممثل عن وزارة الفلاحة وكذلك مصالح التجارة والاطباء البياطرة.
أسباب
وعلّل الدكتور زروق من حيث المبدأ رفض اللجنة إقرار ما سبق منعه بأن الدراسات أثبتت أن كل ملون كيميائي إذا لم يأت من مصدر طبيعي يظل دائما مشكوكا فيه..وحتى إن لم يثبت وجود انعكاسات مباشرة له على صحة البشر فإنه لا يمكن تأكيد ذلك عندما يتداخل مع جزئيات أخرى أو أدوية.. وضرب لذلك مثلا أن ملون (E124) الذي يستعمل لزيادة إحمرار المرقاز عندما يستهلك رفقة الأسبرين فهو يؤدي الى الاصابة بالحساسية.. كما أن الترترزين (E102) يسبب الحساسية والفدة لكل من لديه حساسية ضد الاسبرين.
تعويض
وقال الدكتور زروق أنه يمكن الاستعاضة عن هذه الملونات بملونات أخرى طبيعية تستخرج من مواد غذائية مثل الكركم لاستخراج اللون الاصفر واللفت الاحمر والسبناخ للحصول على لون أخضر.. مشيرا الى أنه ليس كل ما يقره الآخر يصلح لاعتماده عندنا ولا مجال في تقاليدنا الغذائية ودستورنا الغذائي لذلك بالتالي فإنه ليس من الضروري اقتفاء أثر أوروبا في هذا المجال.
إثبات
أشرنا على الدكتور زروق بعدم وجود إثبات قاطع على دور هذه المضافات في حصول الامراض بشكل مباشر فقال أن مسؤولية التحليل والإثبات لا تعود للمستهلك بل للطرف المستعمل لها في تصنيع أو تحضير المواد الغذائية وعليه أن يثبت خلوها من أية مخاطر على صحة المستهلك وليس العكس.. وأضاف أن تلك المخاطر أكدتها تقارير ودراسات عالمية ويتوقع أن تتضاعف تلك المخاطر في السنوات المقابلة بحكم تأثير عامل الزمن في استعمال المضافات الغذائية وهو ما سيزيد في قدرة الملونات على التسبب في الامراض بالحساسية وغيرها.
غياب التحسيس
وأشار الدكتور زروق الى غياب التوعية والتحسيس في هذا الشأن قائلا: «لا وجود لتحسيس كاف فيما يخص المضافات وخاصة الملونات والناس يجهلون حقيقتها». وأضاف أنه حري بنا بدل إبداء رغبتنا في مراجعة القرار الذي يمنع تداول واستعمال بعضها ومعاودة إقرارها مجددا.. البحث عن أنواع جديدة من الملونات او المضافات الاخرى التي هي بصدد التأثير سلبا على صحة المستهلك لمنع تداولها خصوصا وأن الامراض الخبيثة ما فتئت تتكاثر في السنوات الاخيرة.. وقال : «ماذا بوسعنا أن نقول عندما تهلك عائلة بأكملها لأنها تتناول نفس المأكولات».
الحيطة
واختتم محدثنا حديثه بالقول أن واجب الوقاية محمول على عاتق الهياكل الصحية وعليها أن تتحمل مسؤولياتها في هذا الصدد..لأن المخاطر حقيقية وليست لتخويف الناس بل لتحسيسهم بأهمية الأمر.. واذا ما تم تطبيق مبدإ الحيطة والحذر يمكنننا ساعتها التقليص من مختلف الأمراض.. واستدل على ذلك بظهور ملون أحمر جديد هو (E128) في بريطانيا يستخدم في مستحضرات اللحوم والمواد الدسمة وتأكد أنه يسبب أمراضا سرطانية.
مدير مركز الاسعاف الطبي الاستعجالي: هذا ما يمكن أن يسببه الافراط في استهلاك المضافات
تونس - الأسبوعي
أكد الأستاذ المولدي عمامو أن المضافات الغذائية لا تشكل خطرا إذا ما تم احترام المقادير المسموح بها ولكن عندما يتم تجاوز تلك المقادير سواء بسبب الافراط في الاستهلاك أو سوء الاستخدام فإن إمكانية التسمم تصبح أكثر من واردة وشدّد على أن كل صنف من المضافات عندما يقع إعتماده من قبل المواصفة التونسية يتم إعطاؤه رمزا خاصا به وتحديد الجرعة اليومية التي لا يمكن تجاوزها وقدم عرضا تفصيليا للمخاطر الصحية الناجمة عن بعض النماذج من المضافات:
المنكهات
ذكر أن مشكلها الوحيد هو التسبب في إثارة الحساسية.
المواد الحافظة
يرى بأنها لا تتسبب عموما في حصول تسممات الا عندما يتم اعتماد تركيز أكثر من المسموح به.
حامض البنزويك أو النيترات
عندما تتجاوز المقادير الحدود المقننة يمكن أن تؤدي الى ظهور أعراض تسمّم.. وهناك إمكانية لحصول أمراض سرطانية وقد تم إثبات ذلك من خلال تجارب على الحيوانات بحيث لما يتم تناول منتوج معين يحتوي على سبيل المثال على المواد الحافظة من نوع (Nitrogamines) بصفة يومية ومسترسلة.. كما أن النيترات أيضا عندما يقع استهلاكها بمقادير عالية ولمدة متواصلة يمكنها التسبب في عجز الدم عن نقل الاوكسجين بصفة طبيعية.
المضادات للاكسدة
les antioxygène هي مواد تطيل أمد استغلال المصبرات واستهلاكها مع الحفاظ على طبيعتها و عدم تبدل طعمها وقد أثبتت الدراسات المجراة على الحيوانات أن تلك المواد عندما تستهلك بكميات كبيرة يمكنها أن تؤدي الى الاصابة بالتهابات في الكبد وفي الرئة وفي الامراض السرطانية وذلك مثبت مخبريا على الحيوانات.
المواد المساعدة على الاستقرار
stabilisants لم يثبت تسببها في تسممات سواء لدى الحيوانات أو لدى البشر
gelifiants المواد المخثرة يمكنها التسبب في الاسهال أو أوجاع بالبطن وعدة مشاكل للجهاز الهضمي ومصدرها إما حيواني أو نباتي من البر والبحر.
الملونات:
مصدرها طبيعي إما من النبات أو الطفيليات كما يمكن أن تكون اصطناعية وهي تسبب في صورة الادمان على المنتوجات التي تحتويها في أمراض سرطانية ونجد من ضمن الملونات نماذج خطرة الملونات (Azouiques) وخصوصا منها:
Para Dimethyl Amino Azo - Benzène
ملون الترترازين: ملون مسرطن وقد يؤدي الى حصول تشوهات خلقية للجنين.
ملون أصفر J. de quinoleine E104)
يضاف للمشروبات الحكولية وبعض المشروبات والحلوى.. وهو ممنوع بتاتا في أستراليا والولايات المتحدة.
ملون (E110) (Jaune-orangé)
يتسبب في الاصابة بالامراض السرطانية
ملون (E123- E124).
أحمر أمرانت يضاف للكافيار في فرنسا بكميات دقيقة وصارمة ولكنه ممنوع في كثير من الدول ومنها الولايات المتحدة.. يتسبب في الاصابة بالامراض السرطانية وذلك مثبت من خلال تجارب على الحيوانات وكذلك ( Rouge -Cochenille E124)
ايريتروزين (E127)
ErythroSine يستعمل لتلوين الحلوى والغلال والمصبرات الغذائية وثبت من خلال عدة تجارب على الحيوانات تسببه في بعض الامراض السرطانية خاصة سرطان الدرقية وإضطرابات عصبية.
السبارتام:
لا يمكن أن يتجاوز 40 مغ في الكيلوغرام الواحد من وزن الجسم وكذلك السكاروز2.5 مغ -كغ ولا يمكن تجاوز تلك المقادير خشية السقوط في فخ التسمم .
وفي الختام أشار الدكتور عمامو الى أهمية الاعتدال والافراط في الاستهلاك لأنه وإن كان لا يشكل خطرا صحيا محدقا في بعض الغلال والخضر والمواد الطبيعية.. فإن فرص الاصابة بأمراض خبيثة تصبح ممكنة اذا ما أدمن المستهلك على مواد مصنعة تحتوي على مضافات غذائية ذلك أن استهلاكها بالمقادير المنصوص عليها لا يشكل خطرا.. ولكن الادمان عليها كشرب كميات كبيرة من العصائر يوميا ولمدة طويلة يمكنه أن يؤدي الى عواقب وخيمة باعتبار أن ذلك سيؤدي الى تجاوز الكميات المسموح بها بكثير.
المدير العام للمركز الفني للصناعات الغذائية: نستعمل 21 ملونا فقط في تونس من مجمل 44 مرخصا فيها دوليا
المستهلك مطالب بالعزوف عن استهلاك مواد بها مضافات لاجبار الصناعي على التخلي عن انتاجها
تونس - الأسبوعي
للحديث حول مسألة المضافات الغذائية كان لنا لقاء مع المدير العام للمركز الفني للصناعات الغذائية محمد شكري بن رجب باعتباره الأقرب للموضوع نظرا لكونه مختصا وباحثا في الميدان من جهة ثم لأنه يعمل في مجال الصناعات الغذائية من جهة أخرى.
* كيف تقيم استعمال المضافات الغذائية في تونس كمختص في الميدان؟
- هناك تراتيب لهذه المضافات واستعمالها يتم وفقا لمواصفة تونسية عدد 01/117 بتاريخ 1995 وهي مواصفة مطابقة للتراتيب الأوروبية المعروفة بصرامتها والتي تتجاوز في صعوبة تطبيقها مواصفات دستور الأغذية.
* ما حجم المخاطر الصحية التي يمكن أن يتسبب فيها سوء استخدام المضافات على المستهلك في تونس؟
- لا وجود لمخاطر ناجمة عن استعمال المضافات في تونس لأن المواصفة واضحة وأغلب المؤسسات هي مؤسسات مصدرة إما كليا أو جزئيا ولا يملكها بالتالي تصنيع منتوج موجه للتوانسة وآخر للخارج.. كما أن المراقبة موجودة سواء على مستوى السوق الداخلية أو على مستوى التصدير وهي تحول بالتأكيد دون حصول تجاوزات في هذا الصدد.
* إلى أي حد ترى بأن أطفالنا محميون من هذه المخاطر؟
- لقد أثبتت الدراسات المجراة أن أطفالنا محميون لأن جميع المنتوجات الموجهة لهم تم التخلي فيها عن المضافات بعد أن قمنا بتحسيس الصناعيين بإمكانية حدوث مخاطر صحية للاطفال.. وأؤكد في هذا الخصوص على عدم توجيه الأحكام جزافا بل لا بد أن تكون الحجة العملية هي الفيصل بين كافة الأطراف.
* هل قمتم بتقييم علمي لمخاطر المضافات في تونس؟
- نعم هنالك تقييم علمي شرعنا فيه على مستوى الوكالة الوطنية للسلامة الغذائية وشمل عدة منتوجات للتعرف عما يستهلكه التونسي منها ومقدار ذلك للوصول الى تقييم للمخاطر الخاصة بالمستهلك التونسي.
* الى أي حد تعتبر أن استعمال تلك المضافات يخضع لقواعد آمنة وشفافة؟
- استعمال المضافات مقنن ومراقب وموجود على التأشير المرفق بالغلاف الخارجي أو لعلبة المنتوج وذلك في إطار من الشفافية في المعاملات الاقتصادية.. حيث يقع التنصيص صلب التأشير على تركيبة المنتوج لتمكين المستهلك من هامش الاختيار والتمييز إضافة لذكر نوع المضافات المستخدمة.
* ما هي الملونات والمواد الحافظة الأكثر استعمالا في تونس؟
-نستعمل 21 ملونا في تونس من ضمن 44 مرخص فيها منها 11 ملونا طبيعيا و10 ملونات كيميائية ولكن الملونات الأكثر استعمالا هي ثلاث: (104E ) وهو ملون كيمياوي لإضفاء اللون الاصفر على المنتوج
(110E) وهو كذلك ملون كيمياوي يستخدم أيضا لإكساء المنتوج باللون الأصفر البرتقالي.. إضافة لملون ثالث طبيعي هو (150E).
* وبالنسبة للمواد الحافظة؟
- بالنسبة للمواد الحافظة الأكثر استعمالا في تونس هي حامض البنزويك وحامض السوربيك.. والأول هو الأكثر استخداما من الثاني. . ويستعمل حامض البنزويك في تونس بمقدار 150 ملغ في اللتر أما حامض السوربيك فيستخدم بنسبة 250 ملغ في اللتر الواحد.. وتجدر الإشارة في هذا المجال أن بعض الشركات في تونس بدأت في التخلي تدريجيا ومن تلقاء نفسها على حامض البنزويك وذلك بإدارة كاملة من الصناعيين أنفسهم .
* وما هي خلفيات هذا التوجه؟
- لقد تخلت تلك الشركات على حامض البنزويك تدريجيا نظرا لكونه يتفاعل مع مضافات أخرى مثل فيتامين ج..وقد بيّنت الدراسات إمكانية حصول ذلك التفاعل ولهذا وقع التفكير في التخلي عنه وذلك من قبل المنظمة العالمية لمصنعي المشروبات ضمن دليل أصدرته سمّته دليل الطرق المثلى لدمج المضافات صلب المشروبات.
* ماذا يمكن أن يحصل عندما يتم استهلاك منتوج ما انتهت صلوحيته وهو يحتوي على مضاف غذائي؟
- في حالة الملونات على سبيل المثال فإن استهلاك ملون زالت صلوحيته لا يشكل خطورة.. ولابد هنا من التفرقة بين أمرين.. الأول ما يشار اليه بالتاريخ الأقصى للاستهلاك أو يعبّر عنه بالاستهلاك قبل أو حتى تاريخ كذا.. في هذه الحالة لا يمكن استهلاك المنتوج بعد ذلك التاريخ لأنه يفقد خواصه الصحية.. أما في صورة ذكر عبارة التاريخ المحبذ أو المستحسن للاستهلاك قبل كذا، فإن المنتوج يمكنه الحفاظ على خاصياته الصحية بعد ذلك التاريخ.. أما بقية المضافات فهي تدخل عادة ضمن تركيبة منتجات ذات صلوحية طويلة نسبيا.. ولا بأس في هذا الخصوص من التثبت دائما من صلوحية المنتوج وهل ما يزال صالحا أم لا.
* هل من بدائل تستطيع أن تساعدنا على الاستغناء على المنتوجات التي تعتمد على المضافات الغذائية؟
- المنتوجات الغذائية التي تعتمد المضافات موجودة.. والعكس أيضا موجود حتى أن مشتقات الحليب خالية من المضافات بنسبة
66% تقريبا.. وعلى المستهلك أن يمارس سياسة ضبط النفس وعوضا عن استهلاك العصائر المعروفة بكثرة اعتمادها على المضافات بإمكانه استهلاك النكتار على سبيل المثال.
* كيف السبيل للحد من حدة الاعتماد على المضافات الغذائية في المجال الصناعي؟
- الحل بيد المستهلك لأنه بعزوفه عن استهلاك المواد الغذائية المتكونة في تركيبتها من بعض المضافات قادر على تغيير سياسة الصناعي في هذا المجال.
* هل يمكن إعطاء فكرة عن أهم المنتجات الخالية من المضافات ؟
- المنتجات الغذائية غير المحولة كالعسل والمواد الدسمة ذات مصدر حيواني أو نباتي كالزبدة والحليب الدسم ونصف الدسم وغير الدسم والمنتوجات اللّبنية المخمرة غير المنكهة والمياه المعدنية والقهوة والشاي والسكر والعجين الغذائي الخ..
للتعليق على هذا الموضوع:


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.