يواجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس تمردا فلسطينيا في لبنان حيث رفض رئيس جهاز الكفاح المسلح الفلسطيني في لبنان العميد منير مقدح التشكيلة الامنية التي اقرها عباس للساحة الفلسطينية في لبنان مؤخرا والتي شملت تعيين احمد صالح رئيسا للكفاح المسلح واستبعاده من تلك التشكيلة. واكدت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى أن المقدح الذي يتمتع بنفوذ في اوساط الفصائل المسلحة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يرفض نقل مسؤوليات جهاز الكفاح المسلح الفلسطيني في لبنان الى خليفته احمد صالح الذي قرر عباس تعيينه الاسبوع الماضي رئيسا للجهاز وفق ما نقلته صحيفة «القدس العربي» اللندنية. واتهمت المصادر المقدح الذي يمثل ثقلا امنيا في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بقيادة تمرد في مخيمات اللاجئين في لبنان على قرارات عباس. ومن جهته اكد العميد منير مقدح أنه ما زال على رأس عمله رئيسا لجهاز الكفاح المسلح الفلسطيني، رافضا اتهامه من قبل القيادة الفلسطينية بانه يقود تمردا في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بلبنان ضد عباس. وحول اتهامه في رام الله بانه يقود تمردا ضد قرارات الرئيس عباس بشأن الساحة الفلسطينية في لبنان قال المقدح «يقولوا اللي ايقولوه»، مشيرا الى انه والجانب اللبناني بانتظار وصول موفد من عباس للبنان لتوضيح ما جرى من تعيينات امنية فلسطينية على الساحة اللبنانية. وشدد المقدح بان رفضه للتشكيلة الامنية التي وافق عباس مؤخرا على اقرارها لا تتعلق بأمر استبعاده منها وتنحيته عن رئاسة جهاز الكفاح المسلح الذي يقوم بدور الشرطة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بلبنان، وقال «الموضوع ليس مركزا او منصبا›، مشيرا الى عدم وجود حالة رضى على تلك التشكيلة سواء في داخل المخيمات الفلسطينية او على الصعيد الرسمي اللبناني. واوضح المقدح بأن مصادقة عباس على التشكيلة الامنية التي رفعها له عضو اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء توفيق الطيراوي بناء على توصية من لجنة امنية ارسلها الى لبنان قبل تنحيته عن الملف الفلسطيني بلبنان، وتكليف اللواء جبريل الرجوب به لم تحظ بتوافق فلسطيني فلسطيني ولا بتوافق فلسطيني لبناني، مشددا على اهمية التوافق الفلسطيني الفلسطيني والتوافق الفلسطيني اللبناني على اي تشكيلات امنية فلسطينية تجري على الساحة الفلسطينية في لبنان. واوضح المقدح بان «هناك اتصالات على مدار الساعة لمعالجة الأزمة» التي نشأت عن قرار عباس الاسبوع الماضي بالمصادقة على التشكيلة الامنية التي اوصت بها اللجنة الامنية التي زارت لبنان قبل اسابيع بتكليف من الطيراوي وبدعم من سلطان ابو العنين عضو اللجنة المركزية لفتح، المتهم بالوقوف وراء الخلافات داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين والعمل من اجل تعزيز مكانة المحسوبين عليه. وحول استبعاده من التشكيلة الامنية الفلسطينية بسبب قربه من «حزب الله» وسوريا وتيار المقاومة في المنطقة شدد المقدح على انه يتشرف بالانتماء لكل تيارات المقاومة، مشيرا الى انه يتمتع بعلاقات جيدة مع 360 الف لاجئ فلسطيني في لبنان، يؤيدون نهج المقاومة لتحرير فلسطين على حد قوله. وحول قيام ممثل منظمة التحرير السابق عباس زكي بجهود وساطة بين المقدح وعباس لاحتواء الازمة في لبنان قال المقدح «هناك اتصالات مكثفة على مدار ال24 ساعة»، مشيرا الى انه بانتظار وصول موفد عباس. واشار الى ان الجهات الرسمية اللبنانية غير راضية عن قرارات القيادة الفلسطينية في الساحة اللبنانية بحجة انه تم الاتفاق مع الرجوب الذي زار لبنان قبل اسابيع على قضايا محددة وجرى اتخاذ قرارات عكس ما تم الاتفاق عليه، رافضا الافصاح عن تلك القضايا، متعهدا بالكشف عن كل التفاصيل في وقت لاحق وتحديدا بعد وصول موفد عباس الى البنان.