يبدو أن إدارة الترجي لم تجانب الصواب عندما أصرت على انتداب اللاعب الكامروني روجي متجاوزة في ذلك كل العراقيل والدليل على ذلك أن هذا الفتى أثبت علو كعبه منذ مشاركته الأولى وأحسّ الجميع أنه يكتنز في رجليه موهبة ستجعل منه لاعبا صاحب شأن وفي وقت قياسي أصبح أساسيا في تشكيلة الترجي رغم ازدحام مركزه كلاعب ارتكاز بلاعبين مميزين مثل القربي والسويسي. هو من مواليد 14 أفريل 1988 بدأ رحلته من فريق كوتون سبور الكاميروني ومنه إلى الأهلي الليبي وصولا إلى الترجي منذ ديسمبر الماضي.. «الشروق» استضافت روجي في هذا الحوار لتكتشفوا هذا اللاعب بطريقة أخرى. لاحظنا أنّك اندمجت سريعا في تشكيلة الترجي فما هو السر وراء ذلك؟ ليس هناك سر بل إن الأجواء داخل الترجي كانت مشجعة جدّا على العمل والبروز هنا استقبلني الجميع بحفاوة ووجدت كل الترحاب والتقدير من الجميع ولا يمكن أن تجد مثل كل هذه الظروف الملائمة في فريق آخر كما أن المجموعة المتواجدة في الترجي حاليا هي مجموعة شابة تتميز بالانسجام والتكامل وهنا يكون التواصل سهلا ومهما بين مختلف مكونات الفريق. سبقت عملية قدومك إلى الترجي بعض المشاكل في فريقك السابق الأهلي الليبي فما هو السبب في ذلك؟ هي ليست مشاكل لكنها أمور إدارية ظلت عالقة عموما لا أريد أن أخوض كثيرا في هذه التفاصيل والمهم أنني موجود الآن في الترجي وبالنسبة لي هذا هدف بارز في حياتي وقد تحقق. لماذا فضّلت الترجي على فرق أخرى في الوقت الذي أظهرت فيه مستوى يمكّنك من اللعب في إحدى البطولات الأوروبية؟ اخترت الترجي لأنه أفضل الفرق في إفريقيا ويتمتع بسمعة كبيرة على الصعيد القاري وبالنسبة لي كلاعب شاب في بداية مسيرتي يبقى اللعب في الترجي حلما خاصة أنه يشارك في كأس رابطة أبطال إفريقيا وهذا يمثل خطوة مهمة بالنسبة لأي لاعب قبل التفكير في الاحتراف في أوروبا وفي اعتقادي الشخصي لا يوجد فرق كبير بين احتراف اللعب في أوروبا أو في الترجي على الأقل في الوقت الحالي. إذا تفكر في الاحتراف في أوروبا في وقت ما؟ هذا مؤكد وهو هدف جميع اللاعبين لكن قبل ذلك عليّ أن أثبت جدارتي بالانتماء إلى الترجي أولا ثم نتحدث عن المستقبل. المنافسة شرسة في خط وسط ميدان الترجي بوجود القربي والسويسي ومجدي التراوي، هل يمكن القول إنّك نجحت في فرض مكانك في الفريق وسط هذا الكم الهائل من اللاعبين؟ من الطبيعي أن تكون المنافسة شرسة في فريق كبير مثل الترجي بالنظر إلى تقارب المستوى بين أغلب اللاعبين لكن وجودي كأساسي في أغلب المباريات منذ قدومي لا يعني أنني نجحت في اقتلاع مكاني لأن هذا الهدف مازال بعيدا وعلي مواصلة العمل بكل جدية والاجتهاد أكثر لمحاولة تطوير نفسي، فالمدرب عوّل عليّ في وقت من الأوقات لأنه يحتاجني حسب طبيعة وظروف المباريات وقد لا أجد نفسي أساسيا في وقت لاحق والمهم هو أن أنجح في تقديم ما هو مطلوب مني وتحقيق الإضافة المطلوبة. نعلم أنّك تعاني من بعض المشاكل البدنية فهل استرجعت كامل مؤهلاتك؟ نعم كنت أعاني من بعض المشاكل البدنية التي أثرت في مستواي في بداية مشاركتي مع الترجي لكني أحقق تحسنا ملحوظا في هذا الجانب وأعتقد أنه بتقدم المباريات سوف أستعيد كامل مؤهلاتي وإذا ما تحقق ذلك سوف أقدم أفضل ما لديّ وأتمكن من مساعدة فريقي وأكون في مستوى ثقة المسؤولين والجماهير الذين ينتظرون مني تقديم الكثير والأفضل دائما. سجّلت هدفا جميلا مع الترجي فكيف تعلق عليه؟ نعم سجّلت هدفا يمكن وصفه بالجميل والحقيقة أنني حينها لم أكن أفكر في التسجيل عند بداية العملية وحصل الأمر بشكل مفاجئ.. فقد وجدت نفسي أخترق دفاع الفريق المنافغس وأقترب من المرمى حينها قرّرت مواصلة العملية وتحملت المسؤولية في المجازفة من خلال المراوغة والتسجيل وقد نجحت في ذلك وبالمناسبة أهدي هذا الهدف لكامل أعضاء الفريق ولجماهير الترجي بصفة خاصة أنا موجود هنا لكي ألعب وأقدّم الاضافة وهذا هو واجبي كلاعب محترف. الترجي تنتظره تحديات كبرى محليا وقاريا، هل تعتبرون انفسكم كلاعبين قادرين على المنافسة على جميع الواجهات؟ التحديات مهمة وصعبة وهذا قدر الفرق الكبرى لذلك علينا المنافسة بنفس القدر على جميع الواجهات وأعتقد أنه في إمكاننا اتمام ذلك بنجاح بالزاد البشري المتوفّر لدينا يفي بالغرض وهناك عزم وإرادة بين جميع عناصر الفريق على النجاح وتبدو الظروف مواتية لذلك. هل هناك فرق كبير بين مستوى الكرة في ليبيا والمستوى هنا في تونس؟ هذا مؤكد، فهناك فرق كبير بين مستوى الفرق الليبية والتونسية رغم ان المستوى الفني العام في ليبيا ليس سيئا لكن البطولة في تونس أقوى كما أعتبرها اكثر احترافا من البطولة الليبية من حيث التنظيم وطريقة التسيير وحتى جماهيريا فإن للأجواء التونسية مذاق خاص وإني أرى ذلك في جمهور الترجي وأعتقد ان الوضع متشابه لدى بقية الفرق ذات القاعدة الجماهيرية الكبرى. ماهي أبرز خاصية في لاعب الارتكاز ومن هو قدوتك في هذا المركز؟ أولا على لاعب الارتكاز ان يتمتع بقدرات بدنية عالية تمكّنه من افتكاك الكرة ثم يجب ان تتوفّر فيه الفنيات العالية حتى يحسن التحكّم في الكرة واستثمارها بالشكل المطلوب في عملية بناء الهجوم ومثلي الأعلى في هذا المركز هو مايكل إيسيان وبدرجة أقل لاسانا ديارا لاعب ريال مدريد والمنتخب الفرنسي. إذا ما واصلت التألق بنفس هذا الأداء هل تنتظر دعوة من مدرب المنتخب الكامروني للمشاركة في المونديال المقبل بجنوب إفريقيا؟ لا أفكر الآن في المنتخب الكامروني ولا أبحث عن هذه الدعوة في الوقت الحالي لأن اهتمامي منصبّ الآن على التألق والبروز بالشكل المطلوب مع فريقي حتى أبلغ المستوى الذي يؤهلني لتقمص زي المنتخب الكامروني وعندها ستسير الأمور بطبيعتها ولا يجب ان أتسرّع. لقد سبق وأن لعبت في صفوف المنتخب الكامروني للأواسط رفقة شيدجو وإيونغ (لاعب أجاكسّ) لذلك أنا متعوّد على تلك الأجواء وأنتظر فقط الوقت المناسب. لو لديك رسالة لمن توجهها؟ رسالتي أوجهها لجمهور الترجي الذي هو غاضب منّا بعض الشيء وأطلب منه أن يساندنا ويواصل تشجيعنا في كل الحالات فنحن نحتاج الى دعم هذا الجمهور الكبير في هذا الوقت بالذات.