معهد باستور: تسجيل حالة وفاة و4 اصابات بداء الكلب منذ بداية 2024    المدير العام للديوانة في زيارة تفقد لتطاوين    هرقلة: الحرس البحري يقدم النجدة والمساعدة لمركب صيد بحري على متنه 11 شخصا    الإعلان عن نتائج بحث علمي حول تيبّس ثمار الدلاع .. التفاصيل    زلزال بقوة 5.5 درجة يضرب هذه المنطقة..    قوات الاحتلال الإسرائيلية تقتحم مدينة نابلس..#خبر_عاجل    دورة مدريد : أنس جابر تنتصر على السلوفاكية أنا كارولينا شميدلوفا    بطولة انقلترا : مانشستر سيتي يتخطى برايتون برباعية نظيفة    البطولة الايطالية : روما يعزز آماله بالتأهل لرابطة الأبطال الأوروبية    عاجل : القبض على منحرف خطير محل 8 مناشير تفتيش في أريانة    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    أمين قارة: إنتظروني في هذا الموعد...سأكشف كلّ شيء    إجراء أول اختبار لدواء يتصدى لعدة أنواع من السرطان    تواصل نقص الأدوية في الصيدليات التونسية    رحلة بحرية على متنها 5500 سائح ترسو بميناء حلق الوادي    طقس الجمعة: سحب عابرة والحرارة تصل إلى 34 درجة    مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح    "تيك توك" تفضل الإغلاق في أميركا إذا فشلت الخيارات القانونية    ماكرون: هناك احتمال أن تموت أوروبا    الرابطة الأولى.. تعيينات حكام مباريات الجولة الأولى إياب لمرحلة "بلاي آوت"    هذا فحوى لقاء رئيس الجمهورية بمحافظ البنك المركزي..    سوسة.. دعوة المتضررين من عمليات "براكاجات" الى التوجه لإقليم الأمن للتعرّف على المعتدين    اليابان تُجْهِزُ على حلم قطر في بلوغ أولمبياد باريس    إثر الضجة التي أثارها توزيع كتيّب «سين وجيم الجنسانية» .. المنظمات الدولية همّها المثلية الجنسية لا القضايا الإنسانية    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    زيتونة.. لهذه الاسباب تم التحري مع الممثل القانوني لإذاعة ومقدمة برنامج    تنزانيا.. مقتل 155 شخصا في فيضانات ناتجة عن ظاهرة "إل نينيو"    الاستثمارات المصرح بها في القطاع الصناعي تتراجع بنسبة 3ر17 بالمائة خلال الثلاثي الأول من سنة 2024    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    جندوبة.. المجلس الجهوي للسياحة يقر جملة من الإجراءات    اقتحام منزل وإطلاق النار على سكّانه في زرمدين: القبض على الفاعل الرئيسي    قبلي: السيطرة على حريق نشب بمقر مؤسسة لتكييف وتعليب التمور    الفنان رشيد الرحموني ضيف الملتقى الثاني للكاريكاتير بالقلعة الكبرى    من بينهم أجنبي: تفكيك شبكتين لترويج المخدرات وايقاف 11 شخص في هذه الجهة    مارث: افتتاح ملتقى مارث الدولي للفنون التشكيلية    تكريم فريق مولودية بوسالم للكرة الطائرة بعد بلوغه الدور النهائي لبطولة إفريقيا للأندية    تحذير من هذه المادة الخطيرة التي تستخدم في صناعة المشروبات الغازية    تونس تحتل المرتبة الثانية عربيا من حيث عدد الباحثين    وزيرة التربية : يجب وضع إستراتيجية ناجعة لتأمين الامتحانات الوطنية    سعر "العلّوش" يصل الى 2000 دينار في هذه الولاية!!    رئيس الجمهورية يتسلّم أوراق اعتماد سفير تونس باندونيسيا    قرابة مليون خبزة يقع تبذيرها يوميا في تونس!!    تتويج السينما التونسية في 3 مناسبات في مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة    جريمة شنيعة: يختطف طفلة ال10 أشهر ويغتصبها ثم يقتلها..تفاصيل صادمة!!    قبلي : اختتام الدورة الأولى لمهرجان المسرحي الصغير    خدمة الدين تزيد ب 3.5 مليارات دينار.. موارد القطاع الخارجي تسعف المالية العمومية    أنس جابر تستهل اليوم المشوار في بطولة مدريد للماسترز    عاجل: غرق مركب صيد على متنه بحّارة في المهدية..    سفينة حربية يونانية تعترض سبيل طائرتين مسيرتين للحوثيين في البحر الأحمر..#خبر_عاجل    كاس رابطة ابطال افريقيا (اياب نصف النهائي- صان داونز -الترجي الرياضي) : الترجي على مرمى 90 دقيقة من النهائي    لا ترميه ... فوائد مدهشة ''لقشور'' البيض    أكثر من نصف سكان العالم معرضون لأمراض ينقلها البعوض    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    الجزائر: هزة أرضية في تيزي وزو    في أول مقابلة لها بعد تشخيص إصابتها به: سيلين ديون تتحدث عن مرضها    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سمير السليمي ل «الشروق»: أعود الى الافريقي ... بشرط!
نشر في الشروق يوم 24 - 12 - 2009

ما الذي يجمع بين اللاعب الدولي السابق سمير السليمي من جهة وبين الطاهر الشايبي وعبد الوهاب لحمر وعبد القادر الركباوي والهولندي فان باستن والبرتغالي أرتير جورج... لا شيء سوى أنهم اعتزلوا كرة القدم وهم في أوج العطاء والتألق بعد أن لحقتهم لعنة الإصابات أو نتيجة أسباب أخرى.
لكن سمير السليمي انفرد بسبب قد يكون فريدا من نوعه منذ ظهور كرة القدم نفسها عام 1863! ذلك أنه اعتزل عام 1997 حفاظا على كرامته مرددا: «اختر لنفسك منزلا تعلو به في فريقك وبين رفاقك أو اعتزل كريما» ذلك أن كلمة واحدة قد يعدّها البعض بسيطة عجّلت باعتزال سمير في سنّ 27 عاما!!!
كان من المفترض أن يمثل المنتخب الوطني في مونديال فرنسا 1998 ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ومع ذلك فإن سمير نحت مسيرة دولية قوامها 83 مشاركة وكان قد بدأ مسيرته مع نجم حلق الوادي والكرم قبل أن ينتقل الى النادي الافريقي عام 1982 ويظفر معه بالبطولة عام 1989 ثم برباعية تاريخية موسم 19911992 والبطولة العربية عام 1995 والبطولة المحلية مرة ثالثة عام 1996.
«الشروق» التقت سمير السليمي وكان هناك الكثير للحديث عنه مع سمير اللاعب والمدرب والمحلّل الفني:
في البداية، هل تعلم أنّك أصبحت متّهما بالغرور؟
{إنّ ا& لا يحبّ كلّ مختال فخور} ذلك ما قاله الله عزّ وجلّ وذلك ما تعلّمته وسرت على نهجه منذ أن كنت صبيا غريرا يداعب الكرة في صفوف شبّان فريق نجم حلق الوادي والكرم.
ذكرت نجم حلق الوادي والكرم فريقك الأم فبعد موسم استثنائي خلال20042005 ومرتبة (6) في الرابطة الأولى، تدحرج الى الرابطة الثالثة؟
إنّني أفاخر بتقمّص زي نجم حلق الوادي والكرم في يوم من الأيام، هذا الفريق العريق الذي يعود تأسيسه الى عام 1967 والذي كان له فضل كبير في صقل موهبتي في أصناف الشبان قبل انتقالي الى النادي الافريقي، وأعتقد شخصيا أن هذا الفريق لا يعاني أزمة تسيير فحسب في ظل تواضع الموارد المالية المتاحة.
بما أنّك تحدّثت عن الافريقي، فإن شقيقك عادل سبق وأن صرّح على أعمدة جريدتنا يوم 23 سبتمبر 2009 أنّك اعتزلت في ظروف غامضة؟
(بعد صمت طويل لم ينطق فيه بحرف واحد) يُقال «إنّ جولة الباطل ساعة وجولة الحقّ الى قيام الساعة»... ففي عام 1997 تحوّلنا الى عين دراهم لإجراء تربّص مغلق وكنت أنا أحمل شارة القيادة آنذاك ولكن السيد شريف بالأمين توجه نحوي بكلمة كان وقعها كالسّهم اهتز لها كياني وهو ما حزّ في نفسي كثيرا واضطرني الى الاعتزال في مقتبل العمر... والأدهى والأمر أنه رفض تسريحي لفائدة الملعب التونسي الذي كان يرغب في الظفر بخدماتي آنذاك... اذ كان بإمكاني لعب ستّ أو سبع سنوات اضافية على الأقل وجني أكثر من 600 مليون دينار!! وحرمني من المشاركة في كأس العالم بفرنسا 1998 مع المنتخب الوطني والتي أعتبرها شخصيا أهمّ من كنوز الأرض وما حملت...
ولكن وبالرغم من هذا الجرح العميق فإنك عدت الى حديقة منير القبايلي بعد أربع سنوات؟
قمت بتلبية نداء الواجب فبعد احتجاب مدّته أربع سنوات اتّصل بي السيد خليل الشايبي قصد الإشراف على حظوظ شبّان الفريق والحمد & أنّني قدت التجربة بنجاح وتوج الفريق بعدّة ألقاب ولو أنني أعتبر أن النتائج تكون ثانوية في أصناف الشبان وقد ساهمت في تكوين عدّة لاعبين أبرزهم: وسام يحيى وخالد السويسي والعروسي البرڤوڤي ووليد الهيشري... وغيرهم، وذلك قبل خوض تجربة ثانية على رأس الإطار الفني للأكابر عام 2005. ومنذ ذلك التاريخ لم أفكر حتى في زيارة مقر الفريق.
بالرغم مما قدمته عائلة السليمي: سمير ولطفي وعادل من خدمات جليلة للإفريقي إلا أننا لا نجد أيا منكم في صلب الفريق حاليا؟
إنه فعلا أمر محير... فأنا شخصيا لا أمانع في العودة الى الإفريقي ولكن لا أستطيع أن أقتحم الأبواب من تلقاء نفسي... علما وأن السيد حمادي بوصبيع «الأب الروحي» للأحمر والأبيض اتصل بي رسميا منذ عدة أسابيع لتسلم مهمة معينة في صلب الفريق خاصة وأنه بامكاني تقديم الكثير على المستوى الفني ولكن الهيئة الحالية للنادي لم تتصل بي إلى حد اللحظة.
بالمناسبة لماذا ظل شقيقك لطفي مغمورا؟
ما لا يعرفه البعض أن شقيقي لطفي سبق له تقمص زي الترجي الرياضي التونسي قبل أن يحترف في البطولة البلجيكية وعاد على إثرها الى تونس ومثل النادي الافريقي لمدة موسمين ويدرب في الوقت الراهن فريق الترسانة بليبيا .
نأتي الى النادي الافريقي الذي قطع مع انتصارات الأشواط الثانية عندما واجه نادي حمام الأنف؟
إنه انتصار مهم قبل الركون الى الراحة... ويجب أن نتفق على أن النادي الافريقي قام بتحضيرات جيدة سبقت الموسم الرياضي كما نجح الفريق في التعاقد مع مدرب كفء. ولا يختلف اثنان في الإعتمادات الضخمة التي سخرتها الهيئة المديرة لإجراء جملة من الانتدابات القيمة. وإنني أعتقد بكل موضوعية أن الافريقي يمتلك أحسن زاد بشري على الإطلاق مقارنة بالفرق الأخرى ويزخر الفريق بالعديد من الحلول في كل المراكز تقريبا.
لكن الفريق لم يسجل سوى 12 هدفا في 13 جولة وهو الرقم نفسه الذي سجله زميلك السابق سامي التواتي بمفرده خلال موسم 1991-1992؟
ما يمكن ان نعيبه على المدرب لوشانتر أنه لم يتوصل الى حد اللحظة الى تحديد تشكيلة واضحة الملامح بل إنه واصل اختبار العديد من اللاعبين وهو ما انعكس سلبا على بعضهم وخاصة خالد المليتي فبالرغم من المخزون الكروي الذي يتمتع به فإنه أصبح يفتقد الى العامل الذهني بحكم أنه يشعر وأنه مازال في طور الإختبار! ونقطة أخرى غالطت المدرب لوشانتر وهي اعتماده التام على مقياس الجاهزية أثناء التمارين مما جعله يتخلى في بعض الأحيان عن اللاعبين الفاعلين والذين يتمتعون بامكانات فنية عريضة لا تظهر إلا خلال المقابلات الرسمية. ونقطة ثالثة تلك الخاصة بتمركز اللاعبين إذ ينبغي تحرير اللاعب زهير الذوادي حتى يتمركز خلف المهاجمين بل بامكانه أن يكون مهاجما صريحا الى جانب العكروت مع تشريك المسعدي وتراوري أيضا وإنني أجزم بأن الإفريقي لن يكون في حاجة الى أي انتداب ولكن الفريق في حاجة إلى التحويرات المذكورة فحسب.
بما أنك تتحدث عن المتغيرات التكتيكية فقد شاهدنا الافريقي قد اعتمد في إحدى مقابلاته على خطة 3/5/2، فما رأيك؟
إنها خطة ترتكز على دعم خط الوسط بخمسة لاعبين مع بروز دور جديد للاعبي الرواق وللاعب الإرتكاز... والخطة التكتيكية ليست هي الأهم وإنما حسن اختيار الخطط حسب الإمكانات الفنية الخاصة باللاعبين وليس العكس كما أنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يلعب الفريق بخطة مغايرة في كل مقابلة.
قلت إن الإفريقي هو الأفضل من ناحية الزاد البشري، فماذا عن الترجي، صاحب الصدارة؟
تمكن فريق الترجي من ايجاد التوازن المطلوب منذ تعاقده مع المدرب القدير فوزي البنزرتي حيث أصبحت تشكيلة الفريق واضحة بنسبة 90% وهناك طريقة لعب معينة ومدروسة يتبعها الفريق قوامها [4-2-3-1] ونلاحظ تنويعا واضحا على مستوى الكرات الثابتة. ويشكل الترجي حاليا الفريق الأقوى فنيا على الصعيد المحلي بالرغم من أن النادي الافريقي كان هو الأقرب الى الفوز خلال مقابلة «الدربي» لو لا «المظلمة» التحكيمية التي قادها الحكم البرتغالي.
الأندية التونسية طبقت «الاحتراف» منذ 1995 فماذا تغير؟
لا لم نصل بعد الى مرحلة «الاحتراف» في وقت ارتفعت فيه رواتب اللاعبين وصفقات الانتقال وارتفعت الالتزامات المالية للفرق بل إن بعض الفرق تشهد عجزا ماليا اذ لا مجال في زمن «الاحتراف» الى الاعتماد على المنح والمساعدات واجتهادات رؤساء الاندية وانما ينبغي تحويل الفرق الى شركات تجارية قائمة الذات وتغيير قانون الجمعيات الرياضية وتطويره وبيع حقوق بث واذاعة المباريات تليفزيونيا هذا اضافة الى الاستشهار وايرادات الجماهير، فالاحتراف صناعة كبرى قائمة الذات وليست مجرد كلمة نتشدق بها بين الحين والآخر.
وبالاضافة الى هذه النقائص فإن بطولتنا المحلية افتقدت الى الطابع الفرجوي الذي كان يميّزها خلال الفترات السابقة.
لكن ما يحسب للأندية التونسية تطورها على المستوى الخططي ويتضح ذلك من خلال مشاهدتنا لعدة رسوم تكتيكية باتت تمثل نقطة قوة في فرقنا المحلية على غرار خطة (4 2 3 1) المعتمدة من قبل الترجي.
لكن بعضهم يصر على مقارنة بطولتنا بالبطولات الاجنبية وفي مقدمتها البطولة الانقليزية التي طبقت الاحتراف منذ 1885!؟
انها مقارنات غير منطقية وغير عادلة اذ لا مجال للمقارنة في ظل الامكانات المادية الخيالية المتاحة في صلب الاندية الاجنبية هذا دون التطرق الى المستويين الفني والتكتيكي وايضا أهمية البنية التحتية فنحن مازلنا نشاهد اللاعب في بطولتنا المحلية يواجه صعوبة في اجراء مجرد ترويض موجه للكرة بحكم الارضية السيئة للميادين!!
وماذا عن طرق الانتداب التي تنتهجها الفرق التونسية؟
للاسف الشديد مازالت الاندية التونسية تعتمد الاشرطة المسجلة في التعاقد مع اللاعبين! وعادة ما تكون الاندية وجماهيرها ضحية بعض السماسرة والوكلاء وذلك في الوقت الذي ينبغي فيه على الفرق اتباع الطرق المدروسة حيث لابد من توفر شرطين اثنين:
1 ان يكون اللاعب المنتدب موجها ويتماشى مع الاسلوب المميز للفريق.
2 ان يقع تعيين لجنة متابعة تشرف على عملية الانتداب وتتكون هذه اللجنة من قدماء اللاعبين ومن المدربين المحنكين من اصحاب الكفاءات العالية المتواجدين في العديد من الاماكن داخل حدود الوطن وخارجه.
لكن ألا يوجد فريق تونسي ناجح الى حد ما في الانتدابات؟
انه النجم الرياضي الساحلي فهو نجح في التعاقد مع عدة لاعبين قبل التفريط فيهم مقابل مبالغ خيالية لفائدة الاندية الاجنبية وإن القائمة طويلة وتضم: زبير بية وكريم حقي وياسين الشيخاوي ورياض البوعزيزي ومؤخرا البلبولي والعكايشي عندما يتم التفريط في هذا الثنائي مستقبلا مقابل مبالغ مرتفعة ايضا.
بما انك تتابع البطولة الفرنسية فإن الارقام تشير الى استفادة الفرنسيين من خدمات حوالي 500 لاعب افريقي خلال العقود الاخيرة، فماذا عن مدى استفادة بطولتنا من الاجانب؟
الحقيقة ان البطولة التونسية لم تستفد كثيرا من هؤلاء الاجانب باستثناء بعض الاسماء التي برزت في بطولتنا خلال العقدين الاخيرين على غرار صالو طاجو وماليتولي ودرامان وعبد القادر كايتا وصولا الى النيجيري مايكل... وهنالك حاليا لاعب ينبغي التفطن الى الامكانات التي يتمتع بها وهو لاعب الملعب التونسي ابراهيما با والذي يجيد خطة صانع الالعاب ويعتمد عليه لويغ حاليا في خطة لاعب الارتكاز. وكان هذا اللاعب على وشك الانضمام الى النادي الافريقي عندما أشرفت على حظوظ مستقبل القصرين.
دائما في اطار البطولة الفرنسية ألا تظن ان الاندية استفادت من عامل الاستمرارية، ففريق ليون مثلا برئاسة ميشال أولاس منذ 1987 قام بعمل قاعدي كبير قبل الظفر بسبعة ألقاب محلية؟
انه عامل مهم في نجاح الفريق وأبرز مثال على ذلك نجاح الترجي والنجم في فترتي سليم شيبوب وعثمان جنيح عندما توفر عامل الاستمرارية ذلك ان رئيس الفريق في حاجة الى فترة طويلة لتكوين فريق متكامل قادر على النجاح.
بما اننا تحدثنا عن فريق ليون الذي أحرز سبع بطولات متتالية فإن الترجي تعرض الى حملة تشكيك عندما أقدم على الانجاز نفسه بين (1998 و2004)؟
إنّه أمر عادي فالترجي كان خلال تلك الفترة الفريق الأقوى وفرض سيطرته على بقية الأندية مستفيدا من زاده البشري والاستمرارية الإدارية والفنية في صلب الفريق.
تحدثت عن الاستمرارية ولكن تجربتك مع مستقبل القصرين لم تعمّر أكثر من أسبوع؟
أريد في البداية أن أوجه تحيتي إلى أهالي القصرين وجماهير الفريق فقد أقدمت على إجراء تربص مغلق وكان ناجحا بكل المقاييس ولكن حدثت ظروف خارجية يصعب شرحها عجّلت برحيلي احتراما لجماهير هذا الفريق الذي أتمنى له التوفيق في بقية مسيرته.
في مارس 2009 اقتحمت عالم التحليل الفني من بوابة نسمة TV، فما هي المقومات التي حوّلت لك النجاح في هذا الميدان؟
إنّه ميدان صعب وقد ارتكزت فيه بالخصوص على القدرة الفائقة على الإقناع ومخاطبة المشاهد بلغة سلسة قوامها المعطيات والأرقام والأدلة معتمدا في ذلك على المخزون الكروي الذي أتمتع به كلاعب وعلى ثقافة كروية عامة أعمل على تنميتها يوميا ومواكبة كل ما يهم ميدان كرة القدم هذا إضافة إلى توفر عامل الكاريزما، ولكن وللأسف الشديد فإن بعض المدربين يستغلون الظهور عبر شاشات التلفاز بهدف العودة من جديد إلى السوق.
ولكن ما رأيك في هذه التحاليل التي تطالعنا في تلفزاتنا المحلية؟
(يبتسم) ابنتي الصغرى (8 سنوات) أصبحت تدرك بصفة مسبقة ما سينطق به «المحللون» من قوالب جاهزة خالية من المعطيات.
والأخطر من ذلك أن بعضهم يفتقد إلى عنصر الموضوعية ويقدم على تصفية حسابات خاصة في ثياب محلل؟
نعم، والحمد لله أنني بصدد تحليل مقابلات في البطولات الأجنبية! وأريد أن أشير إلى أن التحليل الفني عبر قناة نسمة TV خلصني من صخب الملاعب وأعد الجمهور التونسي بأن أكون عند حسن ظنه شأنه في ذلك شأن المشاهد المغاربي والعربي، عموما وإننا نعتزم تنظيم سهرة ضخمة بمناسبة مقابلة النادي الإفريقي وليون الفرنسي يوم 6 جانفي 2010 هذا بالإضافة إلى تغطية شاملة لمقابلات «الكان» بداية من يوم 9 جانفي 2010 ونفكر في التعريف بالعديد من الفرق المغاربية تباعا على غرار الترجي وسطيف والوداد.. وغيرها...
بعض اللاعبين اقتحموا ميادين أخرى على غرار التمثيل والغناء (خالد القاسمي وراضي الجعايدي..) فما رأيك؟
لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن أقتحم مجالا لا أمتلك أدواته الكافية للنجاح وإلا لماذا جعل التخصص؟
بما أنك تحدثت عن التخصص فقد سبق لك أن لعبت في ثلاثة مراكز مختلفة؟
أنا شخصيا وقد يستغرب البعض قناعتي هذه، أؤمن باللاعب «الجوكار» الذي يجيد اللعب في أكثر من مركز والأمثلة عديدة على غرار الألماني ماتياس سامر والغاني مايكل اسيان.. ثم إن المنافسة الشديدة على مستوى المراكز باتت تحتم على اللاعب أن يحذق اللعب في أكثر من مركز فأنا شخصيا سبق وأن شغلت خطة ظهير أيسر ومدافع ولاعب ارتكاز.
نأتي إلى المنتخب الوطني، فقد سبق لك التدرب تحت إشراف المدرب فوزي البنزرتي سواء في صفوف الإفريقي أو المنتخب عام 1994؟
أريد أن أشكر في البداية الجامعة التونسية لكرة القدم والرأي العام الذي اختار هذا المدرب بالإجماع فهو مدرب كفء ويرتكز في مهمته على تجربة قوامها 30 عاما في ميدان التدريب ويتمتع هذا المدرب بشخصية قيادية وله استراتيجية واضحة ويراهن على لعب الهجوم ويعتمد على الضغط العالي والذي عادة ما ينجح في تطبيقه بالاعتماد على 3 أو 4 لاعبين يضغطون على المنافس في مناطق مختلفة من الميدان بعد تلقي (Un signal) إشارة معينة وأظن أنه بإمكانه تطبيقه في صفوف المنتخب.
ولكن ما حكمك على الأسماء التي تضمها القائمة التي اختارها المدرب الوطني؟
أظن أنها متوازنة وحتى بعض اللاعبين على غرار صيام بن يوسف وبلال العيفة.. فإن المدرب فوزي البنزرتي يفكر على المدى البعيد بقطع النظر عن النتيجة التي سيتحصل عليها منتخبنا في أنغولا إذ يجب وضع استراتيجية على المدى الطويل لا أن تطالب بنتائج فورية علما وأن منتخبنا قادر على إحداث المفاجأة في أنغولا بالرغم من قصر المدة التي تفصلنا عن النهائيات.
لكن ماذا عن غياب بعض اللاعبين على غرار وسام يحيى والباشطبجي؟
الحقيقة أن محمد الباشطبجي يعد أفضل مدافع محوري موجود على الساحة المحلية في الوقت الراهن والأمر نفسه بالنسبة لوسام يحيى لذلك أعتقد أنهما يستحقان الدعوة لتمثيل المنتخب الوطني.
وما حكمك على ترشح المنتخب الجزائري إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010؟
المنتخب المصري كان أفضل من الناحية الفنية ولكن المنتخب الجزائري استحق هذا الترشح خاصة بالنظر إلى الدهاء الكروي الذي فرضه المدرب رابح سعدان على المنافس هذا إضافة إلى توفر عنصر الإرادة حيث لم يكن باستطاعة المنتخب المصري أن يحول دون رغبة الجزائريين في الوصول إلى المونديال.
وبم تختم هذا الحوار؟
أريد أن أطلب من أنديتنا التونسية المحافظة على المواهب الصاعدة من خلال توفير التأطير اللازم حتى يستفيد منهم المنتخب خلال المسابقات القادمة على غرار بلال العيفة وأسامة الدراجي ويوسف المساكني الذي بات بإمكانه ليس النسج على منوال والده فحسب وإنما هو في طريقه إلى أن يصبح أحد أفضل المواهب الصاعدة وكذلك نور حضرية وخليل شمام الذي مزج بين التألق الرياضي والدراسي وهو أمر مهم في كرة القدم العصرية.
وأطلب من هيئة الإفريقي أن تكون أكثر واقعية وأن تبتعد عن الوعود بالألقاب وتقترب أكثر من تطلعات الجماهير لبث التوعية في صفوفه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.