أنقرة تونس (الشروق): من مبعوثينا النوري الصّل وأمين بن مسعود حذّر السيد علي بابا جان، نائب رئيس الوزراء التركي ووزير الخارجية السابق في حديث مقتضب ل«الشروق» في أنقرة من استمرار الاعتداءات الاسرائيلية في الأراضي الفلسطينية مشيرا إلى أن هذه الممارسات لا تخدم السلام وتؤدي إلى تصاعد أعمال العنف في المنطقة. وقال علي بابا جان الذي كان يجيب عن أسئلة «الشروق» على هامش المنتدى الاقتصادي التركي الذي عقد بأنقرة نهاية الأسبوع الماضي إن بلاده تدين هذه الاعتداءات وترفض بشكل قاطع كل أشكال الحصار التي تمارسها إسرائيل على الجانب الفلسطيني لا سيما الحصار المفروض على قطاع غزة الذي وصفه ب«الجريمة». وأضاف أن تركيا تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في تطلعاته ببناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.. كما ترفض أية استفزازات اسرائيلية قد تكون عواقبها وخيمة على أمن واستقرار الشرق الأوسط وفي ردّه على سؤال حول مصير الوساطة التركية في المفاوضات بين سوريا وإسرائيل أشار المسؤول التركي البارز إلى أن هذه الوساطة متوقفة الآن بسبب المماطلة والتعنّت الاسرائيليين.. وتابع إن تركيا بذلت كل ما في وسعها خلال فترة توليها الوساطة بين سوريا وإسرائيل ونجحت في تحقيق شوط مهمّ على هذا الصعيد «لكن إسرائيل أعادت الأمور إلى الوراء».. شروط.. تركية وفي ما يتعلق بملف انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي أوضح بابا جان أن بلاده تسعى إلى الالتحاق بالاتحاد الأوروبي لكنها ترفض أن يكون ذلك على حساب مبادئها وهويتها الوطنية». وقال: «نحن نريد الانضمام للاتحاد الأوروبي لكننا نريد أن يتحقق ذلك بشروطنا وليس بشروطهم». وأضاف: «نحن نريد أن نكون شريكا وليس مجرّد عضو».. مشيرا إلى أن أوروبا هي التي تتحمّل مسؤولية تعطيل مفاوضات انضمام تركيا إليها.. وفي كلمته التي ألقاها في الملتقى الاقتصادي الذي عقد نهاية الأسبوع الماضي شدّد نائب رئيس الوزراء التركي على أهمية الدور الذي تلعبه بلاده اليوم في الدفاع عن قضايا السلام والأمن والاستقرار في العالم. وأشار في هذا الاطار إلى حرص تركيا على انقاذ العراق من محنته وإلى تأكيدها المستمر على وحدته الوطنية.. وأضاف: «إننا نرى بأن الصراع والقوة لن تحقق أية نتيجة بالنسبة إلى العراق» مشيرا إلى أن بلاده تسعى إلى أن تكون قريبة من جميع الأطراف في العراق من أجل الوصول إلى سلام في هذا البلد.. وتابع: «نحن في منطقتنا نريد السلام والاستقرار.. نريد أن تكون الأخوّة هي الحاكم الأساسي.. علينا أن نحلّ جميع مشاكلنا بالحوار والنقاش». وقال: «تركيا تعتبر اليوم أنها معنية بجميع المشاكل التي تعيشها المنطقة». مضيفا: «ان هدفنا الحصول على صفر مشاكل وهذا هو مبدأنا في سياستنا الخارجية».. وتوقف السيد علي بابا جان في سياق حديثه عند العلاقات القائمة بين تركيا ودول الجوار قائلا: «إن بلادنا قامت بالعديد من العلاقات وتطويرها على جميع المجالات ونرى اليوم ارتفاعا ملحوظا في الحركة السياحية التي ارتفعت بشكل كبير بين تركيا والبلدان المجاورة وكذلك مع دول أخرى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لافتا النظر إلى أن بلاده أبرمت العديد من الاتفاقيات التجارية مع هذه البلدان. وأشار بابا جان إلى أن العلاقات التركية العربية تشهد جهودا مكثفة من أجل تعزيز هذه العلاقات على كل المستويات.. وأضاف: «هناك جداول أعمال هامة تضمّ إلى الجانب الاقتصادي الجانب السياسي والهدف في النهاية هو إرساء شراكة فاعلة تخدم مختلف الأطراف.. وتفتح آفاقا رحبة أمام المشاريع المشتركة بين الطرفين». وتحدث نائب رئيس الوزراء التركي في معرض مداخلته عن الأزمة الاقتصادية العالمية وعن تداعياتها على تركيا وعلى دول العالم الأخرى مشيرا إلى أن هذه الأزمة أثرت بشكل غير مسبوق على مختلف دول العالم.. ولاحظ في هذا الاطار أن هذه الأزمة وقعت نتيجة عدم اتزان سياسة القروض والرقابة داعيا القادة السياسيين في العالم إلى العمل على زيادة الثقة في الأسواق المالية العالمية. التنمية الشاملة كما شدّد نائب رئيس الوزراء التركي على أهمية الاستقرار السياسي في دعم التنمية الشاملة وفي مقدمتها التنمية الاقتصادية موضحا أن الدور التركي في المنطقة العربية والإسلامية والافريقية هدفه الأساسي المساهمة في تحقيق المزيد من الاستقرار وإقامة الشراكة الاقتصادية المتكافئة بما يحقق مصالح جميع الأطراف ويلبّي طموحات شعوب المنطقة.. من جهة أخرى أشار بابا جان إلى أن تركيا تولي أهمية كبيرة لمنتدى التعاون التركي العربي الذي تم الاعلان عن تأسيسه مع الجامعة العربية وكذلك منتدى التعاون بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي الرامي إلى تأسيس عمل مؤسسي منظّم للتعاون التركي العربي.. من جانبه دعا الدكتور محمد العادل، رئيس الجمعية التركية العربية للعلوم والثقافة والفنون التي شاركت في تنظيم هذا المنتدى الإعلامي الاقتصادي الجانب العربي إلى العمل على استثمار التوجه التركي نحو المصالحة مع العرب والمسلمين والتعاطي مع هذه المرحلة بوعي ومسؤولية للتقدم بمسيرة التعاون التركي العربي في مختلف القطاعات وتسجيل المزيد من الحضور العربي السياسي والاقتصادي والثقافي والاعلامي في الساحة التركية. من جهته أوضح تورغاي تور كار، الأمين العام لجمعية المحررين الاقتصاديين الأتراك أن هذا المنتدى الذي ينظم لأول مرة في تركيا يهدف إلى شرح المقومات الاقتصادية ومجالات الاستثمار في تركيا بما يساهم في دعم التعاون التركي العربي وتحويله من مجرّد تعاون تقليدي إلى شراكة اقتصادية استراتيجية بين الجانبين.
