يتضمن "تنازلات".. تفاصيل مقترح الإحتلال لوقف الحرب    اكتشاف أحد أقدم النجوم خارج مجرة درب التبانة    ليبيا ضمن أخطر دول العالم لسنة 2024    بمشاركة ليبية.. افتتاح مهرجان الشعر والفروسية بتطاوين    جماهير الترجي : فرحتنا لن تكتمل إلاّ بهزم الأهلي ورفع اللقب    كلوب يعلق على المشادة الكلامية مع محمد صلاح    وزارة السياحة أعطت إشارة انطلاق اعداد دراسة استراتيجية لتأهيل المحطة السياحية المندمجة بمرسى القنطاوي -بلحسين-    وزير الخارجية يواصل سلسلة لقاءاته مع مسؤولين بالكامرون    عمار يدعو في ختام اشغال اللجنة المشتركة التونسية الكاميرونية الى اهمية متابعة مخرجات هذه الدورة وتفعيل القرارات المنبثقة عنها    رئيس البرلمان يحذّر من مخاطر الاستعمال المفرط وغير السليم للذكاء الاصطناعي    سجنان: للمطالبة بتسوية وضعية النواب خارج الاتفاقية ... نقابة الأساسي تحتجّ وتهدّد بمقاطعة الامتحانات والعمل    بن عروس: حجز 214 كلغ من اللحوم الحمراء غير مطابقة لشروط النقل والحفظ والسلامة الصحية للمنتجات الغذائية    الرابطة 2: نتائج الدفعة الأولى من مباريات الجولة 20    الترجي الرياضي يفوز على الزمالك المصري. 30-25 ويتوج باللقب القاري للمرة الرابعة    بطولة مدريد للماسترز: أنس جابر تتأهل الى الدور ثمن النهائي    زيادة ب 4.5 ٪ في إيرادات الخطوط التونسية    إمضاء اتفاقية توأمة في مجال التراث بين تونس وإيطاليا    وزير الثقافة الإيطالي: "نريد بناء علاقات مثمرة مع تونس في مجال الثقافة والتراث    توزر: الندوة الفكرية آليات حماية التراث من خلال النصوص والمواثيق الدولية تخلص الى وجود فراغ تشريعي وضرورة مراجعة مجلة حماية التراث    تعاون مشترك مع بريطانيا    سوسة: القبض على 5 أشخاص يشتبه في ارتكابهم جريمة قتل    تامر حسني يعتذر من فنانة    بن عروس: حجز 214 كلغ من اللحوم الحمراء غير مطابقة لشروط النقل والحفظ والسلامة الصحية    الرابطة الثانية : نتائج الدفعة الأولى لمباريات الجولة السابعة إياب    في اليوم العالمي للفلسفة..مدينة الثقافة تحتضن ندوة بعنوان "نحو تفكرٍ فلسفي عربي جديد"    برنامج الدورة 28 لأيام الابداع الادبي بزغوان    اعتماد خطة عمل مشتركة تونسية بريطانية في مجال التعليم العالي    الإتحاد العام لطلبة تونس يدعو إلى تنظيم تظاهرات طلابية تضامنًا مع الشعب الفلسطيني    رئيس الجمهورية يستقبل وزير الثقافة الإيطالي    الإتحاد العام لطلبة تونس يدعو مناضليه إلى تنظيم تظاهرات تضامنا مع الشعب الفلسطيني    صادم/ العثور على جثة كهل متحللة باحدى الضيعات الفلاحية..وهذه التفاصيل..    عاجل/ عالم الزلازل الهولندي يحذر من نشاط زلزالي خلال يومين القادمين..    رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة ببوعرقوب يوجه نداء عاجل بسبب الحشرة القرمزية..    خط تمويل ب10 مليون دينار من البنك التونسي للتضامن لديوان الأعلاف    القطب المالي ينظر في اكبر ملف تحيل على البنوك وهذه التفاصيل ..    سيدي حسين : قدم له يد المساعدة فاستل سكينا وسلبه !!    8 شهداء وعشرات الجرحى في قصف لقوات الاحتلال على النصيرات    البطولة الوطنية: النقل التلفزي لمباريات الجولتين الخامسة و السادسة من مرحلة التتويج على قناة الكأس القطرية    مدنين: وزير الصحة يؤكد دعم الوزارة لبرامج التّكوين والعلاج والوقاية من الاعتلالات القلبية    طقس السبت: ضباب محلي ودواوير رملية بهذه المناطق    كيف نتعامل مع الضغوطات النفسية التي تظهر في فترة الامتحانات؟    ابتكرتها د. إيمان التركي المهري .. تقنية تونسية جديدة لعلاج الذقن المزدوجة    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    وزير الخارجية يعلن عن فتح خط جوي مباشر بين تونس و دوالا الكاميرونية    طقس اللّيلة: الحرارة تصل 20 درجة مع ظهور ضباب محلي بهذه المناطق    وزير الفلاحة: "القطيع متاعنا تعب" [فيديو]    بنسبة خيالية.. السودان تتصدر الدول العربية من حيث ارتفاع نسبة التصخم !    تألق تونسي جديد في مجال البحث العلمي في اختصاص أمراض وجراحة الأذن والحنجرة والرّقبة    منوبة: تفكيك شبكة دعارة والإحتفاظ ب5 فتيات    قفصة: ضبط الاستعدادات لحماية المحاصيل الزراعية من الحرائق خلال الصّيف    تونس : أنس جابر تتعرّف على منافستها في الدّور السادس عشر لبطولة مدريد للتنس    مقتل 13 شخصا وإصابة 354 آخرين في حوادث مختلفة خلال ال 24 ساعة الأخيرة    عميرة يؤكّد تواصل نقص الأدوية في الصيدليات    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    انطلاق أشغال بعثة اقتصادية تقودها كونكت في معرض "اكسبو نواكشوط للبناء والأشغال العامة"    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدور التركي في المنطقة: مناصرة للعرب... أم جسر للغرب؟
نشر في الشروق يوم 10 - 02 - 2010

لفتت تركيا مؤخرا أنظار العالم بفضل أسلوبها في إدارة الازمة مع الكيان الاسرائيلي على خلفية ما اعتبرتها أنقرة إهانة وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان للسفير التركي في إسرائيل.
وبقدر ما جاءت هذه الحادثة وملابساتها لتشكّل مجرد حلقة من الصراع التركي الاسرائيلي الذي احتدم خلال العدوان على قطاع غزة منذ أكثر من عام فإنها جعلت تركيا تقترب أكثر من العرب ومن الحسّ الشعبي في المنطقة الذي بدأ برأي كثيرين يستعيد «ذاكرته التاريخية» ممثلا في تركيا وهي ترتدي «عمامة» العدالة والتنمية رغم ما شاب هذا الدور التركي عند منتصف القرن العشرين من مشاكل بين أنقرة والعالم العربي وخاصة في ضوء سياسة الأحلاف الغربية التي قصدت بها أمريكا آنذاك احتواء المدّ السوفياتي الطامح الى الوصول عبر المضائق التركية الى المياه و«الأراضي الدافئة» في العالم العربي... لكنّ السؤال الكبير اليوم هو ما الذي يحرّك إذن هذا الدور التركي؟... وهل هو حقيقة فعل أم ردّ فعل على مجموعة من التراكمات وأفعال الآخرين؟... وهل يمكننا القول اليوم ببساطة ان تركيا قد حسمت أمرها بالاقتراب من الجانب العربي والاسلامي في إطار توجه استراتيجي تحكمه تحوّلات المعادلة الاقليمية ولغة المصالح المشتركة؟
إعداد : النوري الصل
الدكتور عبد العزيز شنيقير: السياسة الجديدة «بوابة» تركيا الى الاتحاد الأوروبي
تونس - (الشروق) - (أمين بن مسعود)
رجح الخبير التونسي في العلاقات الدولية عبد العزيز شنيقير تشكيل السياسة الخارجية التركية بوابة لولوج أنقرة الى الاتحاد الأوروبي، مؤكدا ان الدول الأوروبية والولايات المتحدة اصبحا مقتنعين بقيمة الدور السياسي الذي تلعبه تركيا في المنطقة.
وأشار الدكتور عبد العزيز شنيقير خلال استجواب مع جريدة «الشروق» الى أن تركيا ستصبح الوسيط المتميز لكافة الملفات الاقليمية الشائكة ..
ولاحظ الدكتور شنيقير ان السياسة التركية الجديدة تمحورت حول أساسين الأول لعب دور الوسيط في القضايا الاقليمية الكبرى والثاني المحافظة على المصالح الوطنية التركية، وأضاف ان التغيير يعود الى سنة 2002 مع وصول «حزب العدالة والتنمية» الى سدة الحكم وتعزز مع تعيين أحمد أوغلو وزيرا للخارجية و هو القادر على أخذ المبادرات السياسية تجاه الأصدقاء والجيران ولعب دور الوسيط بامتياز.
وتابع ان الوساطة التركية لعبت أدوارا معتبرة في العديد من الملفات الشائكة مثل استئناف المحادثات الاسرائيلية السورية : ايران والغرب، انهاء التدخل العسكري الاسرائيلي ضد «حماس» روسيا وجورجيا .. باكستان وأفعانستان ...).
الدوافع
وفي سياق حديثه عن الدوافع التي أدت الى لعب هذا الدور الهام بين الخبير الدولي ان انقرة استفادت كثيرا من غياب الأدوار الاقليمية الكبرى في المنطقة وهو الأمر الذي سمح لها بالدخول على الخط وتعويض الدور المصري السابق وأنها تسعى جاهدة الى عزل اسرائيل في المنطقة-مع المحافظة على علاقاتها الاقتصادية والعسكرية معها اضافة الى التأكيد للدول الأوروبية على قدرتها على التأثير في الشرق الأوسط وبذلك تشجيعها على قبول عضويتها بالإتحاد الأوروبي.
وفي أجابته عن سؤال «الشروق» في ما اذا كانت أنقرة تحاول ايجاد مناطق نفوذ - غير أوروبية - تعوض بها القارة الأوروبية رأى الاستاذ الجامعي ان أنقرة توازي بين اتمام محادثاتها للانضمام للتكتل الأوروبي وتوطيد علاقاتها مع جيرانها، باعتبار انها لم توقف مفاوضات الانخراط في الاتحاد الأوروبي على الرغم من التغيير الطارئ على سياساتها.
نظرة الاتحاد الاوروبي
وأفاد، بخصوص نظرة الاتحاد الأوروبي لهذا التعديل أن بالدعم الأمريكي للدور التركي الجديد فان دول الاتحاد سيقفون مع أنقرة في مقارباتها السياسية الراهنة واستطرد في هذا السياق مذكرا بتأكيد الرئيس باراك أوباما على أهمية الدخول التركي للاتحاد الأوروبي خلال قمة العشرين.
وقال : «الاتحاد الأوروبي بدأ يقبل اكثر فأكثر بالسياسة التركية فالدول الأوروبية وافقت على ان يكون الأمين العام المساعد للحلف الأطلسي تركيا عقب الموقف القوي و الصارم الذي اتخذه رجب طيب أردوغان من الرئيس شمعون بيريز خلال منتدى «دافوس». وأردف : «الأكيد أن الاتحاد الأوروبي .. والولايات المتحدة أصبحا مقتنعين بقيمة الدور التركي».
وفي ما يخص آفاق هذه السياسة التركية اكد ذات المتحدث ان تركيا ستصبح الوسيط المتميز لكافة قضايا المنطقة، كما أن من شأن اسرائيل ان تصبح اكثر انعزالا في حال اتبعت الدول العربية المنهج التركي الجديد.
واعتبر ان اسرائيل ستضطر في الأخير الى ارجاع علاقاتها المعهودة مع أنقرة طالما ان حالة الهدنة مع دمشق وغزة ولبنان لن تدوم، مؤكدا في ذات الاطار أن أنقرة ستكون ذات تأثير كبير في القضية الأفغانية والباكستانية.
ورجح في منتهى حديثه ان يشكل هذا المنهج التركي في التعاطي مع الأحداث بوابة لولوج الاتحاد الأوروبي.
كتاب أمريكي: تركيا قادرة على لعب دور البديل لواشنطن وطهران
تونس (الشروق) :
سلّط كتاب أمريكي صدر مؤخرا الضوء على طبيعة الدور التركي في الشرق الاوسط معتبرا أن أنقرة تسعى الى تحقيق مصالحها في المنطقة عن طريق ما أطلق عليه «التأثير» وليس التفاعل مع التطورات والأحداث الاقليمية.
ويقول الكتاب الذي يحمل عنوان «ديناميكيات التطور التركي... خيارات استراتيجية للعلاقات الامريكية التركية إنه بالرغم من سعي تركيا الى «مستقبل أوروبي» الا أنه لا تزال تربطها بمنطقة الشرق الاوسط عديد الروابط والمصالح، مشيرا الى أن الحاجة الماسة الى هذا الدور ظهرت بعد الاضطرابات التي شهدتها المنطقة لاسيما اثر الغزو الامريكي للعراق.
وعدّد الكتاب مجموعة من العوامل في هذا الصدد قال انها تسهم بشكل كبير في تزايد ذلك الدور لعل أبرزها قابلية الدول التي تنتمي الى منطقة الشرق الاوسط لتقبل الاقتراحات التركية واتجاهها نحو زيادة مستوى التعاون معها في شتى المجالات لاسيما الاقتصادية منها فضلا عن تميز تركيا بأنها قوة جديدة جاذبة تستطيع ان تقدم بديلا في المنطقة عن كل من طهران وحتى واشنطن.
ولهذا نصح الكتاب الولايات المتحدة بضرورة مراجعة سياساتها ازاء منطقة الشرق الاوسط وذلك بإفساح المجال للديبلوماسية التركية في المنطقة مما يسهم في توفير حالة من الاستقرار في العراق وتقنين السعي الايراني الى امتلاك تكنولوجيا نووية وبذل مزيد من الجهد لتسوية الصراع العربي الاسرائيلي.
وعلى صعيد العلاقات التركية الايرانية يؤكد الكتاب أنه على الرغم من العقود الطويلة من العداء الايديولوجي بين الامبراطوريتين السابقتين الا انه في السنوات القليلة الماضية انخرطت كل من أنقرة وطهران في علاقات اقتصادية وسياسية قوية. أما على المسار التركي السوري، يؤكد الكتاب ان النهج التقاربي بين تركيا وسوريا أضحى أحد المكوّنات الرئيسية للاستراتيجية التركية في الشرق الاوسط.
محلّل سياسي تركي ل «الشروق»: هذه أسباب الأزمة التركية الاسرائيلية... والمطلوب قوة اقليمية
تونس (الشروق) :
أكد السيد أحمد فارول، المحلل السياسي التركي ومدير مركز الدراسات الدولية للاتحاد الأوروبي في حديث ل«الشروق» ان بلاده تريد ان تكون جسرا بين أوروبا والعالم الاسلامي، مشيرا الى أن مصلحة المنطقة اليوم في قيام قوة اقليمية.
السيد فارول أوضح ان التصعيد في الموقف التركي تجاه اسرائيل في الآونة الاخيرة يعود الى اهتمام أنقرة بالقضية الفلسطينية وسعيها الى استعادة الحقوق الفلسطينية.
وفي ما يلي هذا الحديث:
كيف تفسّرون الأزمة السياسية التي اندلعت مؤخرا بين أنقرة وتل أبيب... وماذا عن خلفياتها وأبعادها برأيكم؟
بداية أريد أن أذكّر بأن العلاقة بين تركيا واسرائيل بُنيت على أساس مصالح الكيان الصهيوني... فإسرائيل كانت تحصل على ما تريد بمنهج الضغط وقد جرّبت هذا النهج تجاه تركيا خلال استقبالها للسفير التركي في أنقرة... وكانت تريد بهذا النهج تركيع وإهانة الشعب التركي ولكنها لن تستطيع لأن الشعب التركي والحكومة التركية توافقا على الاهتمام بالقضية الفلسطينية... الشعب التركي يعتقد ان القضية الفلسطينية قضيته.
هل نفهم من كلامكم أن هذا الموقف التركي مردّه «التعاطف» مع الشعب الفلسطيني ولا تقف وراءه أسباب استراتيجية تتعلق بمصالح تركيا في المنطقة كما يقول البعض؟
تركيا في مرحلة جديدة... وهي تريد في هذه المرحلة تطوير علاقاتها مع الدول العربية... هناك اليوم سياسة تركية تسمى سياسة «اللاأزمة» مع الجيران... بما في ذلك الدول الاسلامية والدول الأوروبية، تركيا هدفها اليوم أن تكون جسرا بين أوروبا والعالم الاسلامي... فالحكومة التركية لها شعبية قوية اليوم في العالم العربي والاسلامي بسبب موقفها المناصر للقضية الفلسطينية. وفي نفس الوقت تحتاج أوروبا الى موقف تركيا في تعاطيها مع العالم الاسلامي.
لكن في المقابل هناك بعض الأوساط الغربية تبدي انزعاجها من تحالف تركيا مع سوريا وايران على وجه التحديد.. فكيف تنظرون الى مثل هذا ؟
هذا ليس صحيحا بالمرة .. فالتحالف مع سوريا لا يزعج أوروبا لأن هذا التحالف اقتصادي ومدني وليس عسكريا أما التحالف مع ايران هو أيضا غير عسكري.. فمعروف ان تركيا ترفض التسلح النووي في المنطقة.. وقد كان هناك بيان من رئيس الوزراء السيد رجب طيب أردوغان يرفض فيه التسلح بالمنطقة.. وهذا يعني أن تركيا لا توافق على التسلح النووي في إيران ولكنها لا توافق أيضا على التسلح النووي في اسرائيل.
ولذلك لا نرى ان هناك ما يزعج أوروبا في طبيعة العلاقة التركية. العربية الاسلامية.
في ما يتعلق بالملف الفلسطيني .. الى اي مدى يمكن ان تذهب أنقرة بعيدا في مناصرتها للقضية الفلسطينية؟
أهداف تركيا هي بالأساس اعادة الحقوق الى أصحابها.. هناك في فلسطين شعب اغتصبت أرضه... هناك ملايين المهجرين.. وتركيا تريد اليوم من المجتمع الدولي ان يساعد هؤلاء اللاجئين على العودة الى وطنهم .. هذا حق انساني.. وموقف الحكومة التركية توافق مع الموقف الشعبي على هذا الأساس.. طبعا مثل هذا الموقف يزعج الكيان الصهيوني ولكن ليس مهما لأن هناك حقوقا دولية ضروري أن تعود الى أصحابها في فلسطين.. ولا يعقل ان يظل الشعب الفلسطيني على هذه الحالة المأساوية والعالم كلّه يتفرّج.. ولذلك تحرّكت تركيا في هذا الموضوع لأنها تدرك أن واجباتها الأخلاقية والإنسانية تحتّم عليها أن تناصر هذا الشعب الذي يذبح والذي تدوس إسرائيل على حقوقه يوميا..
ما هو موقفكم من الدعوة التي وجهها منذ أيام قليلة رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية الى قيام حلف مصري سعودي إيراني.. وما هي برأيكم أبعادها الاستراتيجية؟
هذه دعوة صحيحة.. نحن معها.. وأعتقد أنه بات ضروريا الأخذ بها من أجل أن يكون هناك حلف بين مصر والسعودية وإيران لتطوير العلاقات في المنطقة ومن أجل إيجاد قوة إقليمية لها وزنها في العالم.. ورأيي أنه إذا ما أنشئت هذه القوة فإن الكيان الصهيوني لن يجرؤ حتى على التهديد بحرب جديدة على غزة وسيكون الشعب الفلسطيني أكثر أمانا..وستكون كل دول المنطقة أكثر أمنا واستقرارا.. وكذلك أكثر قوة وتكاملا عسكريا وسياسيا واقتصاديا.. وستكون الشعوب المسلمة المستفيد الأول من هذه القوة.. ومن هذا المنطلق أيضا بادرت أنقرة في الفترة الأخيرة الى توقيع اتفاقيات مع العراق وسوريا وإيران.. وهي اتفاقات وإن اقتصرت كلها على المجال الاقتصادي فإنها تشكل خطوة مهمة على درب توحيد القوى الاقليمية من أجل تطوير العلاقات بين هذه الدول.
مجلة أمريكية: قصة الحب بين تركيا واسرائيل على وشك الزوال
تونس (الشروق)
ذكرت مجلة «تايم» الأمريكية على موقعها الالكتروني ان العلاقات بين تركيا واسرائيل تسير من سيئ الى أسوأ منذ التوتر الذي أصابها قبل عام مضى مع الانتقاد اللاذع والعنيف الذي وجهته تركيا لاسرائيل بسبب العدوان على غزة. وقالت المجلة انه «لا يكاد يمر شهر الا ويفتح فصل جديد فى العلاقات الدبلوماسية المريرة» بين اسرائيل وتركيا.
ونقلت المجلة عن المحلل السياسي التركي جينغيز قندار قوله في معرض تعليقه على العلاقات بين الجانبين «بدأ الأمر كحادث أو حادثين أو ثلاثة حوادث ليستبين فجأة وكأنه ليست هناك حوادث، فالعيب هو الطريق نفسه، فقصة الحب بين اسرائيل وتركيا فى طريقها الى الزوال».
وتشير المجلة الى أن المزيد من النزاع بين الجانبين يبدو حتميا، فالطموح الجديد الذي يتملك تركيا لأن تصبح قوة اقليمية كبرى قاد الى مساع حثيثة لصياغة علاقات قوية مع الدول العربية ودول آسيا الوسطى، ولم تتردد تركيا في انتقاد التصرفات الاسرائيلية ضد الفلسطينيين وأن تدافع عن برنامج ايران النووي السلمي وأن تعزز علاقاتها الاقتصادية مع ايران في وقت تسعى فيه واشنطن الى عزلها ، كما تتجه لاصلاح العلاقات مع سوريا.
وترى المجلة أن تركيا تتحرك في فلكها الاسلامي، ويبدو أن الحكومة الائتلافية الاسرائيلية برئاسة بنيامين نتانياهو تتوق لخوض غمار معركة. وخلال الأشهر الستة الماضية، ألغت تركيا تأشيرات الدخول مع لبنان وسوريا والأردن ووقعت عددا من الاتفاقيات مع كل بلد بهدف تعزيز التجارة والتبادل الثقافي .
ومنذ المشادّة التي شهدها منتدى «دافوس» في سويسرا العام الماضى بين رئيس الوزارء التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز بات أرودغان بطلا في الشارع العربي ولم يلحق النزاع الدبلوماسي الأخير أي ضرر بشعبيته.
وأشارت تايم الى أن الامر يبدو وكأن أردوغان يتصرف باستقلالية عن شركائه في الناتو الا أن صولاته وجولاته ضد اسرائيل لم تثر سوى القليل من التعليقات من جانب الولايات المتحدة وأوروبا .
ويقول دبلوماسي أوروبي رفض كشف هويته تعليقا على ما يقوم به أردوغان ان هذا يعطي إحساسا بأن أردوغان يقول أشياء ربما يحتاج أحد ما أن يقولها لاسرائيل، وكما حدث الشهر الماضي عندما انتهى أردوغان من اجتماع هام مع الرئيس الامريكي باراك أوباما ليتوجه الى أحد فنادق نيويورك ويلقي خطابا لاذعا ينتقد فيه التصرفات اللاإنسانية الاسرائيلية في غزة.
ويقول قندار ان التوقيت لا يوحي بأن هناك أحدا لا يدري ما يفعله أردوغان في اطاره الدولي ، مشيرا الى أن الغرب مرتاح لوجود شخص ما ينتقد اسرائيل فقد أوكلوا المهمة لأردوغان ولذا يتولد لديه المزيد من الثقة بإدراكه أن تركيا لن تواجه باتهامات من شركائها بالغرب.
د. محمد العادل يكتب ل «الشروق»: حين تتحصّن إيران بتركيا لمواجهة أمريكا
تونس (الشروق)
زيارة وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي الى أنقرة مطلع فيفري الجاري كان ظاهرها المشاركة في أعمال اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، غير أن باطنها كان أكثر من ذلك بالنظر الى الملفّات الهامّة التي تناولها الوزير الايراني مع المسؤولين الأتراك
جاءت زيارة وزير الخارجية الايراني الى تركيا في ظروف تصاعدت فيه تصريحات الادارة الأمريكية وحلفائها الأوروبيين خاصة (بريطانيا، ألمانيا وفرنسا) بضرورة فرض سلسلة من العقوبات الجديدة على طهران، بل أن الولايات المتحدة الأمريكية (وهو أسلوب تعتمده دائما) بدأت تسرّب بشكل غير رسمي عبر أبواقها الاعلامية امكانية اللجوء للخيار العسكري ضدّ ايران.
واذا أضفنا الى ذلك عزم واشنطن نشر صواريخ في الخليج العربي تحسّبا لما تراه الادارة الأمريكية تهديدا للصواريخ الايرانية، وكذلك المناورات العسكرية التي قامت بها اسرائيل مؤخرا لاختبار قدراتها القتالية، فان ذلك يعدّ مؤشّرا بارزا على تنسيق أمريكي أوروبي واسرائيلي لتصعيد الضغط على ايران بكلّ الوسائل المتاحة، والسعي لعزل ايران في المنطقة من خلال العمل على وقف كلّ أشكال التعاون بين ايران والدول المجاورة لها وتأتي على رأس هذه الدول تركيا
من هنا تكتسي زيارة وزير الخارجية الايراني الى تركيا أهمّية خاصة، حيث أن طهران لا ترغب بأي حال من الأحوال خسارة جارة كبيرة وقوية مثل تركيا تشكّل لها بوابة رئيسية نحو الغرب ومنفذا لمعظم منتجاتها، بالاضافة الى ضخامة الشراكة الاقتصادية والتجارية بين البلدين التي تناهز 8 مليارات دولار عقب الغاء التأشيرة بين البلدين وما تلاه من عودة فاعلة لنشاط التجارة الحدودية بين الجارتين التي يقدّر حجمها قرابة 3 مليارات دولار .
ويتجه التعاون الاقتصادي بين تركيا وايران الى تحقيق شراكة استراتيجية بعد تلميح طهران الى استعدادها للبدء في تنفيذ الاتفاق المبدئي الموقع بين البلدين عام 2008 والذي يقضي بالسماح لايران بتصدير الغاز الطبيعي الى أوروبا عبر الأراضي التركية ، ويتيح أيضا لتركيا الاستثمار المباشر داخل ايران بحجم استثماري قدره 3,5 مليارات دولار لانتاج الغاز الطبيعي من حقل بارس الجنوبي الايراني الواقع في منطقة الخليج بما يوفّر لتركيا قدرا كبيرا من حاجتها للغاز الطبيعي
لا شكّ أن مرتكزات العلاقة بين تركيا وايران ليست الجانب الاقتصادي والتجاري فقط بل انّ متطلّبات الأمن القومي لكلا الدولتين يحتلّ رأس الأولويات في هذه الشراكة، فالملف العراقي ومشروع الدولة الكردية في شمال العراق، وتأمين الحدود المشتركة بين البلدين بالاضافة الى التناغم في المواقف تجاه الشأن الفلسطيني وقضايا المنطقة عموما تشكّل مشتركات أساسية بين أنقرة وطهران
واذا أضفنا الموقف التركي الرسمي المساند لحقّ ايران وكل دول المنطقة في امتلاك الطاقة النووية السلمية، فان ايران تخشى من أن يتغيّر الموقف التركي تجاهها بسبب الضغوط الأمريكية المتزايدة على أنقرة ، وترى طهران في موقف أنقرة الحالي نقطة قوة تعمل على استثمارها في اتجاهات متعدّدة :
الاتجاه الأول هو الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من الدول الأوروبية، لذلك ألمح وزير الخارجية الايراني الى امكانية قبول ايران بوساطة تركية في هذا الشأن في حال تعثّر الحوار بين طهران والأطراف الأمريكية والأوروبية
والاتجاه الثاني هو الدول العربية والاسلامية لا سيّما دول الخليج العربية، حيث تعتقد طهران أن أنقرة تبدو قادرة على اقناع دول عربية واسلامية بسلمية المشروع النووي الايراني ودعوتها الى عدم الانخراط في المساعي الأمريكية لفرض عقوبات جديدة على ايران وعزلها في المنطقة وقطع تعاونها مع مختلف الدول المجاورة.
أمّا الاتجاه الثالث فهو البعد الاستراتيجي الذي تكتسيه العلاقات الثنائية بين تركيا وايران، وتتعاطى معه أنقرة بوعي كامل، حيث يؤكّد المسؤولون الأتراك دوما على أن الخيار العسكري ضدّ ايران لا يمكن أن يكون مقبولا من الجانب التركي، ويحذّرون من انعكاساته الخطيرة على دول المنطقة أمنيا وسياسيا واقتصاديا، بل وتعتقد أنقرة أن الخيار العسكري ضدّ جارتها ايران سيجرّ المنطقة الى حرب طويلة تختلط فيها الحسابات الاقليمية والدولية ممّا سيفرض واقعا أكثر تعقيدا وقد يرسم خارطة جديدة للمنطقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.