حذرت تقارير إعلامية بريطانية أمس من اشتعال أزمة دستورية في العراق ومن إثارة موجة جديدة من العنف الطائفي على خلفية التقارب في النتائج الانتخابية بين إياد علاوي ونوري المالكي الذي استعادت قائمته الليلة قبل الماضية التقدم على ائتلاف «العراقية» وسط تأكيدات بوجود عمليات تزوير مفضوحة في الانتخابات. واعتبرت صحيفة «الأندبندنت» البريطانية أمس أن تشكيل حكومة ائتلافية جديدة في العراق سيكون أمرا صعبا في ضوء التناحر الموجود والاختلاف القائم بين الجماعات السياسية. التوافق المستحيل وأشارت الى أنه من المستحيل تشكيل أية قائمة انتخابية حكومية لوحدها، الامر الذي سيجبر الاطراف العراقية على التعامل مع بعض... وهو ما يعتبر صعبا للغاية نظرا لحجم الاختراق السياسي الاجنبي لكل قائمة. وأوضحت أن المالكي لن يكون رئيسا للوزراء عازية رأيها الى التيار الصدري الذي حصد 40 مقعدا والمصر على عدم تولي المالكي رئاسة الحكومة القادمة. ورأت أن الاكراد سيلعبون دورا محوريا في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة. بدورها، ذكرت صحيفة «ديْلي تليغراف» أن قائمتي العلاوي والمالكي تقتربان من «الجمود الدستوري». ورجحت اندلاع موجة جديدة من العنف الطائفي في أنحاء البلاد، خاصة وأن الاحتقان والاستقطاب السياسي والايديولوجي سيشلاّن العراق بالكامل. واعتبرت أن أبواب جهنم ستفتح على البلاد، نظرا الى أن التوافق السياسي القادر على تكوين حكومة جديدة غير مرتقب وغير جليّ. استعادة تقدم في ذات الاثناء أعلنت المفوضية المستقلة للانتخابات الليلة قبل الماضية نجاح ائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي في استعادة التقدم مرة أخرى على ائتلاف «العراقية» بزعامة علاوي بعد فرز 83٪ من الاصوات. وكانت آخر نتائج كشفت عنها المفوضية عقب فرز 80٪ من الاوراق أظهرت تقدم علاوي بفارق ضئيل على المالكي. وبحسب النتائج فإن قائمة رئيس الوزراء متقدمة بحوالي 40 ألف صوت على قائمة علاوي، وبذلك فإنها تحرز تقدما في 7 محافظات من أصل 18 بينما يشهد تكتل علاوي نجاحا في 5 محافظات. في الاطار نفسه، أكدت قائمة «العراقية» وجود عمليات تزوير مفضوحة في عمليات الفرز وعدّ أصوات الناخبين. وقالت المتحدثة باسم القائمة ميسون الدملوجي إن أشخاصا تلاعبوا بالارقام وغيّروها بإضافة الاصفار الى أعداد بعض القائمات المعنية. وأضافت ان عددا من صناديق الاقتراع اختفت بالكامل وأخرى وقع شطبها. وتتزامن هذه الاتهامات مع مثيلاتها التي أطلقتها قائمة «ائتلاف دولة القانون» التي يتزعمها نوري المالكي. ميدانيا، لقي 6 أشخاص من بينهم جنديان مصرعهم في تفجير قنبلتين قرب دورية للجيش العراقي شمال العاصمة بغداد. كما أعلنت الشرطة العراقية مقتل شخصين وإصابة اثنين آخرين واعتقال 3 مسلحين في سلسلة أعمال عنف متفرقة بضواحي مدينة الموصل.