نظم التجمع الدستوري الديمقراطي بالتعاون مع وزارة التربية والمنظمة الوطنية للشبيبة المدرسية الدورة الثانية للملتقى الاقليمي لمنتديات الباكالوريا بالجهات الداخلية بمشاركة 11 ولاية وهي ولايات باجة وجندوبة والكاف وسليانة والقصرين والقيروان وسيدي بوزيد وقفصة وتوزر وقبلي وتطاوين. وقد أشرف على افتتاح اشغال الملتقى الذي احتضنه أحد النزل السياحية بسوسة صبيحة أمس السيد حاتم بن سالم وزير التربية بحضور السيد المنصف عبد الهادي الأمين العام المساعد للتجمع المكلف بالشباب والتربية والثقافة والإطارات المركزية والجهوية بالتجمع. وأبرز الوزير في مستهل كلمته ان تنظيم مثل هذه المنتديات يؤكد ان التجمع باعتباره حزب الريادة هو حزب عمل ونشاط وانتاج وحيّا المربّين الذين يوليهم سيادة الرئيس زين العابدين بن علي منزلة خاصة. وأضاف بأن قيادة العهد الجديد من منطلق ايمانها بأنه لا مستقبل لبلد بلا شباب واع وحازم في دراسته متطلع للمستقبل بكل ثبات وتفاؤل مؤمن بالتحولات العالمية وما ينتظره من رهانات وبدون منظومة تربوية جيدة اذ لا توجد في أي بلد من بلدان العالم حتى المتقدمة منها منظومة تربوية مثالية. وأكد وزير التربية ان بلادنا حققت في قطاع التربية والعلم مكاسب لا تحصى ولا تعد مما جعلها تتبوأ المرتبة الاولى في العالم بمعية الدنمارك على مستوى تخصيص نسبة 7.5٪ من المنتوج الوطني الخام وهي التي راهنت منذ الاستقلال على التعليم الذي شهد منذ فجر التغيير المبارك بقيادة سيادة الرئيس زين العابدين بن علي نقلة نوعية. فتحققت للبلاد مكاسب تعليمية وتكوينية وتربوية وثقافية جعلتنا مؤهلين لمجابهة تحديات العولمة. الجودة والتشغيلية السيد وزير التربية اشار في مداخلته الى أن سيادة الرئيس الذي يولي أهمية بالغة لقطاع التربية والعلم جعل من السنة المنقضية سنة تقييم المنظومة التربوية. وقد لاحت خلال العملية التقييمية بعض النقائص التي لابدّ من معالجتها. وأضاف قائلا: لقد نجحنا في عملية الكم والآن لابدّ من النجاح في عملية الكيف والجودة وخاصة التشغيلية التي تعتبر مسألة هامة في منظومتنا التربوية إذ الى جانب اكتساب الأساسيات المعرفية لابدّ من توفّر القابلية لاختيار المسار الجامعي الذي يتماشى والامكانيات الحقيقية للشاب. وأكد اننا مطالبون بتحقيق ما جاء به البرنامج المستقبلي للرئيس بن علي على مستوى بلوغ نسبة 30٪ للتعليم التكنولوجي مع نهاية 2014 نظرا لأهمية التكنولوجيات الحديثة. استراتيجية وتعاون دولي وتحدّث وزير التربية عن جانب اللغات فأكد ان اللغات التي كانت تعد في السابق مكسبا هاما باتت اليوم نقطة ضعف نسعى الي معالجتها ضمن استراتيجية كاملة تعتمد على توظيف مخابر الاعلامية للنهوض باللغات وبعث أقسام بمعاهد لها تعاون دولي مع فرنسا وأنقلترا تساعد تلاميذنا على التخاطب مباشرة مع زملائهم هناك. التكنولوجيات الحديثة وزير التربية اعترف بأن هناك من التلاميذ من يفوقون معلميهم وأساتذتهم في مجال التكنولوجيات الحديثة وهو ما دفع الوزارة الى إبرام اتفاقيات مع مؤسسات عالمية كبرى لتكوين اكثر من 600 مكوّن لتكوين الأساتذة والمعلمين بهدف تمكينهم من الحصول على اشهاد دولي. وقد شهدت العطلة الحالية انطلاق العملية التكوينية التطوعية التي شهدت إقبال ما يزيد عن 30 ألف مرب، وهو رقم خلق للوزارة إشكال الاستيعاب. وأضاف بأن عهد السبورة والطباشير ولّى وانتهى وأن السبورة التفاعلية حلّت محله وأنه وقع الشروع منذ السنة الفارطة في الاعتماد على هذه الطريقة الجديدة بالمعاهد النموذجية في تدريس مواد الفيزياء والكيمياء وعلوم الارض بمحتوى رقمي تونسي وسنعمم التجربة على كل أقسام السنة الأولى ثانوي بكافة معاهد الجمهورية انطلاقا من السنة الدراسية القادمة وقال لن نرضى في العهد الجديد ان نبقى عن بعد من الثورة الرقمية. ثقافة اللاعنف السيد الوزير تحدث عن موضوع ثقافة اللاعنف المدرسي فأكد حرص الوزارة على حماية المؤسسة التربوية من كل ما يسيء إليها ورفض كل الأعمال المنافية للأخلاقيات والسلوكيات. وشدّد على ضرورة وجود حد أدنى من الاحترام وأكد على رفض الوزارة ووقوفها في وجه كل من يريد المتاجرة بقيمنا النبيلة باعتبارها حلقة استراتيجية محورية في المنظومة التربوية تمر الى التلميذ عبر المعلّم والأستاذ الذي يبلّغ هذه الرسالة بأفضل الطرق. المهمة لدى الوزير وزير التربية خاطب المشاركين من التلاميذ في أشغال هذه الندوة وطلب منهم الاطمئنان فقد انتهى الحديث عن عقليات «مواضيع حجر والفخاخ» وقال ان الوزير هو الذي يختار بنفسه المواضيع بما يتماشى وقيمة الشهائد الوطنية ومستوى التلاميذ. وأضاف بأن التلميذ لابدّ ان يدخل قاعة الامتحان متهيئا نفسانيا بعيدا عن الرهبة والشكوك لأن التجارب عوّدتنا ان عديد التلاميذ تألقوا خلال السنة الدراسية ولكنهم فشلوا لأسباب نفسانية في الامتحان. ورشات المشاركون في أشغال الملتقى الإقليمي انقسموا الى مجموعات ضمن ورشات حول منهجية الاعداد لامتحانات الباكالوريا حسب المواد بتأطير من نخبة من أساتذة الباكالوريا من مختلف الجهات قبل ان يحضروا في الحصة المسائية أشغال الندوة الفكرية التي تركّزت مواضيعها حول الشباب وسلوكيات المواطنة والمشاركة في الشأن الوطني ومفهوم الوطنية في فكر الرئيس بن علي والشباب ورهانات المستقبل.