تبقى مشاركة تونس في القمة العربية مؤثرة دوما ويظل الرئيس بن علي صوت الحكمة والعقلانية وهو ما يتجلى بوضوح في مقارباته وطروحاته المستندة الى فكر استشرافي يتميز باستقراء الأوضاع الداخلية وتفاعلها مع التحولات الدولية والاقليمية. ويحرص الرئيس بن علي دوما على تنقية الأجواء العربية وتغليب المصالحة ونبذ الخلافات بين الأشقاء والانتصار الى التشاور والوفاق كأسس مطلوبة لإرساء مواقف عربية مشتركة ومستقلة يقبل بها المجتمع الدولي وتقترب من انتظارات الشارع العربي. والقمة العربية كلقاء سنوي رفيع المستوى بين القادة العرب لا يمكن أن تكون فقط فضاء لتدارس المستجدات السياسية والبحث لها عن حلول، بل يجب ان تكون أيضا لقاء لترسيخ تنمية عربية شاملة ومشتركة قد تكون أفضل ضمان لأمن ورفاه الشعوب العربية ولاستقلال القرار العربي. واذا سلمنا بأولوية الملفات السياسية المطروحة اليوم على قمة سرت فإن هناك قضايا لا تقبل التعويم أو التأجيل ولا تتطلب في المقابل اجماعا عربيا ويكفي الحسم فيها بمن حضر من القادة العرب وفي طليعتها وقف الاستيطان بالقدس، اليوم وغدا وانهاء التهديدات الموجهة ضد الأقصى. ويمكن للقادة الاستقواء بحضور الأمين العام للأمم المتحدة وبرئيسي حكومتي ايطاليا وتركيا المؤيدين لوقف الاستيطان لبلورة موقف عربي واضح في هذا الاتجاه يلقى قبولا دوليا. ويأمل الفلسطينيون والعرب بصفة عامة ان يتوقف القادة العرب في ختام لقائهم الى اتخاذ قرار شجاع في هذا الشأن يمكن أن يجمع كل الفلسطينيين الذين يتواصل انقسامهم منذ مدة طويلة ويكون بمثابة هدية ليلة الاحتفال بيوم الأرض.