من مبعوثتنا الخاصة: فاطمة بن عبد اللّه الكرّاي تواصلت اجتماعات القمة العربية في جلسة مغلقة ومطولة مساء امس ومن المنتظر أن يصدر عن القمة العربية في ختام أعمالها بمدينة سرت الليبية بيانا ختاميا يتضمن مشروع قرار يؤكد على دعم القدس في مواجهة الهجمة الاستيطانية الاسرائيلية وعلى أن السلام خيار استراتيجي. كما أكد على سيادة الامارات في ما يتعلق بقضية اغتيال القيادي في «حماس» محمود المبحوح. وقد علمت “الشروق” أن البيان يتضمن ادانة اغتيال محمود المبحوح في دولة الامارات واعتبار هذه الجريمة تمثل انتهاكا لسيادة وأمن الامارات. وفي ما يتعلق بمبادرة السلام العربية فمن المنتظر أن يؤكد القادة على ان السلام العادل والشامل هو الخيار الاستراتيجي، وان عملية السلام عملية شاملة لا يمكن تجزئتها، وان السلام لن يتحقق الا من خلال الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، والتأكيد على ان دولة فلسطين شريك كامل في عملية السلام، وضرورة استمرار دعم منظمة التحرير الفلسطينية، مع رفض المواقف الاسرائيلية بمطالبة الفلسطينيين بالاعتراف بيهودية الدولة، والاعراب عن القلق من التراجع في الموقف الامريكي بشأن سياسة الاستيطان بالاراضي الفلسطينيةالمحتلة، ودعوة الرئيس الامريكي باراك أوباما للتمسك بموقفة بشأن الوقف الكامل لسياسة الاستيطان والتشديد على عروبة القدس ورفض كافة الإجراءات الاسرائيلية التي تستهدف تهويد المدينة المقدسة، ومطالبة المجتمع الدولي برفع الحصار عن قطاع غزة، وفتح معابر القطاع. ويتضمن البيان ايضا خطة تحرك عربية لانقاذ القدس بدعوة المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن والاتحاد الاوروبي واليونسكو لتحمل المسؤولية في الحفاظ على المسجد الاقصى، واستمرار تكليف المجموعة العربية في نيويورك بطلب عقد جلسة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة لإدانة الاجراءات الاسرائيلية بالقدس، وتشكيل لجنة قانونية في اطار جامعة الدول العربية لمتابعة توثيق عمليات التهويد، ومصادرة الممتلكات العربية بالاضافة الى رفع قضايا أمام المحاكم الوطنية والدولية ذات الاختصاص لمقاضاة اسرائيل قانونيا، ودعوة وسائل الاعلام العربية وتخصيص أسبوع لشرح خطة التحرك العربي لإنقاذ القدس. وعلمت «الشروق» أن هناك توجه لدى القادة العرب في هذه القمة لبلورة خطة تحرك ذات بعد إسلامي أيضا. وهو اقتراح تقدمت به المغرب في اجتماعات مساء أمس. وفي ما يتعلق بالجولان المحتل فإن البيان الختامي يتضمن التأكيد على دعم الدول العربية ومساندتها الحازمة لسوريا في مطلبها باستعادة كامل الجولان المحتل، والعودة إلى خط الرابع من جوان 1967 استنادا إلى أسس عملية السلام وقررات الشرعية الدولية. كما يتضمن التأكيد أيضا على التضامن الكامل مع سوريا ولبنان في مواجهة الاعتداءات والتهديدات الاسرئيلية، واعتبار أي تعد على احدهما اعتداء على الامة العربية كلها، بالاضافة الى توفير الدعم السياسي والاقتصادي للبنان بما يحفظ الوحدة الوطنية اللبنانية وبما يحفظ أمن واستقرار لبنان، وإدانه كافة الخروقات الإسرائيلية والانتهاكات الجوية الاسرائيلية للسيادة اللبنانية، مع التأكيد على التمسك باسترجاع مزارع شبعا وتلال كفر شوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر وتسليم كامل المعلومات الصحيحة والخرائط المتعلقة بمواقع الذخائر غير المتفجرة كافة بما فيها القنابل العنقودية التي القتها بشكل عشوائي على المناطق المأهولة في عدوانها على لبنان عام 2006. وحول الوضع بالعراق سيؤكد البيان على ان التصور العربي للحل السياسي والامني لما يواجهه العراق يستند الى احترام وحدة وسيادته واستقلاله وهويته العربية والاسلامية، ورفض اي دعاوى لتقسيمه والتأكيد على عدم التدخل في شؤونه الداخلية مع التأكيد على اهمية قيام دول الجوار بدور فاعل لتعزيز الامن والاستقرار والتصدي للارهاب واحترام ارادة الشعب في تقرير مستقبله السياسي. كما يؤكد البيان على السيادة الاماراتية المطلقة على الجزر الثلاثة طنب الكبرى والصغرى وابو موسى، واستنكار استمرار ايران في احتلالها وانتهاك سيادة دولة الامارات بما يؤدي الى تهديد الامن والسلم بالمنطقة، مع ادانة المناورات العسكرية الايرانية التي تشمل الجزر الثلاث ومطالبة ايران بترجمة ما تعلنه عن رغبتها في تحسين العلاقات مع الدول العربية الى خطوات عملية ملموسة بالاستجابة الى حل النزاع حول الجزر بالطرق السلمية ووفق الاعراف الدولية، والطلب من الزعيم الليبي معمر القذافي بالاستمرار في بذل مساعيه لدى كل من ايرانوالامارات للقبول باحالة القضية الى محكمة العدل الدولية. كما يؤكد البيان الختامي على التضامن مع السودان، والرفض التام لاي محاولات تستهدف الانتقاص من سيادته ورموزه الوطنية ودعم جهود الحكومة السودانية في تحسين الاوضاع الانسانية في دارفور ودعم مشروعات عودة النازحين الى قراهم الاصلية بالاضافة الى دعوة شريكي السلام في السودان والقوى السياسية السودانية للعمل من اجل ان تكون الوحدة السودانية خيارا جاذبا عملا باحكام اتفاق السودان الشامل. ويؤكد البيان الختامي أيضا، على حق الجماهيرية الليبية في الحصول على تعويضات فيما أصابها من أضرار مادية وبشرية بسبب العقوبات التي فرضت عليها من جراء قضية لوكربي. ومن المنتظر ان يصدر قرار بإنشاء رابطة الجوار العربي بدعوة من الجامعة العربية . من جهة أخرى كشف أبو الغيط ان قادة عربا اتصلوا به معربين عن رغبتهم في زيارة الرئيس المصري حسني مبارك في بحر الاسبوعين القادمين.