لم تمر مباراة إتحاد بن قردان بالأولمبي الباجي في إطار الدور ربع النهائي لكأس تونس التي دارت يوم السبت الفارط في الخفاء إذ تركت خلفها غبارا كثيفا خاصة بعد الإتهام الذي قيل أن المساعد فوزي الفزاني وجهه إلى حارس إتحاد بن قردان أنور فضيل بتسهيل مهمة الباجية في إدراك هدف الترشح مما كانت له تداعيات كبيرة لدى أسرة الإتحاد التي تولت رفع قضية ضدّ المساعد المذكور. ولمزيد تسليط الضوء عمّا جرى كان لنا لقاء مع الحارس المعني أنور فضيل الذي له مسيرة طويلة مع فريقه كللت بنتائج متميزة للغاية، فهل فعلا تخاذل أمام الأولمبي الباجي؟ ماذا لو تصف لنا حالة تسجيل الهدف من وجهة نظرك؟ في البداية أريد التأكيد أن مسيرتي مع إتحاد بن قردان كانت ولا تزال وستظل بيضاء ناصعة لأن أخلاقي وتربيتي وطبيعتي ترفض النزول إلى المستنقعات، أما عن حالة الهدف فتتمثل في أنه لمّا وصلتني الكرة أردت كأي حارس في مثل وضعية فريقي أن أربح بضع اللحظات خاصة أن التوقيت القانوني للوقت الأصلي شارف على النهاية غير أن مهاجم الأولمبي كان سريعا فاصطدم بي وكان من نتيجة ذلك أن فقدت الكرة التي ولجت الشباك. وكان على الحكم الإعلان عن مخالفة لصالحي غير أن الأمور إنقلبت رأسا على عقب. هل نفهم من كلامك أن أمر «إختطاف» لاعب الأولمبي العامري الكرة منك كان عاديا؟ نعم كان عاديا جدّا لكن ذلك كان مصاحبا بارتكابه مخالفة عليّ. ألم تشاهده وهو يسرع نحوك؟ لا بل كنت أشاهده، لكن لو لم يرتكب المخالفة ضدّي ما كان له أن يلمس الكرة التي كنت مسيطرا عليها. البعض إتهمك بأنك تخاذلت وسهلت مهمة مهاجم الأولمبي الباجي؟ هذا هراء لأنني مثلما سبق أن أشرت أنا إبن عائلة واحترم فريقي وأحباءه أكثر من نفسي لذلك لا يمكن لي البتة إتيان مثل هذه التصرفات غير الأخلاقية. إذا كانت هنالك مخالفة ضدّك مثلما تقول فلماذا تمت شرعنة الهدف؟ أولا الحكم الرئيسي يسر سعد الله لم ير شيئا كما أن الحكم المساعد الفزاني أقسم لنا هو أيضا أنه لم ير شيئا ولا أدل على ذلك من أنه لم يسرع إلى خط منطقة وسط الميدان بل إعتمد على الحكم الذي إعتمد بدوره على المساعد وبما أن الإثنين لم يريا شيئا فقد إعتمدا على صيحة الجمهور وأقرّا شرعية هدف أؤكد مرّة أخرى أنه غير شرعي. وماذا عن إتهام مساعد الحكم لك بالتخاذل؟ هنا أريد أن أوضح شيئا وهو أن الحكم المساعد لم يتهمني بصفة مباشرة بالتخاذل بل هو توجه إلى مسؤولي فريقي عندما ناقشوه في شرعية الهدف بالقول أن عليهم التوجه إلى حارسهم فقد يكون متخاذلا. وهل من المنطقي أن يقول المساعد ما قاله؟ إطلاقا ليس منطقيا ولا معقولا أن يقول المساعد مثل هذا الكلام الخطير وغير المسؤول، وذلك ما أثار حفيظة مسؤولي الإتحاد الذين إعتبروا كلامه مسّا من هيبة فريقنا وطعنا في أحد أبناء النادي. ولماذا أجهشت بالبكاء عند نهاية المباراة، فقد فسّر البعض ذلك بأنه شعور بالذنب من قبلك؟ لا، المسألة ليست بتلك الصورة فأنا تأثرت فعلا ولكن ليس لذلك السبب فالربح والخسارة في كرة القدم أمران واردان فضلا عن أننا نلعب ضدّ منافس محترم وكبير على أرضية ميدانه بما يعني أن الهزيمة عادية جدّا ومنطقية، لكنّ الذي أثر فيّ هو أن أحد مناصري فريقي وممّن يحضر ربّما لأول مرّة في لقاء للإتحاد توجّه نحوي بوابل من السبائب والشتائم مسّت والدتي وعائلتي وهو أمر فوق طاقة إحتمال الفرد، لأنّ شخصا ضحّى طويلا بأسرته من أجل الذود عن الفريق مع ما تعرضت إليه من إصابات مختلفة لا يجب أن يقابل بمثل هذا الجحود والنكران وقلة الإحترام. هل تعتبر أحداث المباراة قد طويت؟ نعم أنا اعتبرها الآن من الماضي وقد طويتها تماما وشخصيا مرتاح الضمير لأنني دافعت عن ألوان فريقي بكامل الجدية والمسؤولية.