تلقّت «الشروق» أمس نص عريضة من عدد من متساكني حي حدائق العوينة الشمالية يشتكون فيها إقدام أحد مشغلي الهاتف الجوال (أورونج) على تركيز هوائي التقاط للهاتف المحمول على سقف إحدى البنايات بالحي بعد الحصول على موافقة مالكها. وبرّر كاتبو العريضة شكواهم بالمخاطر الناجمة عن تركيز هذا الهوائي صحيا وبيئيا مطالبين السلطات الإدارية بالتدخّل لسحب هذا الهوائي كما تمّ في فترة سابقة سحب أجهزة مماثلة تمّ تركيبها في نفس الحي لفائدة كلّ من مؤسستي تونزيانا والتيليكوم. وتقول البيانات الّتي جاءت في العريضة والوثائق المرافقة لها والتي للشروق نسخ منها أنّ الهوائي المذكور مشع للذبذبات الكهرومغناطيسيّة والتي تؤكّد تقارير صادرة عن منظمة الصحة العالمية عن ضررها المؤكد في حال البقاء قريبا منها وعلى مسافة تقل عن 200 متر، كما تشير نفس البيانات إلى أن من بين الأضرار الّتي يُمكن أن تلحق بالمتساكنين التأثير سلبا على النموّ الطبيعي للأطفال وهذا ما يتناقض مع حرية الطفل والناشئة في بيئة سليمة ومحيط سليم ، إضافة إلى أنّ مثل هذه الهوائيات تؤثر تأثيرا سلبيا وتزيد من فرضيات الإصابة خاصة بأمراض السرطان مع مساسها بجمالية المحيط. ويستغرب الممضون على العريضة عدم توصلهم لتفهم من المصالح الإدارية المعنية والتي سبق لها أن قامت بسحب أجهزة مماثلة ، وتؤكّد مقالات صحفية أجنبية أنّ القضاء الفرنسي أصدر أحكاما بمنع المشغل «أورونج» من تركيز مثل هذه الهوائيات في مناطق سكنية بل إنّ القضاء أصدر غرامة ب2500 أورو في حق مشغل الهاتف الجوال وذلك بناء على ما رأته هيئة المحكمة من إضرار محقّق ناجم عن تأكيدات علمية وفنية وطبية إضافة إلى المخاوف البيئيّة وسلامة المحيط، كما قامت عدّة دوائر قضائية بفرنسا بإصدار قرارات واحكام مماثلة بعد التأكّد من وجود الأضرار والآثار السلبية على الصحة والبيئة والمحيط. إنّه إشكال حقيقي لا بدّ من معالجته العلاج الأمثل وإقرار ما يجب لتحويل هذا الهوائي عن مكانه الحالي وإراحة مواطني الحي المذكور من كلّ عوامل التوتّر والمخاوف وتمكينهم من فرص لحياة هادئة وهانئة.