بدأت وسائل الاعلام الصهيونية ومؤسسات يهودية عالمية بالتحريض على التدخل العسكري في السودان وتشجيع المبادرة البريطانية الخاصة بارسال قوات قوامها نحو 5 آلاف جندي إلى منطقة دارفور غربي السودان بحجة معالجة الأزمة هناك. ودعت صحيفة «معاريف» العبرية ما وصفته بالعالم الحر الى التحرك لحل الأزمة في السودان كما تحرك من قبل نحو العراق لتخليصه مما أسمته بالدكتاتورية. وامتدح الكاتب الصهيوني المتطرف في الصحيفة ذاتها يعقوب أحمئير التحرك الذي قام به الرئيس الأمريكي جورج بوش ووزير خارجيته كولن باول ووزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر ورئيس الوزراء البريطاني طوني بلير بخصوص حل أزمة دارفور. ونشرت منظمة «يادفاشيم» اليهودية بيانا في الصحف الأمريكية طالبت فيه ادارة الرئيس الأمريكي جورج بوش بمعالجة ما نعتته بالمجازر الجماعية في دارفور. وكانت عدة سيناريوهات طرحت وتمت دراستها داخل جهاز المخابرات الصهيونية قبل الحرب الأمريكية على العراق اقترحت تقسيم عدة دول عربية واسلامية الى دويلات صغيرة ومن هذه الدول العراق والسودان ومصر ولبنان وسوريا علاوة على ايران. ونشرت وسائل اعلام صهيونية منتصف العام الماضي سيناريو مخابراتي حول السودان يدعو إلى تقسيمها الى أربع دويلات. ويسعى الكيان الصهيوني بمساعدة الأمريكيين الى السيطرة على منابع النيل والثروات النفطية والحيوانية للسودان. وكانت بريطانيا قد أعلنت استعدادها لإرسال نحو 5 آلاف عسكري لحل أزمة دارفور. وتكثفت ضغوط المجتمع الدولي على السودان في المدة الأخيرة للإسراع بوقف ما يجري في دارفور. وذكرت صحيفة «تايمز» البريطانية أن فرض عقوبات من الأممالمتحدة على الخرطوم بات مسألة حتمية بعد أن انضم الاتحاد الأوروبي الى واشنطن للمطالبة بفرض هذه العقوبات ما لم تضع الحكومة السودانية حدا لما يجري في اقليم دارفور . وأكدت الصحيفة أن مسودة قرار بفرض عقوبات ضد الخرطوم توزع بالفعل في نيويورك على أعضاء مجلس الأمن الدولي في اطار استعدادات الأممالمتحدة لزيادة الضغوط على الحكومة السودانية وبما يفيد بأن اتخاذ مثل هذا القرار قد يكون وشيكا رغم تأكيدات الخرطوم أنها تفعل ما بوسعها لمنع نزيف الدم هناك. وقد أكد وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل أمس أن الخرطوم تقوم بنزع سلاح ميليشيا الجنجويد الموالية للحكومة في دارفور.