قال رڈئيس الوزراء البريطاني غوردون براون في مقدمة حملته الانتخابية ان اقتصاد بلاده يشبه نجم الكرة واين روني هداف مانشستر يونايتد و «رأس الحربة» في تشكيلة المنتخب الانقليزي... وعلى حد قول براون فإن الاقتصاد البريطاني وروني يتطلبان دعما متواصلا حتىالشفاء الكامل لأن قطع الدعم في منتصف الطريق قد يؤدي الى تدهور الوضع... الى هذا الحد تبدو الصورة الكروية مفيدة للاقتصاد وخصوصا للانتخابات ولكن هل يستقيم الوضع اذا علمنا المقارنة وانطلقنا من الكرة الانقليزية الى.. الحكومة البريطانية... الانقليز اخترعوا كرة القدم ولكن آخر فوز لهم بكأس العالم يعود الى ستينات القرن الماضي... ويبدو أنهم مصممون على المنافسة بقوة على كأس العالم في دورة هذه الصائفة ولذلك تعاقدوا مع الايطالي فابيو كابيلو الذي لم يدرب فريقا الا وفاز معه ببطولة... ويعتمد كابيلو والانقليز على هدافهم واين روني الذي أصيب في كاحله مؤخرا والذي صدم البلاد كلها حين ظهر مستندا الى عكازين كما لو أن حلم كأس العالم بات مهددا... ولهذا السبب شبه براون وضع الاقتصاد البريطاني بوضع روني ودعا لتواصل الدعم حتى الشفاء التام للاثنين.... بقي أن الانتخابات البريطانية المقرر اجراؤها الشهر القادم تزعج الاقتصاد وعالم الاعمال لأنها قد تؤدي الى حالة جمود سياسي بسبب تقارب حظوظ الفريقين أي الحزب العمالي وحزب المحافظين... حالة الجمود السياسي هذه شهدتها ايطاليا في نهاية القرن الماضي بسبب «التقارب والتناوب» بين الديمقراطية المسيحية والأحزاب اليسارية وقد تواصل هذا الجمود الى أن قام رئيس الوزراء الايطالي الحالي ببناء حزب «فورزا ايطاليا» (وسط اليمين) الذي حقق فوزا هاما وضمن استقرارا سياسيا نسبيا... ويسمى حزب برلسكوني أيضا حزب الكرة لأن الكرة والسياسة تتداخلان فيه تماما كما الحال لبرلسكوني الذي يرأس نادي ميلانو (عمليا لأنه يملكه) والحكومة في نفس الوقت. في ايطاليا نجحت تجربة المزج بين الكرة والسياسة أما في انقلترا فإن تلميحات براون عابرة ولا تشكل عنصرا اساسيا في حملته الانتخابية... ومع ذلك فإن الانقليز الذين استنجدوا بكابيلو ويشعرون بالقلق بسبب صحة روني... قد يتوجب عليهم التفكير في «توريد» برلسكوني... هذا الأخير قد يكون مسرورا... بالعرض وبالطول وبعد الحكومة قد يطالب بفريق ليفربول...