لم تتردّد جماهير الإفريقي خلال هذا الموسم من إبداء تذمرها تجاه تفريط هيئة الفريق في العديد من المواهب الكروية التي تشغل كل المراكز دون استثناء ولعل الأدهى والأمر أن جماهير الإفريقي ظلّت تشاهد بعين الحسرة اللاعبين الذين تكونوا وصقلت مواهبهم بقميص الأحمر والأبيض يتألقون مع مختلف الفرق الأخرى بل إن محمد علي الغرياني وأنيس الزيتوني ساهما في حرمان فريق باب الجديد من التتويج باللقب خلال الموسم الماضي.. هذا بالإضافة إلى التفريط في عدة مواهب وجدت أمامها أبواب الإفريقي موصدة بالرغم من أنها عرضت خدماتها بأبخس الأثمان على غرار الحارس وسيم نوارة أو كذلك المهاجم خالد العياري الذي كاد يتحول إلى الإفريقي مقابل 20 ألف دينار فحسب منذ حوالي سنتين ونصف... كل هذه الأمثلة في كفة من الميزان وعملية التفريط في اللاعب الغاني أبوكو في الكفة الأخرى هذا اللاعب الذي رفضه النادي الإفريقي فضمه النادي الصفاقسي وجنى من عملية تحوله إلى السد القطري حوالي 3 مليارات من صفقة جملية تقدر ب5 مليارات! «الشروق» رصدت هذه الظاهرة التي ميزت فريق الأحمر والأبيض فكان التحقيق التالي: قائمة طويلة... ظاهرة تفريط الإفريقي في المواهب الكروية ليست وليدة اليوم بل إنها رافقت الفريق منذ زمان فالإفريقي كاد يفرط في السابق في خدمات لاعب فذ خلال السبعينات لفائدة الترجي وهو محمد النوالي (شهر القوشي) وذلك لولا تدخل حاسم من قبل أحد المسؤولين.. ثم تواصلت هذه الظاهرة في الفترات اللاحقة وشملت تفريط الإفريقي بطريقة غريبة في لاعب بقيمة العيادي الحمروني الذي انتظر طويلا أمام مركب الحديقة «أ» قبل أن يصبح أحد أبرز نجوم كرة القدم في الترجي وفي تونس بل وحتى على الصعيد الإفريقي... وتواصلت ظاهرة التفريط في هذه المواهب لتشمل الأسماء التالية: أنيس الزيتوني وأيمن البلبولي وأسامة الماجري وأحمد العكايشي صاحب 11 هدفا في البطولة خلال هذا الموسم.. وأنيس مطار باشا مدافع الأولمبي الباجي حاليا وأيضا منعم الرماح مدافع المستقبل الرياضي بالمرسى بالإضافة إلى جمال رحومة ومحمد أمين العويشاوي ويوسف الفوزاعي ووسيم الرزقي وكذلك جميل خمير... وغيرهم... استفاقة متأخرة... استفاق فريق الإفريقي متأخرا وأراد تدارك الأمر فأعاد الظهير الأيسر مهدي مرياح إلى القلعة الحمراء والبيضاء وحاول جاهدا استعادة الحارس الدولي أيمن البلبولي لكن دون جدوى. بن عمر بألوان الترجي... أيمن بن عمر الذي يجيد اللعب على الرواقين الأيسر والأيمن تلقى تكوينا أحمر وأبيض قبل التفريط في خدماته وها أن جماهير الإفريقي تشاهده اليوم بقميص الترجي ويتألق بشكل ملفت في وقت يضطر فيه أحيانا الإفريقي إلى الزج بوسام ين يحيى أو خالد السويسي في خطة ظهير أيمن... ماذا يفيد ندم عتوقة على نوّارة؟ سبق وأن عبّر الحارس العملاق عتوقة عن ندمه تجاه التفريط في حارس بقيمة وسيم نوارة الذي أضحى أحد أفضل الحراس في البطولة التونسية بعد أن كان قاب قوسين من الانضمام إلى النادي الإفريقي لأن النظرة الفاحصة لعتوقة صاحب 117 مشاركة دولية لم يكن بإمكانها أن تخطئ الحكم على مركز شغله عتوقة أكثر من 17 عاما. محمد الهادي البياري: هكذا فرط الإفريقي في الزعيم والعياري... محمد الهادي البياري الهداف السابق للبطولة الوطنية في ثلاث مناسبات يعشق الأحمر والأبيض حد النخاع لذلك لم يتردد لحظة في التنقيب عن المواهب وإلحاقها بالإفريقي لكن هيئة النادي كان لها رأي آخر عن ذلك تحدث البياري قائلا: «في البداية لاحظت الموهبة الفذة التي يتميز بها اللاعب كمال زعيم فاصحبته إلى حديقة منير القبائلي فقوبل بالرفض بطريقة غريبة.. وحدث الأمر نفسه مع اللاعب أنيس مطار باشا وكذلك المهاجم خالد العياري الذي كان سينضم إلى النادي الإفريقي مقابل 20 ألف دينار فحسب!! لأن حديقة منير القبائلي وباستثناء الثنائي خالد السعيدي ونجيب غميض لا يوجد بها شخص واحد يفهم كرة القدم أو يجيد اختيار الشبان.. إن الأشخاص المتواجدين في النادي لا علاقة لهم بكرة القدم..فقد أقدموا على «تقزيم» النادي الإفريقي وأستغرب من عدم وجود شخص مثل منير الجائز (شهر فلكاو) في صلب النادي الإفريقي؟». الحبيب القاسمي: الهيئة مطالبة بوقفة حازمة لإيقاف هذه الظاهرة... «أظن أنه حان الوقت لتتخذ الهيئة المديرة الإجراءات اللازمة لإيقاف نزيف التفريط في أبناء الفريق ولم يقتصر على صنف الأكابر بل إنه امتد إلى التفريط في خدمات عدة لاعبين في صنف الآمال وهو ما يتطلب حلولا عاجلة حتى يحتفظ الفريق بأبنائه».