عاجل: كليات تونسية تدعو الطلبة الى احترام أوقات الدخول والخروج    قابس: تمكين 4250 طالبا وطالبة من السكن الجامعي    سليانة: قيمة اعتمادات مشاريع قطاع الصحة بلغت 13 مليون دينار    نقابة الصيدليات الخاصة تدعو الحكومة إلى تدخل عاجل لإنقاذ المنظومة    21% نمو في التأمين على الحياة... شنوة معناها ليك كمواطن؟    بلاغ مهم لمستعملي طريق المدخل الجنوبي للعاصمة – قسط 03    مجلس الأمن يصوّت اليوم على احتمال إعادة فرض العقوبات على إيران    نتنياهو يوجه رسالة للسائقين القادمين من الأردن    ترامب وشي يبحثان اليوم اتفاقا لإنقاذ "تيك توك" في الولايات المتحدة    شنية حكاية النظارات الذكية الجديدة الى تعمل بالذكاء الاصطناعي...؟    شنيا لحكاية؟..مريض في العقد الرابع ينجو بفضل أول عملية جراحية دقيقة على المخيخ بزغوان    بوعرقوب: متساكنون يستغيثون من اجتياح الحشرة القرمزية لمنازلهم    حملة تلقيح مجانية للقطط والكلاب يوم الاحد المقبل بحديقة النافورة ببلدية الزهراء    عاجل/ انطلاق 6 سفن يونانية لتنضم لأسطول الصمود العالمي لكسر الحصار على غزة..    البطولة العربية لكرة الطاولة - تونس تنهي مشاركتها بحصيلة 6 ميداليات منها ذهبيتان    كأس الكاف: الملعب التونسي والنجم الساحلي يسعيان لوضع قدم في الدور المقبل    الرابطة الثانية: الجامعة تسمح للفرق المستضيفة ببث المقابلات    وزارة الدفاع الوطني تفتح مناظرة خارجية لانتداب 7 مهندسين أولين اختصاص اعلامية    أغنية محمد الجبالي "إلا وأنا معاكو" تثير عاصفة من ردود الأفعال بين التنويه والسخرية    ما تفوتهاش: فضائل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة!    عاجل: توقف خدمات السجل الوطني للمؤسسات من الجمعة للاثنين.. شنو اللي لازم تعرفه!    عاجل : رئيسة قسم الأعصاب بمستشفى الحبيب بورقيبة تعلن عن نقلة نوعية في الصحة    النجم الساحلي يضم مدافع قوافل قفصة احمد الحرشاني    الملعب التونسي يتعاقد مع المهاجم السنغالي بوبكر جونيور كامارا    عاجل: قرار صادم من الفيفا يهدد''البافانا بافانا''.. من المستفيد؟    الكاف يوافق على تاجيل تصفيات شمال افريقيا المؤهلة الى كأس الأمم الإفريقية تحت 17 سنة    شهداء وجرحى بينهم أطفال في قصف الاحتلال عدة مناطق في قطاع غزة..# خبر_عاجل    هذه الشركة تفتح مناظرة هامة لانتداب 60 عونا..#خبر_عاجل    محرز الغنوشي يزّف بشرى للتوانسة: ''بعض الامطار المتفرقة من حين لاخر بهذه المناطق''    النفيضة: إصابات في حادث اصطدام بين عدد من السيارات    تحذير عاجل: تونس، الجزائر وربما ليبيا.. موجة أمطار مهمة في الموعد هذا...استعدوا للتقلبات الجوية    جريمة مروعة/ رجل يقتل أطفاله الثلاثة ويطعن زوجته..ثم ينتحر..!    طقس اليوم : سحب عابرة وحرارة بين 29 و 35 درجة    عاجل: فرنسا تغلي.. 94 إيقافاً في أولى ساعات الإضراب...شفما؟    في أحدث ظهور له: هكذا بدا الزعيم عادل إمام    تصدرت محركات البحث : من هي المخرجة العربية المعروفة التي ستحتفل بزفافها في السبعين؟    عاجل : شيرين عبد الوهاب تواجه أزمة جديدة    المعهد الوطني للتراث يصدر العدد 28 من المجلة العلمية "افريقية"    افتتاح شهر السينما الوثائقية بالعرض ما قبل الأول لفيلم "خرافة / تصويرة"    شيرين عبد الوهاب أمام القضاء من جديد على خلفية هذه التّهمة    البنك التونسي للتّضامن: نحو إعادة جدولة ديون الفلاحين الذّين يمرون ببعض الصّعوبات الظّرفيّة    سوسة: لدغة "وشواشة" تتسبّب في إيواء شاب بقسم الكلى بمستشفى سهلول    صابة التين الهندي تنهار أكثر من 40%.. شوف السبب...وهذه المنطقة تطلق نداء عاجل    سعيد: "لم يعد مقبولا إدارة شؤون الدولة بردود الفعل وانتظار الأزمات للتحرّك"    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    الرابطة المحترفة الاولى : حكام مباريات الجولة السابعة    كيم يشرف على اختبار أداء مسيرات هجومية تكتيكية    التسامح أساس من أسس التعايش بين الناس    وخالق الناس بخلق حسن    خطبة الجمعة .. أخطار النميمة    صادرات القطاع الصناعي ترتفع ب1,9% خلال النصف الأوّل من 2025    اجتماع بمعهد باستور حول تعزيز جودة وموثوقية مختبرات التشخيص البيولوجي    الموت يغيب هذه الإعلامية..#خبر_عاجل    في بالك الى فما مكوّن سرّي في زيت الحوت... شنوة يعمل في جسمك؟    بلعيد يؤكد خلال الدورة 69 للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذريّة حرص تونس على مواصلة التعاون مع الوكالة    يا توانسة: آخر أيام الصيف قُربت.. تعرف على الموعد بالضبط!    وزير النقل يشرف على اجتماع لجنة القيادة لمنظومة التصرف في السلامة بالخطوط التونسية    القمة العالمية للبيوتكنولوجيا: وزير الصحة يعلن بسيول إطلاق مركز وطني للتدريب البيوطبي لتعزيز قدرات إفريقيا في إنتاج الأدوية واللقاحات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البياري ل «الشروق»: مايكل كتلة من اللحم المتحرك
نشر في الشروق يوم 16 - 12 - 2009

«سيذكرني قومي إذا جدّ جدّهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر».
قولة ترددها الجماهير الرياضية في تونس التي واكبت إبداعات اللاعب الدولي السابق محمد الهادي البياري المهاجم التونسي الوحيد الذي ظفر بلقب هدّاف البطولة خلال ثلاث مناسبات 19791980 و19821983 و19831984 ب14 هدفا و17 هدفاو12 هدفا على التوالي.
وقد اضطلع البياري بخطة مزدوجة جمع فيها بين حنكة ودراية صانع الألعاب من جهة والمهاجم الناجع أمام المرمى، وهي صفات استثنائية توجها البياري بثلاث بطولات بأزياء النادي الإفريقي خلال مواسم 19781979 و19791980 و19891990 تاريخ اعتزاله كرة القدم وسط حرقة جماهير الأبيض والأحمر.
«الشروق» التقت محمد الهادي البياري في مدينة أريانة موطنه الأصلي وخص «الشروق» بحوار قد يكون الأطرف والأغرب في تاريخ الصحافة الرياضية في تونس عندما أصر على إجراء الحوار بالقرب من ضريح الولي الصالح «سيدي عمّار» حيث تعود أن لا يقول سوى الصدق.
البداية لن تكون إلا بسؤال عن مهمتك في «استكشاف» المهاجمين؟
تسلّمت هذه المهمة الحساسة منذ 12 شهرا بعد أن وضعت الجامعة التونسية لكرة القدم ثقتها في شخصي لاقتناع الجميع بأنني الشخص الأنسب ذلك أنه بحوزتي الدرجة الثانية في التدريب وأمتلك مخزونا كرويا قوامه خبرة مدتها 40 عاما وأظنها أهم من الاف الشهائد التي بحوزة الآخرين.
هل نفهم من كلامك بأنه لا خوف على هجوم المنتخب مستقبلا؟
بكل تأكيد فقد ركزنا العمل على أصناف الشبان من خلال تمارين خصوصية شملت المهاجمين وظفرنا إلى حدّ اللحظة بخمسة مهاجمين سيكون لهم شأن كبير في المستقبل القريب مع العلم أنه سبق لي الإشراف على العديد من اللاعبين البارزين حاليا في البطولة التونسية على غرار مصعب ساسي وخالد العياري وكمال الزعيم عندما كنت مديرا فنيا في جمعية أريانة.
ولكن يبدو أن تدريب الشبان ليس بالأمر الهيّن كما يعتقد البعض؟
نعم، وهو ما جعلني أصف المهمة الموكولة على عاتقي بالمهمة الحساسة ذلك أن مدرب الشبان بصدد معالجة فئة بشرية هشّة من الناحية النفسانية والبدنية لذلك ينبغي التحلي بالكثير من الصبر والتدرج في العمل عند تمرير المعلومة.
بماذا تشعر عندما يذكرونك بأنك الوحيد الذي فاز بلقب هداف البطولة ثلاث مرات؟
أشعر بالفخر والاعتزاز إنه إنجاز فريد... ولكن وبكل روح رياضية ومن أعماق قلبي أتمنى أن يحطّم هذا الرقم مهاجم من المهاجمين الذين سبق وأن درّبتهم أو مهاجم من الذين نحن بصدد تكوينهم في مركب برج السدرية.
هل من حكمة معينة كنت تسير على نهجها في حياتك الكروية؟
بكل تأكيد وأنا شعاري الحزم فهو يدني كل أمر بعيد ويفتح كل باب مغلق هذا بالاضافة الى الانضباط الذي لم يورّثني إياه أجدادي بل تعلمته عن المدرب القدير المرحوم أندري ناجي وهذا الانضباط هو الذي جعلني أنجح في حياتي الكروية وحياتي الشخصية أيضا.
تحدثت عن النجاح ما هي الصفات التي ينبغي أن تتوفر في المهاجم الناجح؟
أولا وقبل كل شيء الموهبة الفطرية والتي حسب اعتقادي لا تتجلى إلا من الازقة والبطاحي ولكن الموهبة لا تكفي وحدها إذ ينبغي أن تقترن بعملية صقل وعمل قاعدي كبير هذا بالاضافة الى حسن التمركز وأن تتوفر فيه عدة مواصفات بدنية مع العلم أنه يوجد عدة أنواع من المهاجمين.
والى أي نوع من المهاجمين كنت تنتمي؟
بالرغم من أنني تحصلت على لقب هداف البطولة خلال ثلاث مناسبات إلا أنني كنت أقوم بدور مزدوج فأنا في الاصل صانع ألعاب وهداف في الآن ذاته وكنت أتمتع برؤية شاملة للميدان (clair voyant) وأتمتع بسرعة فائقة في الامتار العشرة الاخيرة وخاصة عنصر النجاعة.
وبماذا تفسر احتجاب المهاجمين في تونس على عكس الفترة التي كنت فيها أنت لاعبا على غرار الخويني وبن عزيزة والقاسمي ومنصف وادة؟
غابت المواهب في الازقة والبطاحي مما أدى بصفة حتمية الى احتجاب المهاجمين فكرة القدم لا تكتسب بالمال مثلما يعتقد البعض هذا بالاضافة الى افتقادنا الى مدربين مختصين في تكوين أصناف الشبان فهم سرعان مخا يضجرون ولا يبحث هؤلاء إلا عن النتائج بدل تكوين اللاعب تكوينا متكاملا وعلى أسس مدروسة.
وماذا عن المهاجمين المتواجدين في بطولتنا المحلية حاليا؟
(يبتسم) إن عددهم ضئيل جدا وبصراحة لا يوجد مهاجم واحد من طينة المهاجمين الكبار الذين سبق وأن شهدتهم الكرة التونسية.
وما حكمك على النيجيري إنرامو هداف البطولة خلال الموسم الماضي؟
بصراحة إنه كتلة من اللحوم المتحركة! فهو يمتلك قوة بدنية هائلة فحسب.
وماذا عن مهاجمي الافريقي؟
بالنسبة لأمير العكروت فهو الى حد اللحظة ليس العكروت الذي شاهدته في صفوف الملعب التونسي وهو يعاني الى حد اللحظة الوزن الزائد والذي يبقى من مهام المعد البدني للفريق هذا بالاضافة الى افتقاده الى المزيد من التأطير داخل الملعب وخارجه أما أوتوروغو فقد أصبح فعلا لغزا محيّرا في صفوف الافريقي فهو مهاجم فاشل بكل المقاييس وإن بن شيخة وحده يتحمل مسؤولية هذه الصفقة الفاشلة التي تكلفت الملايين على خزينة الافريقي مع العلم أن نجيب غميض لا ناقة له ولا جمل في الانتدابات وهو أمر متأكد منه شخصيا وقد أضحى الافريقي مخبرا لتجريب الفاشلين.
ولكن كيف لا يستنجد النادي الافريقي برموزه السابقة في صلب لجنة فنية تشرف على الانتدابات؟
(يصمت قليلا ثم يستشيط غضبا) قدما، الافريقي أصبح من المغضوب عليهم داخل حديقة منير القبايلي! فأنا شخصيا وبعد مسيرة 17 عاما في صفوف الاكابر دون اعتبار السنوات التي قضيتها في الشبان لم تفكر هيئة الافريقي ولو مرة في الاستنجاد بخدماتي... وما يحز في النفس أكثر أن مسؤولي النادي كانوا بالأمس القريب يتهافتون لإلتقاط صورة تذكارية مع قدماء الفريق عندما كنا لاعبين في الإفريقي فأي زمان هذا الذي انقلبت فيه المعطيات؟ بل الأدهى والأمر أن مجرد تواجدي في حديقة منير القبايلي قد يجعل بعضهم يتوجس خوفا!!!
ولكن بعض قدماء الإفريقي ممن سبق وأن حاورناهم أكدوا وفاء بعض المسؤولين؟
- إنه مسؤول واحد والمقصود هنا هو الأب الروحي للنادي الإفريقي حمادي بوصبيع فهو الوحيد الذي لم يتنكر للخدمات التي قدمها الهادي البياري للأحمر والأبيض.
النادي الافريقي لم يصعد على منصة التتويج بالبطولة سوى أربع مرات بين 1989/1990 و2008 فمن يتحمل المسؤولية؟
- الإفريقي فريق عريق ويستحق التتويج بالعديد من الألقاب خاصة في ظل القاعدة الجماهيرية العريضة التي يتمتع بها أما الإحتجاب عن التتويجات فسببه الأول والأخير السياسات المتبعة في صلب الفريق.
بعيدا عن صخب المسؤولين ما رأيك في مقابلة «الدربي» التي جرت منذ أيام؟
- تميز «الدربي» بمردود متوسط من الناحية الفنية وكان الإندفاع البدني سمته الأساسية وقد واجه هجوم الترجي عدة صعوبات خاصة في ظل تألق ثنائي محور الدفاع: السويسي والباشطبجي والعلامة الكاملة كانت من نصيب الحارس عادل النفزي الذي أنقذ الفريق في اللحظات الأخيرة مع العلم أن الحراس السابقين للنادي الافريقي هم من كان يساعدوننا على الخروج بنتيجة المقابلة وخاصة العملاق عتوقة.
ولكن هل من المنطقي التهجم والإعتداء على اللاعب بوعزي لمجرد اهداره ضربة جزاء؟
- انه ضرب من الجنون فأبرز اللاعبين في العالم سبق لهم وأن أهدروا ضربات الجزاء أو حتى ركلات ترجيحية تساوي ألقابا قارية وعالمية.... وأنا نفسي سبق وأن أهدرت ضربة جزاء... ارحموا هذا اللاعب واتركوه يعمل خاصة أنه يمتلك زادا كرويا وفنيا محترما.
العكروت سجل الهدف رقم {11} للإفريقي خلال هذا الموسم وهو الرقم نفسه الذي سجله الفريق في مقابلة واحدة ضد النجم الخلادي خلال موسم 93/94 (ذهابا وإيابا)؟
- إنه فعلا أمر محير وإنني أحمل المسؤولية للفني الفرنسي بيار لوشنتر الذي يبدو أنه لا يقوم بتجهيز المهاجمين من خلال تدريبات خصوصية أمام المرمى فما نشاهده في الإفريقي لا يتجاوز مجرد لعب ارتجالي في انتظار اختطاف هدف الفوز عبر انجاز فردي أو كرة ثابتة!! فأنا شخصيا لم أشاهد الى حد اللحظة هجوما مركزا واحدا انطلاقا من وسط الميدان!ً!
بما أننا نتحدث عن «الدربيات» بماذا يذكرك موسم 1977/1978؟
- إنه ذكرى خالدة في مسيرتي الكروية فقد فزنا على الترجي بخماسية كاملة وأذكر أن حسن بعيو سجل ثلاثية.
ذكرت حسن بعيو هل كانت أهدافه مجرد ضربة حظ؟
- أبدا فحسن بعيو كان يجيد التمركز الجيد ويتقن الضربات الرأسية.
وماذا عن تاريخ 5/5/1985 الذي تفاخر به جماهير الإفريقي؟
انه أيضا ذكرى خالدة في مسيرتي الكروية وفي تاريخ النادي الافريقي مع العلم أن انتصارنا بخماسية خلال موسم 77/78 على الجار الترجي كان أفضل من خماسية 1985 فخلال 77/78 كان لاعبو الترجي يتوجهون نحوي بالسؤال: هل أنكم فعلا تلعبون ب 11 لاعبا؟!!
اللاعب المصري الفذ محمود الخطيب الذي كان يحمل الرقم نفسه الذي تحمله أنت: (10) كان يلتجئ الى تغيير رقمه لفك الحصار فماذا عنك؟
- (يبتسم طويلا) كنت أتمتع بقدرة فائقة على فك الحصار فالجميع كان لا يفكر سوى في محاصرة البياري انطلاقا من حجرات الملابس والترجي كان يخصص الثنائي بن محمود ولطفي العروسي لمحاصرتي وقد كنت عرضة للضرب في كل المقابلات ومع ذلك فإنني لم أكن أرد الفعل.
لكن ما حكاية سوء الطالع التي رافقتك كلما واجهت المدرب القدير مختار التليلي (نهائي الكأس 1980 و1982)؟
نعم انها من الذكريات السيئة في مسيرتي فقد انهزمنا في النهائي ضد الترجي عام 1980 عندما كان يشرف على حظوظه «سي مختار» وانهزمنا أيضا في النهائي ضد النادي الرياضي البنزرتي الذي كان يقوده أيضا سي مختار التليلي الذي لم يكن يشغله سوى محاصرة الهادي البياري!!! فقد كنت شغله الشاغل.
ولكنكم انهزمتم أيضا في نهائي 1985 أمام نادي حمام الأنف؟
أذكر أننا انهزمنا بركلات الترجيح وكان يمكن أن نطلق على تلك المقابلة أي اسم من الأسماء سوى مقابلة في كرة القدم!
بما أننا نتحدث عن سنوات الثمانينات فقد خضت تجربة احترافية في الإمارات لكنها لم تعمّر سوى عام وحيد؟
كان ذلك عام 1981 عندما انتقلت للعب في صفوف نادي أهلي دبي وقد تألقت مع هذا الفريق ولكن وبمجرد انتهاء الموسم الأول لي مع الفريق الاماراتي استنجد النادي الافريقي بخدماتي وطالبت الجماهير بعودتي فعدت أدراجي... (يصمت قليلا).
يبدو أنك ندمت على عدم مواصلة التجربة في الإمارات؟
حب النادي الافريقي كان الأقوى وهو ما تسبب في خساتري امكانية تأمين مستقبلي من الناحية المادية في تلك الفترة ولكن الحمد لله على كل حال خاصة في ظل الثروة التي أفاخر بها والتي ظلت بحوزتي ولا تفارقني وهي: محبة الجمهور الرياضي التونسي لشخصي.
في تلك الفترة وتحديدا خلال موسم 83/84 تعمد فريقكم حرمان الملعب التونسي من التتويج بلقب البطولة وهو ما اتهمكم به الهرقال على صفحات جريدتنا؟
أبدا، فنحن كلاعبين وبحكم تواجدنا في العاصمة نتعاطف مع فريق الملعب التونسي بصورة آلية وأقولها للتاريخ إنّنا لم نكن يومها (يوم التعادل بين الافريقي والملعب التونسي 11) في كامل جاهزيتنا ولم نتشبث بنتيجة المقابلة... (يصمت قليلا ثم يبتسم) ولكن كنت أنا سببا مباشرا في الهدف الذي سجله فريقنا بعد أن وزعت باتجاه الحبيب القاسمي الذي سجّل الهدف وحرم «البقلاوة» من اللقب الذي توج به النادي الرياضي البنزرتي.
وماذا حدث بينك وبين طارق ذياب خلال موسم 82/83؟
تلك قصة طويلة ورائعة فقد كانت المنافسة على أشدها بيني وبين طارق الذي أحترمه وأحبه خاصة وأننا نتقاسم الإقامة في الحي نفسه بأريانة ومع ذلك فقد كانت الكلمة الأخيرة لفائدتي وفزت بلقب هداف البطولة (فارق هدفين!).
في تلك الفترة التي كنت فيها لاعبا برز عدة حكام متميزين على غرار بودبوس والناصر كريم وبلاغة وبالناصر والجويني فماذا عن الحكام الحاليين؟
إن الحكم التونسي كان في منزلة «المعلم» الذي نحترمه ويتمتع بشخصية قوية أما اليوم فقد افتقد الحكم الى تلك الصفات فتلاشت هيبة الحكم التونسي الى الأبد.
تاريخ 23 سبتمبر بماذا يذكرك؟
بكل تأكيد إنه تاريخ مقابلة منتخبنا الوطني ضد نظيره الجزائري وقد سجلت هدفا خياليا من بعد 40 مترا وكان الفريق الجزائري يضم في صفوفه آنذاك أسماء لامعة على غرار رابح ماجر وبلومي وعلي الفرقاني وعصّاد وحارس المرمى سرباح وهو المنتخب الذي لعب كأس العالم باسبانيا 1982.
وذلك في الوقت الذي انسحب فيه منتخبنا الوطني يوم 12 جويلية ضد المنتخب النيجيري بركلات الترجيح (43) وكأن التاريخ يعيد نفسه؟
نعم ما أشبه البارحة باليوم... يصمت (قليلا) لا داعي من النبش في هذه الذكرى التي بقيت نقطة سوداء فقد كنت أمني النفس بالذهاب الى كأس العالم فبعد تلك المسيرة الذهبية كانت المشاركة في المونديال الحلم الوحيد الذي يراودني ولكن شاءت الأقدار بأن لا يتحقق...
بعد تسلم المدرب فوزي البنزرتي مهمة تدريب المنتخب هل تتحول «نكسة» 14 نوفمبر 2009 الى انجاز منتظر؟
أعرف جيدا المدرب فوزي البنزرتي فقد توجت معه بالبطولة خلال موسم 89/90 وهو من جعلني أستعيد نشوة اللعب بل إنه أعاد الى روحي دماء الشباب وجعلني أشعر أنني في سن عشرين عاما بالرغم من أنني كنت أبلغ آنذاك 35 عاما!! إنه يؤمن بالعمل والحزم وأظنه سينجح في مهمته إن شاء الله.
لماذا لم تنسج على منوال رفاقك السابقين على غرار الشبلي والشرقي (الإفريقي) ومعلول وبن يحيى (المنتخب) في عالم التدريب؟
ما يجب أن يعلمه الجميع أنني قادر على إفادة الكرة التونسية أفضل من العديد من المدربين «الدخلاء» على ميدان كرة القدم وهو ما جعلني أكتفي بمهمتي الحالية التي سيجني منها المنتخب الوطني الكثير خلال الأيام القادمة.
لا يمكن أن نلتقي الهادي البياري في مدينة الورود وفي حضرة سيدي عمّار دون التطرق إلى أمجاد جمعية أريانة التي سبق لها اللعب في القسم الوطني خلال موسم 6970؟
للأسف الشديد فجمعية أريانة تبقى دائما ذلك الينبوع الذي يزخر بالمواهب الكروية على مر السنين وقد شكلت مصدرا أساسيا في تموين مختلف الجمعيات دون استثناء لكن ضعف الموارد المالية حكم على الفريق بالتدحرج إلى مراتب لا تليق بسمعة جمعية أريانة وبالأسماء البارزة التي مرّت من هنا من هذه الأزقة.
البياري مهاجم ناجح بكل المقاييس فماذا عن نجاحك في حياتك الشخصية؟
الحمد لله عز وجلّ أنا متزوج وقد رزقت بثلاث بنات: آمنة ومنى وإيمان وبولد واحد عبد الستار وهو ينشط حاليا في أكابر جمعيتي الأم أريانة.
وهل شابه أباه؟
أبدا فقد فشل إلى حد اللحظة في اقتفاء أثر والده.. قلت لك منذ البداية إنها مسألة موهبة قبل كل شيء... فكرة القدم لا تدرّس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.