السينما التونسية حاضرة بفيلمين في الدورة التأسيسية للمهرجان الدولي للفيلم القصير بمدينة تيميمون الجزائرية    بطولة انقلترا: مانشستر سيتي يكتسح ليفربول بثلاثية نظيفة    الصندوق العالمي للطبيعة بشمال إفريقيا يفتح باب التسجيل للمشاركة في النسخة الثانية من برنامج "تبنّى شاطئاً"    مدير "بي بي سي" يقدم استقالته على خلفية فضيحة تزوير خطاب ترامب    هل نقترب من كسر حاجز الزمن؟ العلم يكتشف طريقاً لإبطاء الشيخوخة    بنزرت ...مؤثرون وناشطون وروّاد أعمال .. وفد سياحي متعدّد الجنسيات... في بنزرت    صفاقس : نحو منع مرور الشاحنات الثقيلة بالمنطقة البلدية    نبض الصحافة العربية والدولية ... مخطّط خبيث لاستهداف الجزائر    "التكوين في ميكانيك السيارات الكهربائية والهجينة، التحديات والآفاق" موضوع ندوة إقليمية بمركز التكوين والتدريب المهني بالوردانين    حجز أكثر من 14 طنًا من المواد الغذائية الفاسدة خلال الأسبوع الأول من نوفمبر    ساحة العملة بالعاصمة .. بؤرة للإهمال والتلوث ... وملاذ للمهمشين    توزر: العمل الفلاحي في الواحات.. مخاطر بالجملة في ظلّ غياب وسائل الحماية ومواصلة الاعتماد على العمل اليدوي    بساحة برشلونة بالعاصمة...يوم مفتوح للتقصّي عن مرض السكري    أندا تمويل توفر قروضا فلاحية بقيمة 40 مليون دينار لتمويل مشاريع فلاحية    العاب التضامن الاسلامي (الرياض 2025): التونسية اريج عقاب تحرز برونزية منافسات الجيدو    أيام قرطاج المسرحية 2025: تنظيم منتدى مسرحي دولي لمناقشة "الفنان المسرحي: زمنه وأعماله"    قابس: حريق بمنزل يودي بحياة امرأة    الليلة: أمطار متفرقة ورعود بأقصى الشمال الغربي والسواحل الشمالية    كاس العالم لاقل من 17 سنة:المنتخب المغربي يحقق أكبر انتصار في تاريخ المسابقة    الانتدابات فى قطاع الصحة لن تمكن من تجاوز اشكالية نقص مهنيي الصحة بتونس ويجب توفر استراتيجية واضحة للقطاع (امين عام التنسيقية الوطنية لاطارات واعوان الصحة)    رئيس الجمهورية: "ستكون تونس في كل شبر منها خضراء من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب"    الجولة 14 من الرابطة الأولى: الترجي يحافظ على الصدارة والهزيمة الأولى للبقلاوة    نهاية دربي العاصمة بالتعادل السلبي    شنيا يصير كان توقفت عن ''الترميش'' لدقيقة؟    عاجل: دولة أوروبية تعلن حظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال دون 15 عامًا    احباط تهريب مبلغ من العملة الاجنبية يعادل 3 ملايين دينار..#خبر_عاجل    عاجل : فرنسا تُعلّق منصة ''شي إن''    رحيل رائد ''الإعجاز العلمي'' في القرآن الشيخ زغلول النجار    جندوبة: الحماية المدنية تصدر بلاغا تحذيريا بسبب التقلّبات المناخية    تونس ستطلق مشروع''الحزام الأخضر..شنيا هو؟''    حريق بحافلة تقل مشجعي النادي الإفريقي قبل الدربي    احتفاءً بالعيد الوطني للشجرة: حملة وطنية للتشجير وبرمجة غراسة 8 ملايين شتلة    الديربي التونسي اليوم: البث المباشر على هذه القنوات    أعلاها 60 مم: كميات الأمطار المسجلة خلال ال24 ساعة الماضية    المنتخب التونسي تحت 23 عاما يلاقي وديا السعودية وقطر والامارات من 12 الى 18 نوفمبر الجاري    عاجل: النادي الافريقي يصدر هذا البلاغ قبل الدربي بسويعات    ظافر العابدين في الشارقة للكتاب: يجب أن نحس بالآخرين وأن نكتب حكايات قادرة على تجاوز المحلية والظرفية لتحلق عاليا في أقصى بلدان العالم    أول تعليق من القاهرة بعد اختطاف 3 مصريين في مالي    عفاف الهمامي: كبار السن الذين يحافظون بانتظام على التعلمات يكتسبون قدرات ادراكية على المدى الطويل تقيهم من أمراض الخرف والزهايمر    هام: مرض خطير يصيب القطط...ما يجب معرفته للحفاظ على صحة صغار القطط    تحذير من تسونامي في اليابان بعد زلزال بقوة 6.7 درجة    عاجل-أمريكا: رفض منح ال Visaللأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض    طقس اليوم: أمطار غزيرة ببعض المناطق مع تساقط البرد    الشرع في واشنطن.. أول زيارة لرئيس سوري منذ 1946    المسرح الوطني يحصد أغلب جوائز المهرجان الوطني للمسرح التونسي    رأس جدير: إحباط تهريب عملة أجنبية بقيمة تفوق 3 ملايين دينار    أولا وأخيرا .. قصة الهدهد والبقر    تقرير البنك المركزي: تطور القروض البنكية بنسق اقل من نمو النشاط الاقتصادي    منوبة: الكشف عن مسلخ عشوائي بالمرناقية وحجز أكثر من 650 كلغ من الدجاج المذبوح    هذه نسبة التضخم المتوقع بلوغها لكامل سنة 2026..    شنيا حكاية فاتورة معجنات في إزمير الي سومها تجاوز ال7 آلاف ليرة؟    بسمة الهمامي: "عاملات النظافة ينظفن منازل بعض النواب... وعيب اللي قاعد يصير"    الطقس اليوم..أمطار مؤقتا رعدية بهذه المناطق..#خبر_عاجل    تونس: ارتفاع ميزانية وزارة الثقافة...علاش؟    تعرف قدّاش عندنا من مكتبة عمومية في تونس؟    من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظّه من الخير    خطبة الجمعة ... مكانة الشجرة في الإسلام الشجرة الطيبة... كالكلمة الطيبة    مصر.. فتوى بعد اعتداء فرد أمن سعودي على معتمر مصري في المسجد الحرام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البياري ل «الشروق»: مايكل كتلة من اللحم المتحرك
نشر في الشروق يوم 16 - 12 - 2009

«سيذكرني قومي إذا جدّ جدّهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر».
قولة ترددها الجماهير الرياضية في تونس التي واكبت إبداعات اللاعب الدولي السابق محمد الهادي البياري المهاجم التونسي الوحيد الذي ظفر بلقب هدّاف البطولة خلال ثلاث مناسبات 19791980 و19821983 و19831984 ب14 هدفا و17 هدفاو12 هدفا على التوالي.
وقد اضطلع البياري بخطة مزدوجة جمع فيها بين حنكة ودراية صانع الألعاب من جهة والمهاجم الناجع أمام المرمى، وهي صفات استثنائية توجها البياري بثلاث بطولات بأزياء النادي الإفريقي خلال مواسم 19781979 و19791980 و19891990 تاريخ اعتزاله كرة القدم وسط حرقة جماهير الأبيض والأحمر.
«الشروق» التقت محمد الهادي البياري في مدينة أريانة موطنه الأصلي وخص «الشروق» بحوار قد يكون الأطرف والأغرب في تاريخ الصحافة الرياضية في تونس عندما أصر على إجراء الحوار بالقرب من ضريح الولي الصالح «سيدي عمّار» حيث تعود أن لا يقول سوى الصدق.
البداية لن تكون إلا بسؤال عن مهمتك في «استكشاف» المهاجمين؟
تسلّمت هذه المهمة الحساسة منذ 12 شهرا بعد أن وضعت الجامعة التونسية لكرة القدم ثقتها في شخصي لاقتناع الجميع بأنني الشخص الأنسب ذلك أنه بحوزتي الدرجة الثانية في التدريب وأمتلك مخزونا كرويا قوامه خبرة مدتها 40 عاما وأظنها أهم من الاف الشهائد التي بحوزة الآخرين.
هل نفهم من كلامك بأنه لا خوف على هجوم المنتخب مستقبلا؟
بكل تأكيد فقد ركزنا العمل على أصناف الشبان من خلال تمارين خصوصية شملت المهاجمين وظفرنا إلى حدّ اللحظة بخمسة مهاجمين سيكون لهم شأن كبير في المستقبل القريب مع العلم أنه سبق لي الإشراف على العديد من اللاعبين البارزين حاليا في البطولة التونسية على غرار مصعب ساسي وخالد العياري وكمال الزعيم عندما كنت مديرا فنيا في جمعية أريانة.
ولكن يبدو أن تدريب الشبان ليس بالأمر الهيّن كما يعتقد البعض؟
نعم، وهو ما جعلني أصف المهمة الموكولة على عاتقي بالمهمة الحساسة ذلك أن مدرب الشبان بصدد معالجة فئة بشرية هشّة من الناحية النفسانية والبدنية لذلك ينبغي التحلي بالكثير من الصبر والتدرج في العمل عند تمرير المعلومة.
بماذا تشعر عندما يذكرونك بأنك الوحيد الذي فاز بلقب هداف البطولة ثلاث مرات؟
أشعر بالفخر والاعتزاز إنه إنجاز فريد... ولكن وبكل روح رياضية ومن أعماق قلبي أتمنى أن يحطّم هذا الرقم مهاجم من المهاجمين الذين سبق وأن درّبتهم أو مهاجم من الذين نحن بصدد تكوينهم في مركب برج السدرية.
هل من حكمة معينة كنت تسير على نهجها في حياتك الكروية؟
بكل تأكيد وأنا شعاري الحزم فهو يدني كل أمر بعيد ويفتح كل باب مغلق هذا بالاضافة الى الانضباط الذي لم يورّثني إياه أجدادي بل تعلمته عن المدرب القدير المرحوم أندري ناجي وهذا الانضباط هو الذي جعلني أنجح في حياتي الكروية وحياتي الشخصية أيضا.
تحدثت عن النجاح ما هي الصفات التي ينبغي أن تتوفر في المهاجم الناجح؟
أولا وقبل كل شيء الموهبة الفطرية والتي حسب اعتقادي لا تتجلى إلا من الازقة والبطاحي ولكن الموهبة لا تكفي وحدها إذ ينبغي أن تقترن بعملية صقل وعمل قاعدي كبير هذا بالاضافة الى حسن التمركز وأن تتوفر فيه عدة مواصفات بدنية مع العلم أنه يوجد عدة أنواع من المهاجمين.
والى أي نوع من المهاجمين كنت تنتمي؟
بالرغم من أنني تحصلت على لقب هداف البطولة خلال ثلاث مناسبات إلا أنني كنت أقوم بدور مزدوج فأنا في الاصل صانع ألعاب وهداف في الآن ذاته وكنت أتمتع برؤية شاملة للميدان (clair voyant) وأتمتع بسرعة فائقة في الامتار العشرة الاخيرة وخاصة عنصر النجاعة.
وبماذا تفسر احتجاب المهاجمين في تونس على عكس الفترة التي كنت فيها أنت لاعبا على غرار الخويني وبن عزيزة والقاسمي ومنصف وادة؟
غابت المواهب في الازقة والبطاحي مما أدى بصفة حتمية الى احتجاب المهاجمين فكرة القدم لا تكتسب بالمال مثلما يعتقد البعض هذا بالاضافة الى افتقادنا الى مدربين مختصين في تكوين أصناف الشبان فهم سرعان مخا يضجرون ولا يبحث هؤلاء إلا عن النتائج بدل تكوين اللاعب تكوينا متكاملا وعلى أسس مدروسة.
وماذا عن المهاجمين المتواجدين في بطولتنا المحلية حاليا؟
(يبتسم) إن عددهم ضئيل جدا وبصراحة لا يوجد مهاجم واحد من طينة المهاجمين الكبار الذين سبق وأن شهدتهم الكرة التونسية.
وما حكمك على النيجيري إنرامو هداف البطولة خلال الموسم الماضي؟
بصراحة إنه كتلة من اللحوم المتحركة! فهو يمتلك قوة بدنية هائلة فحسب.
وماذا عن مهاجمي الافريقي؟
بالنسبة لأمير العكروت فهو الى حد اللحظة ليس العكروت الذي شاهدته في صفوف الملعب التونسي وهو يعاني الى حد اللحظة الوزن الزائد والذي يبقى من مهام المعد البدني للفريق هذا بالاضافة الى افتقاده الى المزيد من التأطير داخل الملعب وخارجه أما أوتوروغو فقد أصبح فعلا لغزا محيّرا في صفوف الافريقي فهو مهاجم فاشل بكل المقاييس وإن بن شيخة وحده يتحمل مسؤولية هذه الصفقة الفاشلة التي تكلفت الملايين على خزينة الافريقي مع العلم أن نجيب غميض لا ناقة له ولا جمل في الانتدابات وهو أمر متأكد منه شخصيا وقد أضحى الافريقي مخبرا لتجريب الفاشلين.
ولكن كيف لا يستنجد النادي الافريقي برموزه السابقة في صلب لجنة فنية تشرف على الانتدابات؟
(يصمت قليلا ثم يستشيط غضبا) قدما، الافريقي أصبح من المغضوب عليهم داخل حديقة منير القبايلي! فأنا شخصيا وبعد مسيرة 17 عاما في صفوف الاكابر دون اعتبار السنوات التي قضيتها في الشبان لم تفكر هيئة الافريقي ولو مرة في الاستنجاد بخدماتي... وما يحز في النفس أكثر أن مسؤولي النادي كانوا بالأمس القريب يتهافتون لإلتقاط صورة تذكارية مع قدماء الفريق عندما كنا لاعبين في الإفريقي فأي زمان هذا الذي انقلبت فيه المعطيات؟ بل الأدهى والأمر أن مجرد تواجدي في حديقة منير القبايلي قد يجعل بعضهم يتوجس خوفا!!!
ولكن بعض قدماء الإفريقي ممن سبق وأن حاورناهم أكدوا وفاء بعض المسؤولين؟
- إنه مسؤول واحد والمقصود هنا هو الأب الروحي للنادي الإفريقي حمادي بوصبيع فهو الوحيد الذي لم يتنكر للخدمات التي قدمها الهادي البياري للأحمر والأبيض.
النادي الافريقي لم يصعد على منصة التتويج بالبطولة سوى أربع مرات بين 1989/1990 و2008 فمن يتحمل المسؤولية؟
- الإفريقي فريق عريق ويستحق التتويج بالعديد من الألقاب خاصة في ظل القاعدة الجماهيرية العريضة التي يتمتع بها أما الإحتجاب عن التتويجات فسببه الأول والأخير السياسات المتبعة في صلب الفريق.
بعيدا عن صخب المسؤولين ما رأيك في مقابلة «الدربي» التي جرت منذ أيام؟
- تميز «الدربي» بمردود متوسط من الناحية الفنية وكان الإندفاع البدني سمته الأساسية وقد واجه هجوم الترجي عدة صعوبات خاصة في ظل تألق ثنائي محور الدفاع: السويسي والباشطبجي والعلامة الكاملة كانت من نصيب الحارس عادل النفزي الذي أنقذ الفريق في اللحظات الأخيرة مع العلم أن الحراس السابقين للنادي الافريقي هم من كان يساعدوننا على الخروج بنتيجة المقابلة وخاصة العملاق عتوقة.
ولكن هل من المنطقي التهجم والإعتداء على اللاعب بوعزي لمجرد اهداره ضربة جزاء؟
- انه ضرب من الجنون فأبرز اللاعبين في العالم سبق لهم وأن أهدروا ضربات الجزاء أو حتى ركلات ترجيحية تساوي ألقابا قارية وعالمية.... وأنا نفسي سبق وأن أهدرت ضربة جزاء... ارحموا هذا اللاعب واتركوه يعمل خاصة أنه يمتلك زادا كرويا وفنيا محترما.
العكروت سجل الهدف رقم {11} للإفريقي خلال هذا الموسم وهو الرقم نفسه الذي سجله الفريق في مقابلة واحدة ضد النجم الخلادي خلال موسم 93/94 (ذهابا وإيابا)؟
- إنه فعلا أمر محير وإنني أحمل المسؤولية للفني الفرنسي بيار لوشنتر الذي يبدو أنه لا يقوم بتجهيز المهاجمين من خلال تدريبات خصوصية أمام المرمى فما نشاهده في الإفريقي لا يتجاوز مجرد لعب ارتجالي في انتظار اختطاف هدف الفوز عبر انجاز فردي أو كرة ثابتة!! فأنا شخصيا لم أشاهد الى حد اللحظة هجوما مركزا واحدا انطلاقا من وسط الميدان!ً!
بما أننا نتحدث عن «الدربيات» بماذا يذكرك موسم 1977/1978؟
- إنه ذكرى خالدة في مسيرتي الكروية فقد فزنا على الترجي بخماسية كاملة وأذكر أن حسن بعيو سجل ثلاثية.
ذكرت حسن بعيو هل كانت أهدافه مجرد ضربة حظ؟
- أبدا فحسن بعيو كان يجيد التمركز الجيد ويتقن الضربات الرأسية.
وماذا عن تاريخ 5/5/1985 الذي تفاخر به جماهير الإفريقي؟
انه أيضا ذكرى خالدة في مسيرتي الكروية وفي تاريخ النادي الافريقي مع العلم أن انتصارنا بخماسية خلال موسم 77/78 على الجار الترجي كان أفضل من خماسية 1985 فخلال 77/78 كان لاعبو الترجي يتوجهون نحوي بالسؤال: هل أنكم فعلا تلعبون ب 11 لاعبا؟!!
اللاعب المصري الفذ محمود الخطيب الذي كان يحمل الرقم نفسه الذي تحمله أنت: (10) كان يلتجئ الى تغيير رقمه لفك الحصار فماذا عنك؟
- (يبتسم طويلا) كنت أتمتع بقدرة فائقة على فك الحصار فالجميع كان لا يفكر سوى في محاصرة البياري انطلاقا من حجرات الملابس والترجي كان يخصص الثنائي بن محمود ولطفي العروسي لمحاصرتي وقد كنت عرضة للضرب في كل المقابلات ومع ذلك فإنني لم أكن أرد الفعل.
لكن ما حكاية سوء الطالع التي رافقتك كلما واجهت المدرب القدير مختار التليلي (نهائي الكأس 1980 و1982)؟
نعم انها من الذكريات السيئة في مسيرتي فقد انهزمنا في النهائي ضد الترجي عام 1980 عندما كان يشرف على حظوظه «سي مختار» وانهزمنا أيضا في النهائي ضد النادي الرياضي البنزرتي الذي كان يقوده أيضا سي مختار التليلي الذي لم يكن يشغله سوى محاصرة الهادي البياري!!! فقد كنت شغله الشاغل.
ولكنكم انهزمتم أيضا في نهائي 1985 أمام نادي حمام الأنف؟
أذكر أننا انهزمنا بركلات الترجيح وكان يمكن أن نطلق على تلك المقابلة أي اسم من الأسماء سوى مقابلة في كرة القدم!
بما أننا نتحدث عن سنوات الثمانينات فقد خضت تجربة احترافية في الإمارات لكنها لم تعمّر سوى عام وحيد؟
كان ذلك عام 1981 عندما انتقلت للعب في صفوف نادي أهلي دبي وقد تألقت مع هذا الفريق ولكن وبمجرد انتهاء الموسم الأول لي مع الفريق الاماراتي استنجد النادي الافريقي بخدماتي وطالبت الجماهير بعودتي فعدت أدراجي... (يصمت قليلا).
يبدو أنك ندمت على عدم مواصلة التجربة في الإمارات؟
حب النادي الافريقي كان الأقوى وهو ما تسبب في خساتري امكانية تأمين مستقبلي من الناحية المادية في تلك الفترة ولكن الحمد لله على كل حال خاصة في ظل الثروة التي أفاخر بها والتي ظلت بحوزتي ولا تفارقني وهي: محبة الجمهور الرياضي التونسي لشخصي.
في تلك الفترة وتحديدا خلال موسم 83/84 تعمد فريقكم حرمان الملعب التونسي من التتويج بلقب البطولة وهو ما اتهمكم به الهرقال على صفحات جريدتنا؟
أبدا، فنحن كلاعبين وبحكم تواجدنا في العاصمة نتعاطف مع فريق الملعب التونسي بصورة آلية وأقولها للتاريخ إنّنا لم نكن يومها (يوم التعادل بين الافريقي والملعب التونسي 11) في كامل جاهزيتنا ولم نتشبث بنتيجة المقابلة... (يصمت قليلا ثم يبتسم) ولكن كنت أنا سببا مباشرا في الهدف الذي سجله فريقنا بعد أن وزعت باتجاه الحبيب القاسمي الذي سجّل الهدف وحرم «البقلاوة» من اللقب الذي توج به النادي الرياضي البنزرتي.
وماذا حدث بينك وبين طارق ذياب خلال موسم 82/83؟
تلك قصة طويلة ورائعة فقد كانت المنافسة على أشدها بيني وبين طارق الذي أحترمه وأحبه خاصة وأننا نتقاسم الإقامة في الحي نفسه بأريانة ومع ذلك فقد كانت الكلمة الأخيرة لفائدتي وفزت بلقب هداف البطولة (فارق هدفين!).
في تلك الفترة التي كنت فيها لاعبا برز عدة حكام متميزين على غرار بودبوس والناصر كريم وبلاغة وبالناصر والجويني فماذا عن الحكام الحاليين؟
إن الحكم التونسي كان في منزلة «المعلم» الذي نحترمه ويتمتع بشخصية قوية أما اليوم فقد افتقد الحكم الى تلك الصفات فتلاشت هيبة الحكم التونسي الى الأبد.
تاريخ 23 سبتمبر بماذا يذكرك؟
بكل تأكيد إنه تاريخ مقابلة منتخبنا الوطني ضد نظيره الجزائري وقد سجلت هدفا خياليا من بعد 40 مترا وكان الفريق الجزائري يضم في صفوفه آنذاك أسماء لامعة على غرار رابح ماجر وبلومي وعلي الفرقاني وعصّاد وحارس المرمى سرباح وهو المنتخب الذي لعب كأس العالم باسبانيا 1982.
وذلك في الوقت الذي انسحب فيه منتخبنا الوطني يوم 12 جويلية ضد المنتخب النيجيري بركلات الترجيح (43) وكأن التاريخ يعيد نفسه؟
نعم ما أشبه البارحة باليوم... يصمت (قليلا) لا داعي من النبش في هذه الذكرى التي بقيت نقطة سوداء فقد كنت أمني النفس بالذهاب الى كأس العالم فبعد تلك المسيرة الذهبية كانت المشاركة في المونديال الحلم الوحيد الذي يراودني ولكن شاءت الأقدار بأن لا يتحقق...
بعد تسلم المدرب فوزي البنزرتي مهمة تدريب المنتخب هل تتحول «نكسة» 14 نوفمبر 2009 الى انجاز منتظر؟
أعرف جيدا المدرب فوزي البنزرتي فقد توجت معه بالبطولة خلال موسم 89/90 وهو من جعلني أستعيد نشوة اللعب بل إنه أعاد الى روحي دماء الشباب وجعلني أشعر أنني في سن عشرين عاما بالرغم من أنني كنت أبلغ آنذاك 35 عاما!! إنه يؤمن بالعمل والحزم وأظنه سينجح في مهمته إن شاء الله.
لماذا لم تنسج على منوال رفاقك السابقين على غرار الشبلي والشرقي (الإفريقي) ومعلول وبن يحيى (المنتخب) في عالم التدريب؟
ما يجب أن يعلمه الجميع أنني قادر على إفادة الكرة التونسية أفضل من العديد من المدربين «الدخلاء» على ميدان كرة القدم وهو ما جعلني أكتفي بمهمتي الحالية التي سيجني منها المنتخب الوطني الكثير خلال الأيام القادمة.
لا يمكن أن نلتقي الهادي البياري في مدينة الورود وفي حضرة سيدي عمّار دون التطرق إلى أمجاد جمعية أريانة التي سبق لها اللعب في القسم الوطني خلال موسم 6970؟
للأسف الشديد فجمعية أريانة تبقى دائما ذلك الينبوع الذي يزخر بالمواهب الكروية على مر السنين وقد شكلت مصدرا أساسيا في تموين مختلف الجمعيات دون استثناء لكن ضعف الموارد المالية حكم على الفريق بالتدحرج إلى مراتب لا تليق بسمعة جمعية أريانة وبالأسماء البارزة التي مرّت من هنا من هذه الأزقة.
البياري مهاجم ناجح بكل المقاييس فماذا عن نجاحك في حياتك الشخصية؟
الحمد لله عز وجلّ أنا متزوج وقد رزقت بثلاث بنات: آمنة ومنى وإيمان وبولد واحد عبد الستار وهو ينشط حاليا في أكابر جمعيتي الأم أريانة.
وهل شابه أباه؟
أبدا فقد فشل إلى حد اللحظة في اقتفاء أثر والده.. قلت لك منذ البداية إنها مسألة موهبة قبل كل شيء... فكرة القدم لا تدرّس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.