في مثل هذا اليوم، وقبل 72 عاما انتفض الشعب التونسي ليقطع أغلال المحتل وليسمع صوته الى كل الدنيا مطالبا ببرلمان تونسي... ومطالبا بحقه في الانعتاق وتقرير مصيره بنفسه... هذه الانتفاضة الخالدة التي سالت فيها دماء طاهرة زكية هي محطة من محطات نضالية كثيرة خطها شعبنا بأحرف من نور وكللت بالنصر المؤزر... وباندحار المحتل الى غير رجعة وبحصول بلادنا على استقلالها وارتفاع الراية الوطنية عالية خفاقة بين الامم... لذلك يبقى يوم 9 أفريل مناسبة للتذكر ولاستلهام الدروس والعبر... تذكر الدماء التي سالت والمآسي التي تعرض لها أباؤنا وأجدادنا في سبيل الوطن ... وكذلك التضحيات الجسام التي قدموها في سبيل أن ننعم نحن بنسمات الحرية والانعتاق... أما في باب الدروس والعبر فهي عديدة ومتنوعة ولعلها تحوم في مجملها حول ضرورة الحفاظ على هذا المكسب العزيز الذي حققه أسلافنا بتضحياتهم وبإقدامهم على تلبية نداء الواجب والضمير حين دعا داعي الوطن... وحين تطلب الأمر استنهاض الهمم ودفع ضريبة الدم لتحقيق مطلب الاستقلال الغالي... اليوم تتبدل الظروف ولكن التحديات تبقى واحدة... وهي على اختلاف ألوانها وتعدد مجالاتها تصب في خانة الاستقلال بكل معانيه... استقلال القرار والإرادة والتخلص من كل أصفاد التبعية سواء كانت اقتصادية أم غذائية وكل هذه مجالات تستدعينا جميعا لمضاعفة العمل والكد وللتحلي بأعلى درجات اليقظة والتحفز... لصون استقلال قرارنا والذود عنه وقطع الطريق على كل نوازع الخارجي سواء تستر خلف قيم كونية أو ركب مصالح اقتصادية أو اتخذ له مطية في «محترفي» الاستقواء بالاجنبي... وكذلك لدعم مناعة اقتصادنا وتحقيق أمننا الغذائي الذي يزيد في دعم استقلالنا ويؤكد وفاءنا لدماء شهدائنا على امتداد مسيرة شعبنا النضالية في سبيل الحرية والانعتاق..