بدأت مشكلة التونسي محجوب بن عبد النور الذي توفي قبل أيام في فرنسا تجد طريقها الى الحلّ. فبعد الاحتفاظ بجثته و«رفض» تسليمها يبدو أن جلبها الى تونس صار ممكنا خلال الأيام القليلة المقبلة ليتم دفنها في مسقط رأس الهالك بدوز حسب ما صرّح به لنا شقيقه الهادي. ويرتبط الاشكال في تسليم الجثة أساسا باختفاء ما يثبت هوية الهالك محجوب عبد النور بعد أن أتت النيران (التي قتلته) على وثائقه كلها. محجوب شاب في الأربعين من عمره وهو أصيل مدينة دوز (ولاية قبلي) التحق بفرنسا منذ سنة 1994 حيث تزوج بفرنسية وأنجب منها ابنا وحيدا (عمره حاليا 14 سنة). وقد انفصل عنها بالطلاق ثم تزوج بتونسية منذ سنتين. كانت إقامة محجوب قانونية في فرنسا وقد ظل خلال المدة الماضية يحضر لسفر زوجته واقامتها معه في فرنسا ولهذا كثر تردده بين تونسوفرنسا حتى كان سفره الأخير يوم الخميس (من الأسبوع الماضي). وحسب ما رواه شقيقه الهادي، فإن محجوب التقى يوم سفره صديقا له في باريس حيث قضى ليلته ثم تحول صباح الجمعة الى مدينة نانسي حيث قابل أحد أقاربه فقضى يومه في منزله ثم خلد الى النوم على أمل أن يعود الى صديقه (في باريس) في صبيحة اليوم الموالي (السبت). وفي الصباح استيقظت زوجة قريبه باكرا ثم نقلت بعض أبنائها الى المدرسة وبعدها مباشرة (حوالي الثامنة صباحا)، انفجر المنزل وشبت فيه النيران، فكان ذلك سببا في هلاك محجوب صحبة احدى بنات قريبه (اسمها نور وعمرها 3 سنوات) فيما تمكن والدها وشقيقها من النجاة بأعجوبة. الحلّ في الحمض النووي رجحت التحقيقات (مبدئيا) أن يكون الانفجار ناتجا عن تسرب للغاز. وقد تم نقل الجثتين الى مركز للطب الشرعي ثم تم تسليم جثة نور الى أسرتها لدفنها، لكن تعذر تسليم جثة محجوب لغياب أي وثيقة تثبت هويته سيما وأن النيران أتت على جميع وثائقه وقد توفر الحلّ في استدعاء ابن محجوب للقيام بفحص الحمض النووي (ADN) والتأكد بالتالي من هوية الأب اعتمادا على عامل الوراثة وقد تم الاختبار صبيحة أول أمس الخميس، لكن الاشكال الذي واجه أفراد أسرة محجوب في دوز أنهم باتوا مطالبين بالانتظار 15 يوما اضافيا للحصول على نتيجة الاختبار والحال أنهم يرغبون في الاسراع بدفنه علّ ذلك يخفف من مصابهم ومحنتهم. ولهذا كثرت التدخلات والتوسلات حتى جاء الوعد (حسب رواية الهادي شقيق الهالك)، بامكانية تحضير نتيجة الاختبار بعد غد (الاثنين) مما يعني امكانية تسلم الجثة وجلبها الى دوز الخميس القادم على أقصى تقدير. هذه التطورات خففت الى حدّ ما من أزمة أسرة الهالك في دوز على أمل أن يتحقق الوعد.