تونس - الصباح:بحلول آخر أحد من شهر أكتوبر الجاري ينتهي العمل بالتوقيت الصيفي الذي تم بمقتضاه وعلى مدى سبعة أشهر تقديم الوقت القانوني بساعة في تجربة هي الثانية من نوعها بعد أولى انطلقت سنة 2006 واستغرقت هذه الفترة الطويلة من السنة بعد أن سبق إقرار اجراء تقديم الوقت سنة 2005 لمدة تقل عن الراهنة. ... إذن عقارب الساعة ستعدل من جديد في اتجاه العودة بها إلى التوقيت الاصلي والمألوف سابقا من المواطنين وقد تباينت وتفاوتت درجة تقبل التوقيت الصيفي والتأقلم معه من شخص لآخر في بداياته ليدخل طاحونة الايقاع اليومي لحياة المواطن بمرور الوقت والتقدم في اعتماده... وبعد تجربة سنة أولى ماضية حققت بشهادة مصادر مختصة في التقييم ربحا محدودا في مستوى ضبط تأثير تقديم الوقت على التحكم في اقتصاد الطاقة الكهربائية بتسجيل نسبة ربح ب43،0 من الاستهلاك الجملي سنة 2006 وب2،11 طن مكافئ نفط من المحروقات المقتصدة أو ما يضاهي ربح استهلاك 24 ساعة من إنتاج محطات توليد الكهرباء أو كذلك ما يعادل قيمة إنجاز محطة كهرومائية وعلى ايجابية هذا المؤشر يبقى الكسب ضعيفا وكان بالامكان أفضل مما كان لو سايرت سلوكيات المستهلك للطاقة الكهربائية الاهداف المرجوة من إقرار تقديم الوقت بساعة باعتبار أن «ترشيد» التعامل مع الانارة بالحرص على اشعال وإطفاء الضوء في وقت معيّن وباستعمال الفوانيس المقتصدة للطاقة... على أهميته لا يكفي لوحده لتحقيق الربح المنشود وإنما لا بد من أن يقابله تصرف حكيم في استعمال الكهرباء للتبريد والتكيف وتشغيل مختلف التجهيزات الكهرومنزلية... مزايا اقتصادية على كل ربح ما يوازي مليون و800 ألف دينار وفق احصائيات رسمية صدرت في أعقاب تقييم تجربة السنة الماضية يعد مكسبا ايجابيا يتطلع الجميع إلى مزيد تعزيزه وتطويره ببلوغ التجربة سنتها الثانية ونرجو «ألا يتمخض الجبل فيلد فأرا...» على مستوى التعامل مع الطاقة الكهربائية أما فيما عدا ذلك وتحديدا على صعيد رصد المزايا الاقتصادية المنجرة عن هذا الاجراء فإن كل المؤشرات تقر بإيجابيتها سيّما على مستوى توفير عوامل جديدة في دعم الروابط التجارية بين تونس والاتحاد الاوروبي واستغلال تقديم الوقت المحلي ليتناغم مع التوقيت الاوروبي خصوصا أن ثلاثة أرباع المؤسسات الاجنبية المنتصبة ببلادنا أوروبية ومن هذه الزاوية ندرك جيدا أهمية الكسب المتوفر للمتعاملين الاقتصاديين.. وقد كان عهد إلى الشركة التونسية للكهرباء والغاز العام الماضي بدراسة وتقييم التجربة لعرض نتائجها على الحكومة فما عسى أن يفرزه تقرير تقديم الوقت سنة 2007 من نتائج؟