كل من واكب مباريات جمعية جربة وخاصة من الفنيين عبروا عن إعجابهم بالمستوى الممتاز الذي يقدمه أبناء الجزيرة وبالمردود الطيب الذي يظهره أغلب اللاعبين، لكن النتائج التي حققها الفريق لم تتماش مع ذلك الأداء الممتاز والمردود الطيب وهو ما يفسر الفترات الصعبة التي عاشها أبناء الجزيرة وهم «يصارعون» من أجل ضمان البقاء بالرابطة المحترفة الثانية. النتائج المسجلة لم تكن ترضي كل الأطراف من هيئة مديرة وإطار فني ولاعبين وأحباء. فخلال مرحلة الذهاب إنقاد الفريق الى سبع هزائم واكتفى بثلاثة انتصارات ومثلها من التعادلات كما أن هذه الانتصارات والتعادلات تحققت كلها داخل الجزيرة ولم يجن الفريق أية نقطة من خارج القواعد خلال مرحلة الذهاب. عدم الاستقرار على غرار الموسم الفارط لم يشهد فريق جمعية جربة الاستقرار على مستوى النتائج رغم المردود المحترم. والأكيد أن عدم الاستقرار يعود كذلك إلى عدم الاستقرار على مستوى الهيئة المديرة إذ تزامنت بعض النتائج السلبية مع الفترة التي شهدت صعوبات مالية وهي صعوبات جعلت رئيس الجمعية يقدم على الاستقالة في أكثر من مناسبة كما انسحب بعض المسؤولين في الوقت الذي كانت فيه «الجمعية» تحتاج لكل مسؤوليها. والأكيد أن هذه الظروف أثرت على النتائج. كما يمكن تفسير ضعف النتائج خاصة خلال مرحلة الذهاب بغياب التجسيم أو بالأحرى بعدم وجود مهاجم قادرا على التجسيم. المنعرج إلى حدود الجولة الرابعة إياب كانت جمعية جربة في وضعية صعبة ضمن مجموعة أسفل الترتيب لكن الجولة الخامسة إياب كانت المنعرج وكانت البداية الحقيقية للانقاذ، إذ تمكن أبناء الجزيرة من تحقيق انتصار ثمين خارج القواعد أمام الملعب الإفريقي لمنزل بورقيبة لتتواصل الانتصارات أمام كل من جريدة توزر للمستقبل وخاصة أمام الأهلي الماطري في ماطر بالذات، ومختلف هذه الفرق المذكورة تعتبر من المنافسين المباشرين. هذه الانتصارات تؤكد أن جمعية جربة قادرة على الانتصار عندما تريد ذلك. بر الأمان جمع فريق جمعية جربة خلال مرحلة الإياب 16 نقطة وذلك إلى حدود الجولة التاسعة، في حين أن مجموع النقاط خلال مرحلة الذهاب كاملة كانت في حدود 12 نقطة، وهو ما يفسر العودة القوية لأبناء الجزيرة. ليتمكن الفريق من الاقتراب من بر الأمان (دون اعتبار الأربع جولات المتبقية). هذه العودة تفسر بمجهودات كل الأطراف من هيئة مديرة وإطار فني ولاعبين وكذلك الأحباء الذين سجلوا عودتهم خلال الجولات الأخيرة. ثلاثي الانقاذ الأكيد أن كل الأطراف كما سبق الذكر ساهمت في الارساء بالجمعية في بر الأمان. لكن الثلاثي فتحي الحاج اسماعيل وخالد بن شعبان ومحمد أولاد الباي كان لهم الفضل الأكبر، فحاج إسماعيل ممرن جمعية جربة لم يرم المنديل رغم الوضعيات الصعبة التي مر بها ورغم الانتقادات التي لاحقته. أما خالد بن شعبان فكان هداف المباريات الحاسمة وربما تسجيله لهدفي الانتصار في ماطر كان المنعرج الايجابي. وأخيرا فإن الإثارة التي كسبتها جمعية جربة ومكنتها من الحصول على نقطتين كان ذلك إثر مشاركة لاعب هلال مساكن محمد أولاد الباي في مباراة فريقه أمام جمعية جربة وهو تحت طائلة العقوبة بالانذار الثالث.