مهما كانت نتائج جولة اليوم فإن الكرة الارضية لن تتوقف عن الدوران وحتى الموسم لن ينتهي رغم أننا على مشارف معرفة نسبة كبيرة من سيناريو الختام وبالتالي كم نتمنى أن نبقى «توانسة» في داخلنا وخارجنا وان لا نسيء الى بعضنا مهما كانت النتائج الزائلة... فأفضل من كل تشنج أن ننظر الى حالنا بعمق لنكتشف عوراتنا وعيوبنا حتى نتمكن من اجتثاث الداء وايجاد الدواء بأسرع وقت... ولنا في الفرق النازلة والعائدة بسرعة الصاروخ مثلما حدث مع ترجي جرجيس ثم مستقبل المرسى وقبلهما جندوبة الرياضية خير دليل على أن «السقوط النظيف» افضل مليون مرة من تسلق جدار النجاح بأياد ملطخة بالفضائح والصور القذرة... الزعيم الحالي للبطولة قد يبصم على وثيقة القبض على النسر بصفة رسمية على أرض القيروان بالذات بشرط موافقة الملاحقين الافريقي والنجم والرضاء بالتعادل... وهي نتيجة متوقعة بل هي منطقية جدا في ظل الظروف التي تعيشها الأندية الاربعة بداية من الشبيبة التي حققت منذ أيام انتصار الاطمئنان مرورا الى الترجي الذي يريد حسم الأمور قبل ثلاث جولات من النهاية وفي ذلك إذلال للملاحقين الذين لا يبقى لهم في صورة حدوث ذلك غير العودة الى «القوانين» وصولا الى الافريقي والنجم اللذين لم يقدرا على تجاوز اوجاعهما الموسمية ورفضا اكثر من فرصة جاءتهما على طبق للالتحاق بالترجي وبالتالي فإن تعادلهما اليوم يبدو منطقيا رغم «بطولة المركز الثاني» التي يتحدث عنها البعض وكأنها «حدث» في حد ذاتها. الملعب التونسي يستقبل أمل حمام سوسة وقد يمنحه نفسا اضافيا للبقاء حيا داخل البطولة خاصة أن المدرب بدأ يتحدث عن التشكيلة الثانية وضرورة التركيز على مباراة الكأس... لكن قد تأتي «رصاصة الرحمة» في أي وقت من عمر اللقاء لينتهي حساب الأمل في هذا الموسم... على عكس حساب اتحاد المنستير وترجي جرجيس الذي مازال مفتوحا على الآخر وقد يفسد أحدهما حساب الآخر من خلال هدف أو صفارة خاطئة خاصة أن كل الاحتمالات تبقى قائمة الذات بالنسبة لفريقين وعدا أحباءهما بالكثير فإذا بهما يخوضان معركة حقيقية في ختام الموسم لتقرير المصير... في صفاقس وفي غياب الجمهور تبدو القوافل أقرب الى الفوز أو اقتلاع نقطة أمل من زملاء الهمامي الذين يفكرون أكثر في حوار الكأس وهو ما سيسيل الكثير من الحبر في صورة صحة هذه التكهنات بالنظر الى عدد المهددين بالنزول ونفس الشيء ينطبق على لقاء النادي البنزرتي وحمام الانف والذي نتمنى ألا يخرج عن اطاره الجميل بالنظر الى ما يختزنه الفريقان من مهارات وفرديات قادرة على صنع فرجة من أعلى طراز. في القصرين سنكون على موعد مع ليّ ذراع من نوع خاص... فالفريق المحلي يطارد ثلاث نقاط يضمن بها بقاءه مع الكبار وهو أهل لذلك بالنظر الى ما حققه رغم ظروفه المالية التعيسة والضيف الباجي قد يرضى بنقطة يتيمة لكنها مفيدة لبقية المشوار... وبالتالي فإن المباراة ستكون جدية أكثر من اللزوم ولا مجال فيها للطرافة... والأهم ان تنتهي على «نظافة».