لم يستسغ عامل اسطبل بسيدي ثابت صياح مؤجره الشيخ في وجهه فهوى على رأسه بهراوة فأرداه قتيلا ولدى مثوله مؤخرا أمام هيئة الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس زعم ان بقرة تسببت في هلاك مؤجوه رفسا لكن المحكمة قضت بسجنه بقية عمره. وتشير وقائع ملف القضية الى ان شيخا تجاوز الستين من عمره يملك ضيعة فلاحية بداخلها اسطبل بجهة سيدي ثابت انتدب شابا في السابعة والعشرين من عمره للعمل بالاسطبل ورعاية الأبقار التي يملكها، واتسمت علاقتهما قبل الواقعة بالتوتر بسبب ما كان يعتبره المؤجر تقصيرا من الاعمال المنوطة بعهدة أجيره في أدائها. ومساء الواقعة تحول الشيخ لتفقد ضيعته ثم توجه الى الاسطبل فشاهد بقرتين ترعيان خارج الاسطبل فبحث عن العامل الا ان ألفاه جالسا بإحدى زوايا الضيعة ولامه على ما اعتبره إهمالا في القيام بواجباته وارتفعت وتيرة الخلاف بينهما، حيث رفض العامل طريقة احتجاج مؤجره عليه، وصياحه في وجهه وأفاد لاحقا في اعترافاته انه توجه نحوه بعبارات السب بطريقة مست من كرامته. فغضب العامل والتقط هراوة هوى بواسطتها على ر أس مؤجره الشيخ وسدد له ثلاث ضربات قوية كانت كافية ليسقط الشيخ مغشيا عليه بلا حراك. فتركه العامل ملقى على الارض وغادر المكان. وقد تم التفطن الى جثة الشيخ من الغد صباحا من طرف عملة بالضيعة، فأعلموا أعوان الحرس الوطني حيث حلّوا على عين المكان صحبة ممثل النيابة العمومية الذي أذن بفتح بحث في ملابسات هلاك الشيخ. وتم ايقاف العامل سويعات قليلة بعد اكتشاف جثة الهالك. فاعترف في جميع مراحل البحث بما نسب اليه. ولدى مثوله يوم أول أمس أمام أنظار الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس، تراجع في تصريحاته السابقة واعترف جزئيا باندلاع خلاف بينه وبين مؤجره، وأنه دفعه بقوة فسقط أرضا لكن بقرة هائجة رفست رأسه بحوافرها مما أدى الى هلاكه. لكن هيئة المحكمة رأت ثبوت ادانة العامل في قتل مؤجره، وقضت في حقه بالسجن مدى الحياة.