«هؤلاء الناس يعرضون ما يحلو لهم ولم يحاسبوا قط على هذا» هكذا رد وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس عندما سئل عن التسجيل الذي نشرته مجموعة «ويكي ليكس» والذي يظهر كيف استهدفت طائرة امريكية في 12 جويلية 2007 مجموعة من المدنيين أدت الى مقتل العشرات منهم ومصرع صحفيين من وكالة «رويترز» للانباء. لم يكن كلام الوزير الامريكي موجها الى طاقم الطائرة المجرمة ولا الى قيادة القوات الامريكية في العراق بل كان يستنكر به إقدام هذه المجموعة على نشر الشريط الذي يظهر مدى وحشية وعبثية الجيش الامريكي. كان الشريط أو التسجيل دليلا واضحا لا غبار عليه حيث يشمل تسجيلا صوتيا لمحادثة جرت بين أفراد طاقم الهيليكوبتر وقد صدم المشاهدون بتعليقات الطاقم أكثر من صدمتهم لمشاهدة الجريمة حيث وجدوا أنفسهم أمام جنود لا يحترمون حتى ضحاياهم بعد الموت خاصة. هل يمكن أن تكون صورة الديمقراطية الامريكية المتشدّقة بأعذب العبارات حول حقوق الانسان، أكثر وضوحا مما قدم لنا الوزير الامريكي. فهذا المسؤول يتهجم عن من كشف الجرم الامريكي وفي المقابل يحاول بيع قليل من الوهم حول «امكانية» ان يأخذ الجرائم التي يقوم بها جيشه في العراق «على محمل الجد». لنا مثل في مثل هذه الحالات وربما يكون معبرا أكثر من أي كلام وهو «إذا لم تستح فافعل ما شئت» ونحن نقولها لوزير الدفاع الامريكي طالما كانت ضحكات طاقم الهيليكوبتر جميلة ووقحة فلك أن تكون اكثر وقاحة فما أنت الا رئيسهم في العمل ولك أن تمارس نفوذك لا في العراق فقط بل حيثما حطت بك الطائرة. وفي الختام نقول ما دام فرسان «الديمقراطية» العراقيون منشغلون في دروس الحسابات السياسية كان الله مع الشعب والعراق...ولأمريكا أن تعاقب من تجرأ على كشف جرائم الابادة التي ترتكبها في العراق وافغانستان وفي فلسطين بأيدي الصهاينة.