صدور اسطوانة تضم مؤلفاته الموسيقية او الأصح بعض مؤلفاته الموسيقية لآلة السكسفون كان طموح فيصل القروي بل حلمه الذي ضنّت ادارة الموسيقى عليه بتحقيقه وفي قلبه هذه الاسطوانة التي لم تر النور والتي كان رحمه الله يحدثنا عنها وهي من بين جراحه الكثيرة التي مات متأثرا بها. شق فيصل القروي طريقه وحده تعلم عن والده العزف والتعامل مع الآلات النحاسية التي يعزفها باقتدار كلها لكنه عشق السكسفون وكان أول فنان تونسي يحترف العزف على هذه الآلة العجيبة التي ارتبطت بموسيقى الجاز وبالموسيقى الكلاسيكية كان الحوار مع هذه الآلة العجيبة مهنة يومية لفيصل الذي كان يقول لي انه يعزف تقريبا بشكل يومي في البيت وفي مكتبه لأن السكسفون يحتاج الى دربة يومية وكان حلم فيصل تقديم عرض كبير اساسه الات النفخ في مهرجان قرطاج وعندما كنت أسأله عن مهرجان الجاز كان يصمت صمتا عميقا فرغم انه كان أول من تعامل مع موسيقى الجاز في تونس عزفا وكتابة منذ سنة 1978 عندما أسس فرقة للجاز فقد يعتبر نفسه فنانا اكبر من التصنيف فقد لحن الأغنية والأوبيرات والمسرحية ولحن للأطفال ووزع موسيقى أكثر من عمل. كانت الموسيقى بالنسبة لفيصل القروي حياته الحقيقية فهو عصامي التكوين لكنه حقق نجاحا موسيقيا لم يصل إليه «دكاترة الموسيقى» الذين أساء بعضهم لفيصل وحرموه من دعم وزارة الثقافة والمحافظة على التراث ب «تهمة» انه عصامي التي كان يستحق عليه التقدير والتبجيل والاحترام. مات فيصل القروي في ريعان الشباب والعطاء وترك مجموعة كبيرة من المعزوفات لآلة السكسفون وكم نود لو تتكرم وزارة الثقافة والمحافظة على التراث بمناسبة الدورة الأولى لأيام قرطاج الموسيقية باصدار اسطوانة لمعزوفات فيصل القروي حتى تصل للأجيال التي لم تعرفه عن قرب لأن فيصل القروي فنان استثنائي كان سابقا لعصره ومات دون ان ينصف!