ارتأيت اليوم في هذه الصفحة أن أقدم كتبا صدرت ضمن سلاسل كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس كتاب في سلسلة العربية وكتابان في سلسلة التاريخ وكل هذه الكتب في الحقيقة نوقشت أطروحات على مدارج الجامعة بمعنى أنها كتب أكاديمية تخضع لمنهج علمي رصين بالإضافة إلى مضامينها الدسمة بلا ريب. إن هذا المسعى لهو في اعتقادنا مسعى محمود لم نكن نألفه سابقا إلا فيما قلّ وندر ولكن ها هي ذي الجامعة التونسية تتحول إلى مؤسسات نشر بالإضافة إلى ما ينشره «مركز النشر الجامعي في سيرورة منشوراته من بحوث ودراسات جلها أو كلها نوقش في رحاب الجامعة سواء كانت أطروحات أو رسائل جامعية أو فعاليات ندوات وغيرها. وفي نشر مثل هذه الكتب وإخراجها من رفوف الجامعة لتشمل الجمهور العريض المختص منه وغير المختص خدمة للبحث العلمي في البلاد وتقديم المعرفة للناس في شتى مجالاتها الأدبية والعلمية الخ.. وإذا كانت بعض الكليات قد تحركت في هذا الاتجاه وبدأت في ترسيخ أقدامها في ميدان النشر فإننا مازلنا ننتظر كليات أخرى وما أكثرها أن تنسج على منوال سابقاتها في هذا المجال حتى تتحرك دواليب النشر ويزدهر البحث وينمو ويطّرد. وبذلك نستطيع أن نتجاوز ما يقدم عليه بعض الناس من نشر كتب قد لا ترقى إلى مستوى كتاب، ويمكن للسمين أن يطغى على الغث. إن في خروج الجامعة من قممها وانفتاحها على المحيط الثقافي والفكري والعلمي.. سندا لعملية التنمية في مفهومها الشامل ببلادنا وارتقاء بمستوى ما يكتب ويؤلف من بحوث ودراسات في شتى المجالات هذا إذا استثنينا الانتاج الأدبي البحت المتمثل في القصة والرواية والشعر. عمل كهذا لا بدّ أن نستزيد منه وان نحض من ما يزال متردّدا على الإقبال عليه ولمَ لا تتحوّل بعض المؤسسات الثقافية إلى مؤسسات ناشرة للكتاب الجيّد الذي نطمح إلى قراءته والاستفادة منه.