نفت سوريا أمس بشدّة المزاعم التي وجّهتها اسرائيل اليها بشأن تزويدها «حزب الله» اللبناني بصواريخ «سكود» معتبرة أنها تهدف الى توتير الاجواء وخلق مناخ يهيئ لعدوان اسرائيلي محتمل، كما انتقد «حزب الله» الموقف الامريكي بشأن القلق من احتمال تزوّده بصواريخ «سكود» مؤكدا أن هذا الموقف يمثل تهديدا للبنان، وهو محل إدانة ورفض. فقد صرّح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية في بيان بأن اسرائيل تطلق منذ فترة تصريحات تزعم فيها أن سوريا تقوم بتزويد «حزب الله» في لبنان بصواريخ «سكود». وأضاف المصدر أن «سوريا إذ تنفي بقوّة هذه المزاعم ترى أن اسرائيل تهدف من خلالها الى المزيد من توتير الأجواء في المنطقة والى خلق مناخ يهيئ لعدوان اسرائيلي محتمل وذلك للتهرّب من تلبية متطلبات السلام العادل والشامل». مزاعم واهية وكان الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز زعم أن سوريا تزوّد «حزب الله» بصواريخ «سكود» لكن مسؤولا امريكيا صرّح بأن عمليات نقل الاسلحة ليست مؤكّدة حتى الآن. وقال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيس «نحن نشعر بقلق متزايد بخصوص الاسلحة المتطوّرة التي يزعم أنها تنقل وعبّرنا عن قلقنا لهاتين الحكومتين». وقد نفت السفارة السورية في واشنطن المزاعم الاسرائيلية قائلة إنها محاولة من تل أبيب «لصرف الاهتمام العالمي» عما تقوم به من بناء استيطاني واحتلالها لأراض عربية وترسانتها النووية المفترضة ومواصلتها التسلح بأسلحة أمريكية. وزعم مسؤول اسرائيلي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته إن صواريخ «سكود» جرى تهريبها على مدى الشهرين الماضيين الى «حزب الله». وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الامريكية إن من المعتقد أن صواريخ «سكود» التي أرسلت الى «حزب الله» يبلغ مداها أكثر من 435 ميلا (700 كيلومتر) وهو ما يضع القدس وتل أبيب والمواقع النووية الاسرائيلية داخل مداها. واعتبرت وزارة الخارجية الامريكية أن صواريخ «سكود» قد تهدّد استقرار لبنان. وقال المتحدث باسم الوزارة فيليب كراولي «إذا كان هذا الاجراء اتّخذ، ونحن نواصل تحليله، فإنه يضع لبنان في خطر بالغ». «حزب الله» يرد في المقابل اعتبر «حزب الله» هذا الموقف الامريكي تدخّلا في الشأن اللبناني، بل تهديدا للبنان. وقال حسن فضل الله، النائب عن «حزب الله» في البرلمان اللبناني إن «هذا الموقف الامريكي هو تهديد للبنان، وهذه الضغوط الامريكية والتهويل الاسرائيلي لن يؤثرا على خيارنا والتزامنا الدفاع عن بلدنا بكل الوسائل». وأضاف فضل الله أن «هذا التدخل الامريكي الذي تبنّى الموقف الاسرائيلي بالكامل هو محل إدانة ورفض من قبل لبنان،وهو يثبت مرّة أخرى أن الادارة الامريكية تتجاهل الحقائق والوقائع لجهة استمرار الاحتلال الاسرائيلي والاعتداء على السيادة اللنبانية وخرق القرارات الدولية على مرأى الأممالمتحدة لأن ما يهمّها هو اسرائيل وليس أي شيء آخر». ومضى يقول إن «التهديد الحقيقي لاستقرار لبنان والمنطقة هو استمرار الاحتلال والعدوان الاسرائيلي الذي يلقى دعما امريكيا مطلقا سياسيا وعسكريا خاصة على مستوى تزويد اسرائيل بالأسلحة الأمريكية المتطوّرة التي قتلت اللبنانيين والفلسطينيين في حروب اسرائيل وآخرها في غزّة». وأكّد فضل الله أن القلق الامريكي الذي هو تعبير عن القلق الاسرائيلي نابع من الخشية من تكبيل يدي اسرائيل في استباحة لبنان كما كان يجري في السابق لأن هذا البلد بمقاومته وشعبه وجيشه لديه من القدرات ما يخوّل له الدفاع عن نفسه ضد أي عدوان اسرائيلي وإلحاق الهزيمة به.