بعد حرمان طويل من الانشطة الثقافية والترفيهية في منطقة تافلون من معتمدية الميدة التي تتميز بموقع جغرافي ساحر يصلها بالبحر وبالمروج الخضراء المنبسطة حولها على امتداد العين، عاش الأهالي مؤخرا حدثين متميزين ارتبطا ببعضهما البعض ارتباطا أدخل حيوية وانتعاشة كبرى على هذه المنطقة الفلاحية الجميلة. الحدث الأول هو بعث لجنة ثقافية محلية بتشجيع من السلط المحلية والجهوية وبسعي خاص ومبادرة من الشاعر الغنائي الشاب محمد القربي... والثاني هو بعث مهرجان الطفل المبدع الذي حضرت «الشروق» انطلاقته في أجواء شبابية وطفولية حافلة تميزت بتحدي كل صعوبات التأسيس، وبنجاحها في صياغة برنامج متنوع ليس للطفل المبدع فقط ولكن لأهالي منطقة تافلون عامة الذين يعيشون في بيئة فلاحية ويفتقرون الى بعض عمليات الترفيه والتنشيط والتنمية الثقافية التي من شأنها أن تساهم في ترفيع نسق تطور مستوى حياة الناس في هذه المنطقة... وقد شمل البرنامج المنجز: مسابقات في المسرح والرسم والغناء والشعر ومسابقات في القصة في شكل ورشات أشرفت عليها لجنة تحكيم من إطارات الجهة... إضافة الى ورشات تنشيطية وترفيهية مختلفة أمّنها منشطو دار الشباب الميدة... كما قدمت مجموعة النسور الزرقاء للتنشيط بنابل عرضا تنشيطيا فرجويا لاقى نجاحا كبيرا من طرف الاطفال الذين تفاعلوا معه باعتبارهم يعيشون ذلك لأول مرة في نطاق مهرجان متنوع الفقرات يمتد على مدى ثلاثة أيام كاملة... وقد كان للاطفال أيضا موعد مع مسرحية صندوق الدنيا من إنتاج جمعية نجوم المسرح بقربة... المهرجان رغم كونه في خطوته الاولى فقد حرصت اللجنة الثقافية المحلية بتافلون على ثراء المشهد الكلي للانطلاق من خلال حرصها على تكريم أحد أهم أدباء الجهة المتخصصين في أدب الطفل وهو الاديب معاوية بنحجلة (33 أثرا أدبيا موجها الى الطفل) ومن خلال تركيزها على المعارض الفنية: معرض للشاب مجدي بعيش ومعرض الخط العربي للفنان التشكيلي نزار بن عبد الله وعلى تحية الكورال لأطفال تافلون وعرض كاراتي لأبطال تونس من صنف الاطفال... وتبشّر هذه الدورة الاولى التي نجح الشاعر محمد القربي بإرادته القوية والصلبة بالاشتراك مع دار الشباب الميدة في تحويلها من مجرد حلم وخيال الى واقع ملموس، بمواعيد ثقافية أخرى قادمة تضيف الى جمال الطبيعة وبهائها جمال النفوس والعقول والاذواق...