هذه أيام الغضب في النجم الساحلي... غضب على اللاعبين... غضب على الهولندي بيت هامبرغ وغضب على الهيئة المديرة بقيادة حامد كمون، فالوجه الذي ظهر به الفريق في قمة الاربعاء يمكن اختزاله في جملة واحدة .... «فضيحة كروية» جديدة تنضاف الي سلسلة الفضائح التي عرفها الفريق مؤخرا وبلغت أوجها بعد الانسحاب المرّ أمام منافس مجهول من النيجر تصنيفه رياضة وشغل. عمليا لم يبق لادارة الفريق أي مبرر من المبررات لاقناع جمهور الفريق بهذا التراجع المخيف الذي يعرفه فريقهم... حكاية التكوين لم تعد تقنع أحدا.. اتهام الآخرين بالتجني وتمهيد الطريق لازاحة المجموعة الحالية والمجيء بآخرين سقط أيضا مثلما تسقط أوراق الخريف ولابد إذن من الوقوف وقفة مصارحة والاعتراف بدخول النجم فعليا مرحلة خطيرة تستدعي مراجعة شاملة وغربلة عميقة للرصيد البشري الحالي الذي أثبت محدوديته كما تستدعي الاستماع للرأي المخالف وفتح قنوات الاتصال مع الاطراف التي بامكانها الافادة عمليا وليس الاستفادة الشخصية. مؤامرة ضد هامبرغ بعيدا عن الجانب الفني والقيمة الحقيقية للعمل الذي قام به بيت هامبرغ يجري الحديث عن مؤامرة مدبرة تعرض لها هذا المدرب الذي جاء بأسلوب جديد لم يتعود عليه لاعبو الفريق. هامبرغ يدرب على الساعة الثامنة صباحا وهذا الاختيار لم يرض بالطبع الرؤوس الكبيرة في الفريق والتي ترفض التدرب في هذا التوقيت المبكر واذا عرفنا السبب بطل العجب. التآمر على هامبرغ قبل إقالته لا ينفي مع ذلك مسؤوليته الشخصية في ما يجري حاليا... فنيا لا جديد تحت الشمس أي لا تطور في الأداء ولا هم يحزنون... الاختيارات البشرية والتكتيكية لهذا المدرب بعيدة كل البعد عن الاجماع والدليل أنه عاد ليعول على شاكر الزواغي كصانع ألعاب وتذكر ايريك يوم الثلاثاء وهو الذي لم يكن في برنامجه أصلا بالنسبة لمباراة الاربعاء أمام الافريقي وقام باستدعائه مكان ياكوبا ديارا... تامبو ذهب على الجهة اليسرى بعد المردود الرائع الذي قدمه في مباراة النادي الصفاقسي في الرواق الأيمن... العكايشي يمر بفترة فراغ لا جدال فيها ومستواه متواضع جدّا (تلك حدود اللّه) ومع ذلك واصل التعويل عليه... شبان الآمال ظلوا خارج حساباته ولم نشهد تطعيما للفريق بعناصر قادرة علىالاضافة تمهيدا للتعويل عليها خلال الموسم المقبل. تكتيكيا... الأسلوب المعتمد أمام الاندية الكبرى غلب عليه الطابع الدفاعي وقد وقف الجميع على هذه الحقيقة في مباراة الترجي ثم في اللقاء الأخير بملعب رادس... أخطاء الهولندي كانت فادحة ومؤثرة جدا ورغم اختلاف الآراء حوله بين مؤكد على القيمة الثابتة لهذا المدرب ومطالب بمنحه الفرصة ومن شكّك في قدرته على انتشال الفريق من النفق الذي تردى فيه يبقى الوضع الحالي للنجم كارثيا بكل المقاييس ولا تنفع معه العبارات المبهمة والوعود الرنانة والكلام الانشائي الذي لا يقدم ولا يؤخر. مسؤولية تاريخية في خضم ما يحدث تبدو التطورات المقبلة ساخنة جدا ويمكن القول ان جانبا من أحباء النجم وبعض الاطراف الأخرى تتحمل مسؤولية تاريخية في ما وصل اليه فريقهم فالحملة المنظمة التي عاشتها الهيئة السابقة أدت في ما أدت الى نشر الفوضى والارتباك ودفعت الى قرارات خاطئة. عندما كان شق من مدارج أولمبي سوسة يتهجم على إدارة الفريق كانت بعض الأصوات «العاقلة» تدعو الى منح الهيئة فرصة حتى نهاية الموسم الحالي على الأقل لترتيب البيت والقيام بالتعزيزات المطلوبة تمهيدا للموسم المقبل لكن عجلة «السب» والتحطيم دارت بأقصى سرعة ليجد ادريس ومن معه أنفسهم أمام حتمية القاء المنديل... الآن يعود كثيرون من المحيطين بالنجم الساحلي ليؤكدوا أن خروج الادارة السابقة بتلك الطريقة كان «خطأ» جسيما واستراتيجيا لكن هل ينفع الندم بعد الذي حدث؟! الجمل والبلبولي في قفص الاتهام قبل البلبولي هدفا سهلا من رأسية محمد تراوري ثم قبل هدفا ثانيا من تسديدة لأمير العكروت والنتيجة اتهام واضح وصريح لهذا الحارس بعدم التركيز ان لم نقل شيئا آخر... وبالتالي أضحى البلبولي في قفص الاتهام شأنه شأن عمار الجمل الذي بحث بشتى الطرق عن الورقة الحمراء وحصل عليها وهناك حديث عن اهتمام اللاعبين بالخروج التي عالم الاحتراف أكثر من اهتمامهما بمسيرة النجم في الوقت الحالي. ما بعد ماهبرغ الآن وقد رحل هامبرغ لا مناص من أن يذهب الدكتور حامد كمون إلى جوهر الاشكاليات المطروحة أي إلى تعزيز الفريق بلاعبين في مستوى النجم الساحلي وفي حجم رهاناته محليا وخارجيا. الرصيد الحالي في حاجة إلى تطهير فعلي بإخراج العناصر التي أكدت محدودية امكاناتها، أو لا تحبذ البقاء.. البلبولي والجمل مرشحان لتصدر القائمة ما دامت حساباتهما الشخصية طغت على مصالح النجم ودفعت بفريقهما إلى الحضيض.. طونيش والزواغي وكاريكاري والعكايشي لا مكان لهم عمليا وبالتالي أضحى البحث عن وجهة جديدة لهؤلاء أفضل خدمة يمكن أن تقدم لهم.. الكادر الإداري والهيكلة الفنية يجب أن تراجع بعمق بما يتناسب مع فريق كان قبل 3 أعوام في اليابان.. نفتح قوسا في الأخير لنشير إلى أن «الرعب» الذي يعيشه الدكتور حامد كمون بسبب الوضع المالي لا مبرّر له على الإطلاق لأن الأندية الكبرى تبقى كبيرة باختياراتها ونتائجها والكرة الجميلة التي تقدمها ومتى توفر كل ذلك فإن الدعم المالي يأتي بطبيعته ولعلّ الجميع يعلم أن من بين رجال النجم من يدفع عشرات إن لم نقل مئات الملايين ولا يبخل مطلقا مادام الهدف المحافظة على مكانة واشعاع الفريق في الداخل والخارج.