نهاية حزينة جدا.. بل دراماتيكية عرفتها مباراة بنزرت بين النادي البنزرتي والنجم الساحلي.. غضب أحباء النجم الذين تجشموا مشقة التحول الى عاصمة الجلاء كان عارما ليس بسبب الهزيمة وتواصل نزيف النقاط فقط، وإنما لأن المردود العام لزملاء البلبولي كان مرة أخرى سيئا جدا وينبئ بما هو أكثر سوءا.. الغضب انصّب على اللاعبين بالدرجة الأولى وعلى المدرب الهولندي بيت هامبرغ وكانت الطامة العظمى غياب المسؤولين في هذا اللقاء فالدكتور حامد كمون كان مرفوقا بالمسؤول السابق في هيئة أمل حمام سوسة سامي القندوز فيما تخلف أعضاء هيئته المديرة وبعضهم يقبض مرتبا قارا من الفريق. كمون تحمّل لوحده تبعات المباراة وثورة أنصار النجم، وكان لافتا تدخل السيد سعيد لسود رئيس النادي البنزرتي لتهدئة الأجواء والتخفيف من هيجان الجمهور الذي وقف مرة أخرى على استهتار بعض اللاعبين بمصلحة فريقهم.. العياري، طونيش، الزواغي، بن منصور، ايريك، المسراطي، العكايشي، أكدوا مرة أخرى أنهم أصغر من النجم فيما تجددت القناعة بأن هامبرغ لا يصلح إلا في دور المكوّن ربما.. فالرجل بعيد تماما عن واقع النجم الساحلي المطالب بلعب الأدوار الأولى والسعي الى الفوز في كل مبارياته. هامبرغ القادم بوساطة اللاعب السابق سمير بكاو فشل فشلا ذريعا في اصلاح ما يمكن إصلاحه وإن كان لا يتحمل المسؤولية كاملة فالفريق أفرغ من قوته الضاربة بخروج البخاري وجيلسون وبن ضيف الله وعفوان الغربي... بقي أن ما لا يمكن تبريره على الاطلاق هو الاختيارات التكتيكية، والبشرية الخاطئة تماما لهذا المدرب حيث أصرّ على تشريك الايفواري ايريك واخراج ياكوبا من قائمة اللاعبين الذين ذهبوا الى بنزرت وواصل الاعتماد على أحمد العكايشي منفردا في الهجوم.. التيار مقطوع بين هذا المدرب والركائز الأساسية في الفريق وهذه حقيقة لا خبار عليها حدثنا عنها أكثر من طرف يعيش يوميا مع فريق الأكابر.. بعبارة أوضح هذا المدرب غير مرحب به من أغلب اللاعبين ومن بعض الأشخاص الذين عايشوا عديد المدربين الذين تعاقبوا على تدريب النجم الساحلي في عديد المحطات التاريخية المهمة ولا ندري ما الذي تنتظره هيئة الدكتور حامد كمون لاتخاذ القرار الصعب المتمثل في تغيير المدرب ومنح الفرصة لأبناء النادي في ما تبقى من الموسم الحالي؟ هل أن هيئة النجم الساحلي أكثر حكمة من هيئة النادي الافريقي التي أبعدت مدربا كبيرا مثل لوشنتر أم أنه الاصرار على الخطإ وعدم تفهم دقة الظرف الذي يمر به النجم حاليا ولوعة أنصاره وهم يرون فريقهم يتراجع وينهار بشكل مريع من لقاء لآخر ليصبح لقمة سائغة لمنافسيه. سيناريو العودة تتردّد حاليا في كواليس النادي أخبار تشير الى امكانية عودة رضوان الفالحي وسيف غزال لتعزيز الفريق بما أن خروج عمار الجمل أصبح شبه مؤكد.. المساعي جارية لاقناع اللاعبين بالعودة على أمل أن يعود النجم «كرويا» كبيرا كما هي عادته دائما وعودة هؤلاء قد تفتح الباب أمام استعادة صابر بن فرج لمكانه وإغلاق ملف «قلب» جانبا كبيرا من أنصار الفريق على الهيئة الحالية.. التجربة أكدت أن ما يُقال عن عدم الاستفادة من عودة الذين غادروا يبقى نسبيا وليس صحيحا دائما لأن بعض اللاعبين يملكون قيمة ثابتة وخبرة قد تنفع داخل وخارج الميدان. شهاب الليلي، هل هو الحل المناسب؟ اتصل بنا أكثر من طرف يوم أمس ليؤكد لنا وجود اتصالات بين رئيس النجم والمدرب شهاب الليلي قصد اقناعه بتدريب الفريق ومع احترامنا الشديد لهذا المدرب ولتجربته، نسأل هل أن الليلي هو الحلّ المناسب فعلا لانقاذ النجم من ورطته الحالية ولبناء فريق قادر على اقتناص الألقاب. على كل نحن نسوق هذا الخبر بكل احتراز ونفتح قوسا لنشير الى كون هيئة النجم الساحلي مازالت سجينة «أحلامها» الصغيرة ولم ترتق فعلا بخياراتها وقراراتها لما يناسب فريقا في حجم النجم الساحلي طموحه انتداب أفضل اللاعبين والمدربين والبقاء في صدارة الأحداث محليّا وقاريا.. قدر النجم أن يكون مع الفرق الأخرى الكبرى أي الترجي والافريقي والصفاقسي القاطرة التي تجر كرة القدم التونسية والرياضة الوطنية بوجه عام. فهل أن النجم الحالي يعكس فعلا هذه الصورة أم أنه تحوّل الى فريق عادي؟