برأيكم ما هي الأولويات التي تطرح اليوم على برامج عمل البلديات؟ أو بالأحرى ما الذي يطلبه المواطنون من البلديات؟ سؤال كان من الضروري تغييره صباح أمس بعد أن تفاجأنا باجابات المستجوبين من مواطنين التقيناهم في الشارع... فرسمنا أسئلة بديلة هي... متى يكون موعد الانتخابات البلدية؟ وما معنى هذه الانتخابات؟ ثم ما مدى أهميتها؟ أسئلة كان الردّ عليها كمّا من الابتسامات والسخرية. بزيّه الرياضي الجميل كان معز يهم بقطع الطريق مثبّتا نظره على شاشة جوّاله حين استوقفناه بالسؤال عن موعد هذه الانتخابات. يبتسم، يدس جواله في يمناه، قبل أن يقول «منكم نسمع». التصويت له مجددا يعمل معز بأحد المطاعم بالعاصمة، تجاوز عقده الثاني من العمر بقليل، قال إنه لا علم له بموعد هذه الانتخابات. كما يجهل محدثنا، حسب قوله، تفاصيل هذه العملية الانتخابية التي قد تعني ربّما استماع رئيس البلدية لمقترحات ومشاغل المواطنين من متساكني دائرته البلدية ثم المرور نحو التصويت لانتخابه مجددا. يلقي محدثنا بابتسامة ساخرة بشكل مفاجئ وهو يقول «حكايات ما نعرفهاش... كل ما أعرفه أن والدي يعاني من اشكاليّة حصوله على رخصة أرض منذ عام 1984 ولم تسوّ بلديّة الدندان هذا الاشكال فبلّغوا أزمتنا بدل هذا السؤال». عدم اكتراث على عكس معز قال نورالدين إنه على دراية بالموعد الانتخابي وعبّر عن مشاركته في التصويت بكل حماسة وجديّة. يقول «تم اجراء هذه الانتخابات منذ حوالي أسبوعين، السبت «قبل إلّي فات»، في دائرة دوّار هيشر وقد شاركنا في التصويت وروّحنا»... اجابة لم نصنف بعدها سؤالا ثانيا. وإن أخطأ المتحدث في موعد الانتخابات عبّر آخرون عن عدم اكتراثهم به... إذ لا وقع لهذه الانتخابات في الشوارع.. العدالة بين الأحياء تقول درّة «لا أعرف ولا يهمني موعدها، المدينة أيضا لا تكترث لهذه المسألة والدليل خلو الشوارع من صور المترشحين وغياب صوت حملاتهم الانتخابية». وتضيف درّة «ما يهمّني ربّما هو المطالبة بالنظافة خاصة في الاحياء الشعبية وتلك أولويّة لابد أن تحظى بالاهتمام الأبرز للبلديات». ومثلها طالب كمال الذي يجهل بدوره موعد الانتخابات بالعدالة بين الأحياء قائلا إن الأحياء ذات الكثافة السكانية يدفع سكانها الضرائب لكنها لا تتمتع بالخدمات البلدية الضرورية... وبالتالي لابد من العدالة بين الأحياء. لا أبالي عن سؤالنا حول مدى معرفته برئيس بلدية منطقته السكنية او بالمستشارين البلديين قال كمال «أعرفه لأنه كان زميلا لي في الدراسة... ولولا صدفة الدراسة ما كنت لأحفظ اسمه أساسا». مثله قال عمر إنه يجهل أسماء اعضاء المجلس البلدي في منطقته السكنية. ثم يستدرك «ربّما لأني موش من هنا... أنا أصيل الجنوب». ويضيف بحماسة «هناك، في الجنوب أعرف أسماءهم واحدا واحدا». نسأله عن الموعد الانتخابي... فيتلعثم قبل أن يرد «لا أعرف... توّ كي جيت». ثم يستدرك «منذ حصلت على تقاعدي تقاعدت عن معرفة الأشياء... لا أبالي». 9 ماي يجهل لطفي موعد هذه الانتخابات كما يجهل ان يكون لأحزاب المعارضة مقاعد في المجالس البلدية... «فهم يتواجدون فقط في البرلمان» حسب قوله. يضحك محدثنا قبل أن يعبّر عن استعداده للتصويت مشيرا الى أنه سيختار اسما من أسماء المترشحين ضمن القائمة للتصويت له دون معرفة ببرنامجه الانتخابي. من جهته قال عبد اللطيف إن الموعد سيكون خلال شهر ماي المقبل مطالبا بدوره بالعدالة بين الأحياء لأن الأحياء الراقية تحظى بالخدمات الابرز حسب قوله. ومثله قال «منصف والي» إن الموعد سيكون يوم 9 ماي المقبل، مقترحا توعية سياسية للمواطن حتى يعرف مدى أهمية صوته في الانتخابات المحليّة دعما لمكانة البلدية ومساعدة لها على تنفيذ برامج يقترحها ويساهم فيها المواطن... مشيرا الى أن الكثيرين يتعاملون مع هذه الانتخابات كما لو كانت قرارا اداريا لا حدثا سياسيا.